تحالف شركات عالمية يسعى إلى الاستفادة من الهند ثاني أضخم أسواق العالم بعد الصين

مليار هندي يفتقرون إلى الاتصال بالإنترنت

الهند تحتاج إلى حل بعض المشكلات الأساسية لتتمكن من توفير اتصال جيد بالإنترنت لأعداد كبيرة من المستخدمين. غيتي

يصل تعداد الهند إلى نحو 1.2 مليار نسمة، وهو ما يُعادل سكان أوروبا والولايات المتحدة معاً، لكن نحو مليار شخص منهم لا يتمكنون من الاتصال بالإنترنت، الأمر الذي يُمثل هدفاً مغرياً للعديد من المبادرات إما بهدف التنمية، أو للاستفادة من سوقٍ واسعة وضخمة لمنتجات وخدمات جديدة.

ومن بين المحاولات الجارية لتوفير الإنترنت لملايين الهنود، تحالف عالمي باسم « Internet.org» الذي تأسس في أغسطس من عام 2013، ويضم شركات عدة، منها «سامسونغ» و«إريكسون» و«كوالكوم»، فضلاً عن الشريك الأبرز «فيس بوك». وتهدف المبادرة إلى خفض النفقات، وتوفير الإنترنت لخمسة مليارات مستخدم إضافي حول العالم.

وفي الواقع، تصاعدت أعداد مستخدمي الإنترنت في الهند بنحو 25% خلال عام 2013 مُقارنة بعام 2012، إلا أنه مع ذلك يبقى العدد الإجمالي قليلاً بالنسبة لأكثر من مليار نسمة، إذ تُعد الكلفة أحد أهم المعوقات أمام انتشار الإنترنت.

وستضم الموجة المُقبلة من مستخدمي الإنترنت في الهند، فئات مختلفة، مثل المساعدين العاملين في المحال التجارية والباعة المتجولين، ما يُثير شكوكاً حول قدرتهم على تحمل كلفة الاتصال بالإنترنت في ظل دخولهم التي تقل عن 200 دولار شهرياً (735 درهماً).

وربما لهذه الأسباب يرى البعض في الهواتف الذكية أملاً للمساعدة في توسيع قاعدة مُستخدمي الإنترنت، وحالياً تُشكل الهواتف المحمولة مصدراً لـ80% من الاتصال بالإنترنت، مع الأخذ في الاعتبار بطء الاتصالات أحياناً، لاسيما في الأماكن المزدحمة، الأمر الذي لا يُشجع على انضمام مستخدمين جدد.

وتسعى شركة «إريكسون» السويدية إلى تحسين طرق الاتصال من دون الحاجة إلى بنى تحتية جديدة ذات كلفة باهظة، وذلك من خلال دعم إشارات «المحمول»، وتحسينها داخلياً بوساطة أجهزة مثل «راديو دوت سيستم» و«آر بي إس 6402»، التي يُمكن تثبيتها في أماكن مثل مراكز التسوق والبنايات الكبيرة.

وأشار كريستيان هدلين، الذي يرأس وحدة الراديو في «إريكسون»، إلى تصاعد عدد مستخدمي الهواتف الذكية بالتزامن مع تراجع كلفتها، الأمر الذي يتطلب إمكانات أكثر تتجاوز حاجة كل مستخدم للمكالمات الهاتفية الصوتية إلى اتصال عريض النطاق جيد. وأضاف هدلين أن هذا الوضع بحاجة إلى تغطية مخصصة عبر خلايا صغيرة تسمح بتلبية الطلب وتحسين الأداء.

ووفقاً لشركة «إريكسون»، فإن من المتوقع تراجع أسعار اwلهواتف الذكية بنسبة تراوح بين 40 و50% خلال السنوات الثلاث المُقبلة، ما يعني ارتفاع عدد المستخدمين القادرين على اقتناء هاتف ذكي، والاشتراك في الخدمات، ليتخطى 700 مليون شخص بحلول عام 2020، مُقارنة مع 110 ملايين شخص في عام 2013.

لكن بالنظر إلى الوضع القائم في الهند، تُواجه شركات الاتصالات صعوبات جمة بسبب الطلب الكبير على البيانات بما يفوق طاقتها؛ فعلى الرغم من أن الهند تُعد واحدة من أكبر أسواق الاتصالات في العالم بأكثر من 900 مليون مستخدم محتمل للهواتف المحمولة، فلديها طيف يقل كثيراً عن الأسواق الأخرى. ولذلك ترى شركة «إريكسون» أنه من خلال المزج بين الخلايا الصغيرة ونقاط «واي فاي» يمكن تحسين أداء الشبكات.

وحتى الآن تعتمد إيرادات شركات الاتصالات في الهند على الخدمات الصوتية، وتُسهِم خطط البيانات بنسبة تراوح بين 10 و12% من الإيرادات، ومن المتوقع تصاعدها لتتفاوت بين 35 و40% بحلول عام 2020. كما تتوقع «إريكسون» نمو قاعدة المشتركين في خدمة النطاق العريض للمحمول إلى 600 مليون مستخدم من عددهم الحالي البالغ نحو 100 مليون مستخدم.

من جانبها، تسعى شركات الاتصالات إلى دعم أعمالها في الهند، إذ استحوذت شركة «تيلينور» النرويجية، أخيراً، على كامل شركة «يونينور» الهندية عقب قرار الحكومة الهندية، في نهاية يوليو الماضي، رفع الحظر المفروض على ملكية الأجانب لشركات الاتصالات المحلية.

وقال الرئيس التنفيذي العالمي لشركة «تيلينور»، جون فريدريك باكاس، إنه يتعين على الحكومة الهندية توفير طيف أكثر إذا ما رغبت في تحقيق رؤيتها للهند الرقمية، بالنظر إلى دور الاتصالات كداعم قوي لتنمية الاقتصاد.

وتتضمن خطة الحكومة، التي يرأسها ناريندرا مودي، توفير الخدمات الحكومية على الإنترنت لجميع المواطنين بحلول عام 2019.

وفي الوقت نفسه، يرى البعض أن اللغة عائق أساسي أمام انتشار الإنترنت، بسبب ضعف المحتوى المتاح باللغات الهندية على الإنترنت، بعكس الشائع عن الهند باعتبارها أمة ناطقة باللغة الانجليزية، فضلاً عن تعدد اللغات المستخدمة التي تصل إلى 22 لغة رسمية تُكتب بأبجديات مختلفة، وانتشار الأمية. وفي كل الأحوال، تحتاج الهند إلى حل بعض المشكلات الأساسية لتتمكن من توفير اتصال جيد بالإنترنت لأعداد كبيرة من المستخدمين.

تويتر