تطوير أنظمة دعم «الذكاء الاصطناعي» يصطدم بارتفاع النفقات
كما يحدث في أحيانٍ كثيرة مع الأفكار المبتكرة، يبدأ البعض بالاستعانة بها في التطبيقات المالية، لكن حجم الأموال المعرضة للخطر يدفع المسؤولين عادة إلى الحذر في الحديث. ومثلاً، تستعين شركة «سنتينت تكنولوجيز» Sentient Technologies بطاقة حوسبة ضخمة من مراكز البيانات لإقامة محاكاة كاملة لعمل أسواق الأوراق المالية، ومن خلال الاستعانة بخوارزميات تطورية تحاول التعلم من التفاعلات الجارية في الأسواق في الظروف المختلفة، تأمل الشركة في تطوير نماذج يُمكنها التنبؤ باستجابات الأسواق في المُستقبل.
ويستحوذ تحويل مثل هذه الأفكار إلى تطبيقات عملية تشمل مجالات متنوعة على جانب كبير من الاستثمارات الموجهة حالياً لمجال الذكاء الاصطناعي. فمثلاً، حصلت شركة «سنتينت»، أخيراً، على أكثر من 100 مليون دولار لتوسيع عمل تقنيتها إلى قطاعات أخرى، وهو ما يعكس النفقات المرتفعة اللازمة لعناصر مثل توظيف خبراء متخصصين بغرض «تدريب» أنظمة الذكاء الاصناعي على العمل في مجالات مختلفة.
ووفقاً لشركة «سنتينت»، فتُعد أكثر المجالات جاذبيةً هي تلك التي تُتيح قدراً كبيراً من البيانات لمعالجتها، كما تتضمن مشكلات ذات قيمة مرتفعة، مثل الرعاية الصحية والتأمين والتجارة الإلكترونية، كما يأتي أمن الحواسيب والكشف عن الاحتيال ضمن المراكز الأولى بالنسبة للعديد من شركات الذكاء الاصطناعي.
ولا يكفي تطوير التقنيات وحدها للنجاح، وبحسب ستيفان بوربورا من شركة «كونتكست ريلفانت»، فتُوجد تكاليف أخرى تلزم لعمل التقنية على النحو الصحيح في تطبيقات العالم الحقيقي، وقال إن المعركة الحقيقية لا تتعلق بتقنية التعلم الآلي الكامنة، وإنما بتطوير أنظمة دعم تجعلها صالحة للاستخدام.