«توكو».. تطبيق يُعيد الاهتمام إلى المكالمات الصوتية في الهواتف
تتعدد الخيارات أمام الباحثين عن تطبيقات التراسل الفوري، ويُركز كثيرٌ منها على تيسير تبادل النصوص والصور والفيديو، لكن تطبيق «توكو» الجديد يهدف إلى توفير خيار التواصل عبر وسائط متعددة، وفي القلب منها الصوت، باعتباره وسيطاً مهماً وأساسياً للاتصالات، مع إضافة إمكانات تسجيل المكالمات والبحث فيها، ومزجها بالصور والنصوص.
ويرى أحد مؤسسي التطبيق، راي أوزي، أن ما يدفع الناس حالياً لتفضيل الرسائل النصية والبريد الإلكتروني على التحدث في الهاتف، هو استهانتهم برنين الهاتف، وكراهيتهم مقاطعته لما يقومون به، من دون أن يعلموا بمدى أهمية المكالمة أو موضوعها.
ويُعرف أوزي، الذي شغل سابقاً منصب رئيس قسم البرمجيات في شركة «مايكروسوفت» الأميركية، مُطوراً بارزاً للبرمجيات التعاونية في بيئة العمل، وأهمها «لوتس نوتس» الذي تحول اسمها لاحقاً إلى «آي بي إم نوتس».
ومنذ مطلع عام 2012، تعاون «أوزي» مع كل من «مات بوب» و«إريك باتي» لتطوير تطبيق «توكو» Talko الذي يحاول دفع المستخدمين للعودة إلى التحدث في الهاتف.
وقال «أوزي» إن ما تتيحه طرق الاتصال الأخرى المتوافرة في الهواتف الذكية، مثل الرسائل النصية والصور والبريد الإلكتروني، من إمكانات التخزين، والبحث، وإعادة إرسالها إلى آخرين تجعل المكالمات الصوتية أقل جذباً مقارنةً بها، حتى إن كان الصوت في بعض الأحيان هو الوسيلة الفضلى للاتصالات السريعة والفعالة والعملية.
تطبيق «توكو»
ويُركز تطبيق «توكو»، الذي أتيح يوم 23 من سبتمبر الجاري، على المكالمات الجماعية. ويُتيح للمشاركين أثناء الاتصال إضافة علامات، أو وسوم، تُشير إلى النقاط الرئيسة، مثل ميعاد تسليم أحد المشروعات، ما يسمح بالبحث لاحقاً في المكالمات بحسب الموضوع، كما يُخزن التطبيق المكالمات بشكل افتراضي، ويُمكن لأيٍ من المشاركين بعد انتهاء المكالمة إضافة ملاحظات صوتية ليستمع إليها غيره من المشاركين.
ويسمح «توكو» للمشاركين برفض استقبال رسالة نصية أو مكالمة خلال الاستخدام، وأثناء المكالمة يُظهر التطبيق صوراً لجميع المشاركين، وتحتل صورة المتحدث منتصف الشاشة، بينما تظهر صور بقية المشاركين في الأعلى. وفي أسفل الشاشة، يُظهر «توكو» خطاً يُشير إلى تسجيل المكالمة، ويمكن من خلاله إدراج الوسوم والصور.
ولا يغفل «توكو» دور الصور والنصوص، باعتبارها وسائل للتواصل، إذ يسمح للمستخدمين بإرسال نصوص إلى الآخرين أثناء المكالمات الصوتية، والتقاط الصور أثناء المكالمة وإرسالها بشكل فوري للحديث حولها.
وبعد انتهاء كل مكالمة، يُنشئ «توكو» سجلاً بوقتها، والمشاركين فيها، والموضوعات التي تطرقت إليها، ما يسمح بالبحث فيها لاحقاً كواحدة من الميزات الرئيسة للتطبيق.
وقال أوزي: «لا أستطيع أن أتنبأ بما سيتحول له هذا الشيء، لكن جعل الصوت سهل الاستخدام مثل النص سيُغير الأشياء»، لافتاً إلى أنه في حال سبق اختراع الإنترنت الهاتف، كان سيُنظر إلى كل مكالمة هاتفية من منظورٍ مختلف.
الصوت الفائق
وفي الواقع، فإن ما يُوفره تطبيق «توكو» مسعى قديم للمدافعين عما يُعرف بالصوت الفائق أو التشعبي من ناحية قابلية المكالمات للاستمرار، والإضافة، وإمكانية البحث فيها. ويُتيح «توكو» ذلك بفضل برمجيات ذكية في بعض نظم الحوسبة السحابية مثل «أمازون ويب سيرفيس»، و«مايكروسوفت أزور» الذي أسهم «أوزي» في تطويره خلال عمله في «مايكروسوفت» قبل استقالته عام 2010.
وعلى الرغم من تركيز «توكو» على الشركات وتنظيم عمل الفرق داخلها، فإن «أوزي» يعتقد أن المستخدمين العاديين يمكنهم الاستعانة بالتطبيق لأغراض مثل التخطيط للرحلات، أو للحصول على تجربة اتصال مرتبة زمنياً وتمزج وسائط عدة معاً.
ويتوافر التطبيق حالياً لهواتف «آي فون»، في وقت يعمل الفريق على توفير نسخة للهواتف العاملة بنظام تشغيل «أندرويد» وأخرى لأجهزة الكمبيوتر المكتبية.
أرباح وخصوصية
وفي ما يتعلق بخطط «توكو» لتحقيق الأرباح، فإن التطبيق يتوافر مجاناً للتحميل والاستخدام، كما سيحتفظ بالمكالمات لمدة تراوح بين أسبوع و10 أيام، بينما سيفرض رسوماً في حال رغب المستخدمون في البحث عن مكالمات سابقة.
وتوقع «أوزي» أن تراوح الرسوم بين خمسة وتسعة دولارات شهرياً للشخص الواحد، معرباً عن أمله في أن يتمكن تطبيق «توكو» لاحقاً من أداء مهام أخرى مثل إنشاء النصوص آلياً بشكل دقيق.
ونظراً إلى حديث كل مستخدم من هاتف مستقل، فإنه سيكون من السهل فصل الصوت إلى تيارات مختلفة. كما يتصور «أوزي» إمكانية وضع إشارات إلى الأشخاص الذين ترد أسماؤهم في المكالمة، ما يُتيح للتطبيق إنشاء تقويم آلي بمواعيد الاجتماعات.
وفي الوقت نفسه، يحذر «أوزي» من التصرف في بيانات المستخدمين، قائلاً: «نحن متحفظون جداً»، إذ توجد العديد من المخاوف بشأن جعل الصوت عنصراً قابلاً للاستمرار والبحث.
وبهدف توفير بعض الضمات لحماية الخصوصية، يسمح «توكو» لأيٍ من المشاركين في المكالمة بحذف أجزاء منها أو حذفها كلياً. لكن الشركات التي قد تستخدم التطبيق ليست ملزمة باتباع السياسات نفسها، إذ قد يُوفر منتج آخر الإمكانات نفسها من دون خيار الحذف.