الذكاء الاصطناعي يثير جدلاً حول احتكار البشر لـ «الوعي»

تساؤلات فيما إذا كان الوعي يشمل مختلف الأشياء سواء حققت ذلك بواسطة الخلايا العصبية أم الإلكترونيات. أرشيفية

أثار الفيلسوف الأسترالي، ديفيد تشالمرز، قبل 20 عاماً، جدلاً في الأوساط الفلسفية بالحديث عما بات يُعرف بالمشكلة الصعبة للوعي. وتساءل عن كيفية إطلاق المادة الرمادية داخل أدمغة البشر الحالة الغامضة للوجود. وعما يجعل البشر مختلفين مثلاً عن روبوتات تتمتع بقدرٍ مرتفع من الكفاءة أو بالذكاء الاصطناعي؟ وعما إذا كان البشر وحدهم يحتكرون الوعي؟

ويُشير بعض العلماء إلى الوعي كوهم وخدعة من الدماغ، بينما يعتقد آخرون باستحالة حل لغز الوعي. ويرى بعض علماء الأعصاب أنه قد يُتاح أخيراً التعرف الى الوعي، شريطة القبول بفكرة أن تكون أجهزة الكمبيوتر قريباً، و«إنترنت الأشياء» في مرحلة مقبلة، واعية.

وفسر الكاتب أوليفر بوركمان، الفكرة التي عرضها تشالمرز وآخرون، بأنها تعتبر أن مختلف الأشياء في الكون يُحتمل أن تكون واعية شريطة أن تتضمن معلومات مترابطة ومنظمة بدرجة كافية. ويدفع هذا الرأي للتساؤل مثلاً عما إذا كان لدى هاتف «آي فون» أو جهاز «ثيرموستات» وعياً؟ وعما إذا كان البشر يحيون حالياً في خضم عالم من «الويب الواعي»؟ وعما إذا كان الوعي وحدة تشمل مختلف الأشياء، سواءً حققت ذلك بواسطة الخلايا العصبية أم الإلكترونيات؟

ولذلك ربما لا ينبغي المبالغة في القلق، لأن الأمر يتجاوز مجرد التطور في مجال الذكاء الاصطناعي وتنامي انتشار «إنترنت الأشياء» إلى تغيير عميق في فهم الوعي. وفي حال أمكن للبشر علاج القضايا المتعلقة بالخصوصية والأمن وثقة المستهلكين، ربما يساعدهم الذكاء الاصطناعي على تحقيق تطور ثوري تاريخي.

تويتر