طائرات من دون طيار لمراقبة المشروعات الضخمة والمناجم
تُستخدم الطائرات من دون طيار منذ عقود عدة لأداء مهام على غرار تصوير مناطق بعيدة أو خطرة، كما تتميز هذه الطائرات باستخداماتها الواسعة في المجال العسكري أيضاً.
وتعمل شركة ناشئة، تُدعى «سكاي كاتش» Skycatch على تطوير طائرات من دون طيار، وصفها الرئيس التنفيذي للشركة، كريستيان سانز، بأنها قادرة على مُراقبة المواقع الخطرة، على غرار المناجم، لتنقل معلومات عن سير العمل لضمان أمن وسلامة العمال.
طائرات «أمازون» تقوم بعض الشركات، على غرار «أمازون» Amazon، الشركة العملاقة في عالم التسوق على الإنترنت، باختبار طائرات مروحية صغيرة من دون طيار، مُهمتها حمل المُشتريات وإيصالها إلى الزبائن خلال 30 دقيقة، إذ تعتزم الشركة إطلاق هذه الخدمة، التي تحمل اسم «Prime Air» رسمياً مع حلول عام 2018. |
ويُمكن إطلاق طائرات «سكاي كاتش» من قواعد تحكم أرضية، لتزور المناجم وتصور التفجيرات، على سبيل المثال، ومن ثم إعادة فيديو التفجيرات على البطيء للتأكد من نجاح عمليات التفجير، ويُعد ذلك أمراً بسيطاً من بين العديد من المهام التي تستطيع مثل هذه الطائرات تنفيذها في إطار جمع البيانات.
ولا تقوم «سكاي كاتش» ببيع طائراتها، بل تؤجرها لشركات أُخرى تجمع البيانات لمصلحتها وأعمالها، على غرار ما تقوم شركات مثل «غوغل» و«أمازون» من تأجير خدماتهما السحابية لشركاتٍ أُخرى، إذ تُغني خدمة «سكاي كاتش» الشركات الأُخرى عن شراء وتطوير طائرات من دون طيار، بل وتدريب كادر لتشغيلها، إذ يكفي تلك الشركات استئجار الخدمة من «سكاي كاتش» للحصول على المعلومات المطلوبة من طائرات الشركة. ولا يُعد تأجير خدمة الطائرات من دون طيار أمراً سهلاً، كما هي الحال بالنسبة للخدمات السحابية، إذ يتطلب تأجيرها نقل محطة الإطلاق الأرضية والطائرات إلى موقع المتعامل، ومن ثم تشغيل العتاد الصلب.
وتكمن الفكرة بأنه يُمكن التحكم بالطائرات من دون طيار باستخدام الحاسب أو الهاتف الذكي، من دون أن يضطر المُستخدم إلى مُغادرة مكتبه.
وتسعى «سكاي كاتش» إلى العمل على جعل الطائرات من دون طيار أمراً أساسياً لنجاح أي عمل، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها في مجال الصناعات الثقيلة لتلتقط صوراً جوية لتوفير معلومات أدق عن سير العمل.
وتمت الاستفادة من طائرات «سكاي كاتش» في مجال البناء أيضاً، إذ تم استخدامها للتصوير الجوي بشكل يبرز تطور المشروعات الإنشائية، كما يطلب أصحاب هذه المشروعات أحياناً صوراً يمكنهم التقاطها بأنفسهم، إذ يُفضل البعض البقاء في مكاتبهم ومتابعة أعمالهم منها على الذهاب والتصوير في المواقع.
وتتلقى الشركة دعماً من شركات كُبرى لتحقيق هدفها في توفير خدمات جمع بيانات عبر الطائرات من دون طيار، وتستفيد شركات كبرى من خدمات «سكاي كاتش» في جمع البيانات، على غرار شركة التعدين الكبرى «Rio Tinto»، وشركة الإنشاءات الضخمة «Bouygues».
وتم استخدام طائرات «سكاي كاتش» للبحث عن التصدعات في مواقع التنقيب عن المعادن، فبدلاً من إرسال شخص للبحث عنها وقياس مدى خطورتها، وتعريضه للخطر، تستطيع الطائرة خلال دقائق معدودة الوصول إليها وتصويرها.
وفي مشروع إنشائي ضخم، يتم استخدام طائرات عدة مهمتها تصوير أجزاء مختلفة من المشروع ومراقبة تطوره، وتحديد مواقع الآليات وتزويد مُهندسي المشروع بكل البيانات الضرورية.
وتحقق «سكاي كاتش» أرباحها من خلال تأجير خدماتها والسماح للشركات المُتعاملة معها بالوصول إلى كل البيانات المطلوبة، كما يُعد تطوير عتاد صلب جديد قادر على تحمل مُختلف ظروف ومُتطلبات العمل أمراً أساسياً من عمل الشركة، إذ طورت الشركة تقنيات تسمح لطائراتها بالطيران بحرية والتقاط البيانات ونقلها إلى المحطة الأرضية، كل ذلك من دون تدخل الإنسان.
وتُعد المحطات الأرضية القسم الرئيس لجمع البيانات، إذ تستطيع الطائرات الإقلاع منها والهبوط عليها لعدد غير محدود من المرات، ما لم تنفد طاقة بطارياتها.
وأشار سانز إلى أن كل البيانات التي تلتقطها طائراته هي بيانات مرئية، لكن تدرس الشركة إمكانية دمج حساسات مُعينة لتسمح لطائراتها بالتقاط بيانات على غرار النشاط الإشعاعي في مكانٍ ما «وهو أمر رائع، إذ لا يمكن إرسال الإنسان إلى مثل هذه المهام الحساسة»، وفقاً لسانز.