أتمتة البيوت بالكامل تكلف عشرات الآلاف من الدولارات حالياً

تقنيات جديدة لمنازل ذكية منخفضة الكلفة

صورة

تُعد المنازل الذكية أمراً واعداً يحلم به الإنسان منذ سنوات عدة، فمن شأن هذه المنازل أن توفر مستويات عالية من الرفاهية والراحة، إذ يكون فيها كل معدات المنزل وأنظمته متصلة في ما بينها لخدمة المُستخدم.

وتجلب المنازل الذكية معها تجهيزات قادرة على العمل بشكل تلقائي وذكي، فعلى سبيل المثال يعمل في هذه المنازل جهاز تحضير القهوة تلقائياً عند استيقاظ المُستخدم، ويُفتح باب مرآب السيارة عند وصول المُستخدم، ويتم التحكم في أنظمة الإنارة والتكييف وضبط الحرارة بشكل ذكي يناسب المُستخدم ويوفر في استهلاك الطاقة.

وتتجه بعض الشركات التقنية الكبرى نحو أتمتة المنازل للوصول تدريجياً إلى المنازل الذكية، إذ استحوذت شركة «غوغل» في يناير الماضي على شركة «نست» Nest مقابل 3.2 مليارات دولار، وذلك بهدف توسيع منظومة الأجهزة التي تنتجها لتشمل أتمتة المنازل.

وتختص شركة «نست» في مجال أتمتة المنازل، وتشتهر بصناعة أجهزة تحكم بحرارة المنزل (ترموستات) Thermostat ذكية قابلة للتعلم تلقائياً، وهي قادرة مع مرور الوقت على فهم طبيعة المنزل، ومعرفة متى يتوجب تشغيل أجهزة التكييف أو إطفاؤها، كما أطلقت الشركة نهاية العام الماضي جهازاً ذكياً لكشف الحرائق، أطلقت عليه اسم «بروتكت» Protect، كما أشار تقرير حديث إلى نية شركة «غوغل» الاستحواذ على شركة «دروبكام» Dropcam وهي شركة متخصصة في مجال الكاميرات المتصلة بالإنترنت، وذلك سعياً منها لتعزيز حضورها في مجال حلول أمن المنازل.

وتتوافر بعض الأنظمة التي تسمح للمُستخدم باختيار التجهيزات لمنزله، وربطها بشبكة المنزل، وطرحت شركات مثل «كومكاست» Comcast و«فيرايزون» Verizon و«إيه تي أند تي» أنظمة مراقبة للمنازل، لكنها لا توفر الكثير من المرونة، هذا عدا عن أن أتمتة المنزل بشكل كامل تُكلف عشرات الآلاف من الدولارات.

ومن الصعوبات الناتجة عن أنظمة أتمتة المنازل المتوافرة حالياً، أنه يتوجب على المستخدم ربط الأجهزة بنفسه، وكلما كانت التجهيزات أكثر استلزم التعامل مع تطبيقات أكثر للتحكم في كل جهاز على حدة، أي إن مثل هذه الأنظمة لا توفر تطبيقاً واحداً للتحكم في كل مرافق المنزل، فعلى سبيل المثال يتوجب على المُستخدم التعامل مع تطبيق مُخصص للتحكم بالإنارة، وآخر للتحكم في التكييف، وهكذا.

وتعمل بعض الشركات مثل Revolv وSmartThings وIcontrol على حل هذه المشكلة بتوفير نظام موحد للتحكم في كل تجهيزات المنزل الذكي، كما أن شركة «أبل» Apple دخلت حديثاً في مجال المنازل الذكية، من خلال إعلانها مطلع الشهر الجاري عن منصة HomeKit، التي تسمح بالتحكم في الأجهزة المنزلية باستخدام الأجهزة الذكية العاملة بنظام تشغيل iOS8، كما توفر هذه المنصة توافقاً مع المساعد الشخصي «سيري» Siri الخاص بأجهزة «أبل» الذكية، ما يوفر سهولة بالغة في التحكم في الأجهزة المنزلية.

ويعد وصل أجهزة منزلية مُتنوعة بنظام واحد أمراً صعباً للغاية، وذلك لأن الأجهزة المنزلية المُتصلة تستخدم تقنيات مُتنوعة للاتصال، مثل الاتصال اللاسلكي Wi-Fi والبلوتوث وZigBee وZ-Wave وغيرها.

ووفرت Revolv جهازاً للتحكم في أجهزة المنزل، يأتي على شكل قطعة صغيرة حمراء اللون، تستطيع الاتصال بتجهيزات المنزل عبر الاتصال اللاسلكي Wi-Fi، كما يأتي الجهاز مدعوماً بتطبيق لأجهزة iOS، يجب تنصيبه على الهاتف الذكي أو الحاسب اللوحي، ومن ثم ضبط اتصال الجهاز الذكي مع جهاز تحكم Revolv ليستطيع المُستخدم التحكم بأجهزته المنزلية على غرار نظام تشغيل الموسيقى المنزلي ونظام الإضاءة.

ويسمح نظام Revolv بتنفيذ مهام مُرتبطة بالموقع الجُغرافي للمُستخدم، على غرار إطفاء الإنارة لدى مُغادرة المُستخدم لمنزله وتشغيلها لدى عودته. ويأتي جهاز التحكم بتجهيزات المنزل من SmartThings باللون الأبيض، ويتطلب الوصل المُباشر مع موجه إشارة الشبكة router، ليرسل أوامره إلى التجهيزات المنزلية.

ويسمح جهاز SmartThings لمستخدمه بالتحكم في الأجهزة المنزلية عبر أجهزة «أندرويد» وiOS، كما يمكن تجهيزه لأداء مهام محددة في وقت محدد، على غرار إطفاء نظام الإنارة والموسيقى ليلاً، وتشغيلهما مع جهاز تحضير القهوة وإنارة المطبخ في الصباح.

وتعد أجهزة Revolv وSmartThings خطوات جيدة على طريق الوصول إلى منازل مؤتمتة بشكل كامل، خصوصاً أن هذه الأجهزة تأتي بأسعار مُنخفضة نوعاً ما، إذ يبلغ سعر نظام Revolv نحو 300 دولار، في حين أن نظام SmartThings يُباع بسعر 100 دولار، ويأتي جهاز Revolv مُترافقاً مع حساسين، أحدهما للتحسس عند فتح الباب، والآخر لتحسس الحرارة والاهتزاز.

تويتر