دخول «غوغل» و«أبل» و«HyperCAT» القطاع يمهّد الطريق لتطوّره سريعاً
التنافس بين عمالقة التقنية يصل المنازل الذكية
بدأت بعض الشركات خوض سباق تقني جديد، هو السباق في عالم المنازل الذكية، وذلك من خلال تطوير أنظمة تحكّم في التجهيزات المنزلية المُتصلة بالإنترنت، وتجهيزات متوافقة مع هذه الأنظمة.
وتوفر هذه المنازل مستويات عالية من الرفاهية، فهي على سبيل المثال تضم أنظمة متطورة للتحكم في التدفئة والإنارة بشكل ذكي، وعبر الأجهزة المحمولة الذكية، إضافة إلى أنظمة مُراقبة متطورة وقدرات ذكية على التحكم في أبواب المنزل وتجهيزات المطبخ.
واتخذت شركة «نست» Nest، الشهيرة في مجال تجهيزات المنازل الذكية، خطوات جديدة في هذا المضمار، إذ كشفت أخيراً عن برمجية لتجهيزاتها المنزلية الذكية المُتصلة بالإنترنت، تسمح للمطورين ببناء تطبيقات وتجهيزات مُتوافقة مع نظامها.
وتشتهر «نست» بصناعة أجهزة ذكية للتحكم في حرارة المنزل «ترموستات» Thermostat، قابلة للتعلم تلقائياً، وهي قادرة، مع مرور الوقت، على فهم طبيعة المنزل، ومعرفة متى يتوجب تشغيل نظام التكييف أو إطفاؤه، إضافة إلى نظام إنذار من الحرائق، وتتوافر تجهيزاتها في نحو مليون منزل، مُنذ تأسيسها عام 2010.
وأشارت «نست» إلى أن أكثر من 5000 مُطوِر يتوقون إلى تطوير تطبيقات وبرمجيات متوافقة مع نظامها، على غرار شركة تجهيزات المنزل الشهيرة Whirlpool، وشركة تجهيزات تتبع اللياقة Jawbone، وشركة السيارات «مرسيدس بنز».
وكان مؤسس «نست»، مات روجرز، أعلن خلال مؤتمر «غوغل» السنوي للمطورين، يوم 26 يونيو المنصرم، أن فتح المجال للمطورين لبناء تطبيقات وتجهيزات متوافقة مع «نست» سيؤدي إلى تجهيزات منزلية ذكية قادرة على التخاطب في ما بينها.
وتستعد «نست»، وهي الشركة التي استحوذت عليها «غوغل»، مطلع العام الجاري، للدخول في مواجهة مع منافس جديد في سوق المنازل الذكية، هو شركة «أبل»، التي أعلنت الشهر المنصرم عن برنامجها الخاص لأتمتة المنازل، الذي يُدعى HomeKit، الذي من شأنه أن يسمح لمُستخدمي «آي فون» و«آي باد» بالتحكم في أقفال أبواب منازلهم، وإنارتها، ومتابعة كاميرات المراقبة، ونظام التدفئة والتكييف، على أن يتم التحكم في هذه الأجهزة عبر منصة Apple tv.
وتتخذ الشركة الأميركية الناشئة SmartThings، ومقرها العاصمة الأميركية واشنطن، خطوات مميزة في مجال المنازل الذكية، إذ شحنت الآلاف من أنظمتها للتحكم في المنازل الذكية، كما تشجع المُطورين والمُستخدمين على إجراء تعديلات في نظامها، على غرار برمجة الغسالة لإرسال رسائل قصيرة عند انتهائها، أو تغيير لون الإنارة في حال التقط حساس تدفق المياه أي تسريبات.
وتأتي هذه الخطوات من قبل الشركات المُتنافسة بهدف الوصول إلى أنظمة تحكم في المنازل الذكية، يُمكن لشركات صناعة التجهيزات المنزلية تطوير أجهزة متوافقة معها.
وشكلت نحو 40 شركة، منها شركات بتخصصات تقنية مختلفة، على غرار IBM وARM، ما يشبه التحالف، بهدف تطوير نظام خاص يُدعى HyperCAT، يسمح للأجهزة المُطورة من قبل مُصنعين مُختلفين باكتشاف بعضها بعضاً والعمل معاً.
ولاتزال الأجهزة المُتصلة بالإنترنت لحد الآن غير متوافقة مع بعضها بعضاً، وغير قادرة على التخاطب في ما بينها، وذلك حسب ما أشار الرئيس التنفيذي لشركة «1248» البريطانية الناشئة، أحد أعضاء التحالف، بيلغرم بيرت، وهو ما يؤكد ضرورة الوصول إلى تطبيق واحد متوافق مع كل التجهيزات المُتصلة بالإنترنت.
ويسمح HyperCAT للأجهزة بتعريف نفسها للتطبيقات، بحيث يُرسل كل جهاز قائمة بالبيانات التي يُوفرها، على غرار الحرارة والرطوبة والموقع، بصيغة يُمكن التعرف إليها، ما يسمح للتطبيقات بالبحث عن البيانات التي تريدها، ويأمل التحالف أن تُطرح تجهيزات مُتصلة مُتوافقة مع HyperCAT خلال عام.
وريثما يتم ذلك، تعمل شركات مختلفة على تطوير تجهيزات مُتوافقة مع نظام «نست»، إذ أشار رئيس شركة «Whirlpool»، مارك بيتزر، إلى أن شركته تعمل على تجهيزات منزلية ذكية متوافقة مع «نست» من شأنها أن تعمل في الأوقات التي تنخفض فيها أسعار الطاقة الكهربائية.
من جهتها، قالت «مرسيدس» إنها تطور تطبيقاً يعلم نظام «نست» بالوقت المُتوقع لوصول المُستخدم إلى منزله، ليضبط النظام حرارة المنزل، ويفتح باب المرآب للسيارة لدى وصولها.
وتتسابق الشركات في مجال المنازل الذكية، فبعد استحواذ «غوغل» على «نست» بصفقة بلغت قيمتها 3.2 مليارات دولار، استحوذت على «دروبكام» DropCam، بصفقة بلغت قيمتها 555 مليون دولار، وهي شركة منزلية تصنع كاميرات المراقبة المنزلية المُتصلة بالإنترنت، وعلى شركة «ليفكس» LIFX، وهي شركة أميركية تصنع أنظمة إنارة لاسلكية، بشكل يسمح بالتحكم في الإنارة بحسب رغبة المُستخدم، أو تشغيلها عن بعد لإعطاء انطباع بوجود أشخاص في المنزل.
وطورت IBM كذلك نظاماً ذكياً للإنارة بالاستفادة من HyperCAT، يسمح بالتحكم في إنارة المنزل، وتغيير الألوان من الأصفر إلى الأحمر بحسب درجة استهلاك المنزل للطاقة الكهربائية.
وأشار المسؤول في شركة «فليكس آي» Flexeye البريطانية الناشئة، جستن آندرسن، إلى أن سوق الأجهزة المُتصلة بالإنترنت ستصل إلى أبعد مما تتنافس فيه الشركات حالياً، إذ يتوقع أن يؤدي هذا التنافس إلى سوق كبيرة جداً من التجهيزات الذكية قد تضم أشياء لم يخطر ببال المُستخدم سابقاً أن تتوافر نسخ ذكية منها.