توفر سبلاً أيسر وأسرع للتواصل والحصول على معلومات حول الناجين والمفقودين

شركات التكنولوجيا تسهم في جهود الإغاثة عقب زلزال نيبال

صورة

دائماً ما يعقب الكوارث الطبيعية والحروب، صعوبات جمّة تُواجه المتضررين، ففضلاً عن الخسائر البشرية والمادية التي تُؤثر عميقاً في حياتهم، وصعوبات العثور على مأوى ومصدر للطعام والشراب، يُمثل اتصالهم بأسرهم وأحبائهم للاطمئنان على سلامتهم تحدياً إضافياً، ويُمكن للتقنيات الحديثة في الاتصالات والإعلام الاجتماعي المساعدة بتوفير سبل أيسر وأسرع للتواصل والحصول على المعلومات.

واتضح ذلك إلى حدٍ ما عقب الزلزال الذي ضرب نيبال السبت الماضي، وراح ضحيته أكثر من 5000 شخص، إضافة إلى آلاف المصابين، وثمانية ملايين مُتضرر.

 

جهود «غوغل»

وسعت شركات التكنولوجيا للمساهمة في جهود الإنقاذ من خلال خدمات المكالمات المجانية، وأدوات تُتيح للمستخدمين في نيبال طمأنة الآخرين داخل البلاد وخارجها بشأن سلامتهم، إذ أطلقت شركة «غوغل» الأميركية خدمة «العثور على الأشخاص» Person Finder التي تسمح للمستخدمين بتقديم معلومات حول أشخاص في نيبال، بإضافة الأسماء والصور والموقع الجغرافي ومعلومات عن الشخص، سواء كان آمناً أم في عداد المفقودين، دون أن تتحقق الشركة من صحة المعلومات، كما تسمح الخدمة بالبحث عن الأشخاص من خلال الاسم، وحتى الآن توفر الخدمة معلومات عن 7200 شخص.

وطورت «غوغل» أداة «العثور على الأشخاص» بدايةً في أعقاب زلزال هايتي في عام 2010، كما اسُتخدمت خلال العام التالي أثناء كارثة «تسونامي» اليابان. وتُتيح الشركة للمنظمات غير الحكومية دمج الأداة في مواقعها، وتُوفرها بلغات عدة، منها النيبالية والهندية.

وكانت «غوغل» خفضت، الإثنين الماضي، رسوم المكالمات الصوتية عبر خدمتها «غوغل فويس» إلى نيبال من 19 سنتاً للدقيقة، إلى سنت واحد؛ بغرض تيسير الاتصالات بين الأصدقاء وأفراد العائلات. وفقدت الشركة الأميركية خلال الكارثة أحد موظفيها التنفيذيين، دان فريدنبرج، بسبب انهيار جليدي أثناء تسلقه قمة «إفرست».

 

خدمة «فيس بوك»

أما شركة «فيس بوك» الأميركية، فقد فعّلت ميزة «التحقق من السلامة» Safety Check التي تُوفر للمستخدمين في المناطق المتضررة أو المتأثرة من الزلزال إرسال إشعار يُعلم أصدقاءهم على الشبكة الاجتماعية بسلامتهم. وكتب الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، في صفحته: «حين تقع الكوارث يحتاج الناس لمعرفة أن أحباءهم في أمان».

ولفت زوكربيرغ إلى الميزة التي أطلقها «فيس بوك» العام الماضي، قائلاً: «في لحظات كهذه، تكون القدرة على الاتصال مهمة حقاً». وحظي المنشور بـ269 ألف إعجاب (لايك)، كما جرت مشاركته نحو 43 ألف مرة، فضلاً عن آلاف التعليقات.

وأوضحت متحدثة باسم «فيس بوك» أن ميزة «التحقق من السلامة» تتوافر للمستخدمين في نطاق 500 كيلومتر أو 310 أميال من مركز الزلزال، ما يشمل إلى جانب نيبال، أجزاء من بنغلاديش، بوتان، والهند، وقالت إن ملايين الأشخاص أعلنوا أنهم في مأمن.

ونالت ميزة «التحقق من السلامة» في «فيس بوك» العديد من التعليقات الإيجابية من مستخدمين أشادوا بإسهامها في تهدئة مخاوفهم حول مصير معارفهم في نيبال. وكتب أحد مُستخدمي الموقع تعليقاً على تفعيل أحد أصدقائه في نيبال للخدمة ليُعلن سلامته: «رحمات صغيرة، شكراً لك لإخبارنا، كنت أول شخص يخطر على ذهني».

وإلى جانب الإشادة، شملت الرسائل نداءات لمساعدة الناجين الذين بقي آلاف منهم في العراء خوفاً من الارتدادات الزلزالية المتواصلة. وكتب أحد مستخدمي «فيس بوك» رداً على منشور زوكربيرغ: «يوجد أبي وأصدقاء في المنطقة، وكان (فيس بوك) أحد أوائل نقاط التواصل للحصول على بعض الأخبار، هذا جيد لكننا بحاجة إلى مساعدة مادية أيضاً». وعلق آخر: «نأمل أنك ستفعل شيئاً».

 

أوقات عصيبة

وخلال الأعوام الأخيرة، عملت شركات التكنولوجيا على تطوير خدمات تستهدف التعامل مع الأزمات الإنسانية التي تشمل الأوبئة والأعاصير والزلازل، ومنها الزلزال الأخير في نيبال الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس «ريختر»، واعتُبر الأكبر في تاريخ البلاد الواقعة على جبال «الهيمالايا» بين الهند والصين منذ 81 عاماً.

وتُواجه نيبال أوقاتاً عصيبة بالنظر إلى قوة الزلزال وأعداد المتضررين، والتضاريس الوعرة التي تزيد من صعوبة عمل طواقم الإغاثة، وتتسبب في عزلة أجزاء واسعة من البلاد، كما تزداد التحديات بسبب المشكلات القائمة للاتصال بالإنترنت والهواتف المحمولة حتى قبل الزلزال.

وبحسب بيانات «البنك الدولي»، يستخدم 13% فقط من سكان نيبال، التي يقترب عدد سكانها من 30 مليون نسمة، الإنترنت بمعدل منتظم. وازدادت حدة المشكلة عقب الزلزال، كما باتت الاتصالات عبر المحمول متقطعة.

 

تطبيق «فايبر»

ومن بين شركات التكنولوجيا التي تُحاول الإسهام في تيسير عمليات الاتصال «فايبر»، التي تتخذ من قبرص مقراً لها، وتوفر تطبيقاً للتراسل الفوري والمكالمات الصوتية. وتمتلكها حالياً شركة «راكوتين» اليابانية للتجارة الإلكترونية بعدما استحوذت عليها العام الماضي نظير 900 مليون دولار. وأعلنت «فايبر»، الأحد الماضي، عن إلغائها الرسوم المالية على المكالمات التي يُجريها المستخدمون في نيبال بالهواتف الثابتة أو المحمولة خارج البلاد. كما لفت الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، مايكل شميلوف، إلى إمكانية تواصل المستخدمين خارج نيبال عبر «فايبر» مع الخطوط الثابتة والهواتف المحمولة في البلاد مجاناً.

ووفقاً لشميلوف، فإن تطبيق «فايبر» يحظى بنحو ثلاثة ملايين مستخدم في نيبال، وقال إنه لايزال من المُبكر جداً الحديث عن عدد الأشخاص الذين استفادوا من عرض «فايبر» في البلاد، مُشيراً إلى ملاحظة الشركة أرقام استخدام مرتفعة جداً من نيبال.

 

تويتر