بدأ بعضها استخدام طريقة «الروابط العميقة»

شركات ناشئة تتحدى «غوغل» في البحث عبر تطبيقات الهواتف الذكية

صورة

على الرغم من المنتجات المُتنوعة، والخدمات التي تكاد لا تحصى، الصادرة من شركة «غوغل»، يبقى محرك البحث التابع لها، والمُتربع على عرش قائمة أكثر محركات البحث استخداماً، أحد أهم مُنتجات الشركة وأبرز مصدر لدخلها.

«غوغل» تعلّق أداة التعديل على خرائطها

قررت شركة «غوغل» تعليق استخدام أداة Map Maker، الموجودة في خدمتها Google Maps، وهي الأداة التي تسمح لمستخدمي الإنترنت بالتعديل على خرائط الشركة. ولاحظ مستخدمو الأداة عبر الصفحة الخاصة بها google.com/mapmaker ظهور رسالة منبثقة، أول من أمس، تنبههم بأن الخدمة ستكون غير متاحة مؤقتاً، إلى جانب رابط لرسالة أخرى تفسر سبب القرار. وقال فريق Map Maker إن القرار جاء للتصدي لبعض الهجمات التي تهدف إلى التقليل من صدقية خرائط «غوغل» بتقديم بيانات خاطئة أو مزعجة، معتبراً أن الحادثة الأخيرة التي تمت إساءة استخدام الأداة فيها كانت مؤسفة. وكان أحد المستخدمين استغل، أداة التعديل على الخرائط في خدمة «غوغل»، ليرسم صورة تُظهر «روبوت أندرويد» على خارطة باكستان، وهو يهين شعار «أبل».

ويخضع محرك بحث «غوغل» لمنافسة محركات بحث مُطورة من قبل بعض الشركات الكبرى، لكن لا تبدو تلك المحركات قادرة على منافسة «غوغل»، على الأقل في المدى المنظور، في حين تطمح شركات مغمورة وناشئة إلى وضع حد لسيطرة «غوغل» على البحث عبر شبكة الإنترنت، من خلال تطوير وطرح تطبيقات مُخصصة للبحث في مجالات لا يمتلك محرك «غوغل» اليد الطولى فيها، مثل البحث خلال تطبيقات الأجهزة الذكية.

وفي تأكيده هذه الفكرة، أشار مؤسس شركة «فرب» Vurb الأميركية الناشئة، والمتخصصة في مجال البحث عبر تطبيقات الهواتف الذكية (بوبي لو)، إلى سعي العديد من الشركات الناشئة، منها شركته، إلى تحدي «غوغل» في مجال البحث، فبعد أكثر من عقد من السيطرة الواضحة لـ«غوغل» على مجال البحث عبر الإنترنت، بدأت جهات متنوعة إنفاق ملايين الدولارات على الشركات الناشئة، بهدف منع «غوغل» من السيطرة على البحث عبر الأجهزة المحمولة بالطريقة نفسها التي سيطرت بها على البحث عبر الحواسيب الشخصية.

وحسب شركة «سي بي إنسايتس» CB Insights، فقد تم تمويل 27 شركة، بغرض التطوير في مجال البحث خلال العام الماضي، و33 شركة في العام الذي سبقه، في حين أن أكبر قفزة في هذا المجال كانت في مارس المُنصرم، عندما بدأت بعض الشركات استخدام طريقة «الروابط العميقة» deep links، بغرض ربط تطبيقات الهواتف المحمولة بالطريقة ذاتها التي ترتبط بها مواقع شبكة الإنترنت.

وتتوقع «سي بي إنسايتس» أن تشهد صناعة البحث عبر التطبيقات اهتماماً متزايداً، يسهم في دفع العديد من الشركات إلى استثمار الأموال الضخمة إلى جوار دخول العديد من الشركات هذا المجال، الذي يستقطب حالياً بعض الشركات على غرار «كوايكسي» Quixey، التي تعمل على طرق لتسهيل البحث عبر التطبيقات، وشركة «يو آر أكس» URX التي تحاول ربط التطبيقات لتسمح للأشخاص بتنفيذ إجراءات متنوعة اعتماداً على ذلك، إضافة إلى عمل بعض الشركات على أفكار مثل تطوير أدوات للبحث، خلال تطبيقات الدردشة.

وفي تعقيب منه على مدى أهمية تطوير أدوات للبحث عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، لفت جون ليلي من شركة «غرايلوك بارتنرز» Greylock Partners المهتمة بمجال البحث عبر التطبيقات إلى ضعف قدرة محرك «غوغل» في هذا المجال، على الرغم من سيطرته المطلقة على البحث عبر الإنترنت.

يذكر أن العديد من الشركات الناشئة التي تعمل على أدوات للبحث خلال تطبيقات الهواتف، تمتلك صلات بشكل أو بآخر مع «غوغل»، فعلى سبيل المثال تم تأسيس شركة «يو آر أكس» من قبل أحد الموظفين السابقين في شركة «غوغل»، كما تم دعم الشركة مادياً من قبل «غوغل»، في حين تم تأسيس «بينتو» Bento، وهو تطبيق يقدم نصائح للمُستخدم حول التطبيقات استناداً إلى تجاربه السابقة، من قبل إداري سابق في «يوتيوب».

وتتميز الهواتف الذكية على الحواسيب بمرافقتها الدائمة للمستخدم، الأمر الذي يسمح لها بجلب العديد من المعلومات المهمة على غرار موقعه، وبالتالي يمكن لتطبيقات البحث عبر الهواتف الذكية أن تجلب نتائج بحث ميزة، كأن تقوم بعرض قائمة بالأفلام المتوافرة في دور السينما المجاورة لمكان المُستخدم لدى قيامه بالبحث عن فيلم معين، أو جلب روابط من تطبيقات أخرى تسمح للمستخدم بمشاهدة الأفلام.

ومن المؤكد أن شركة «غوغل» لن تكون عاجزة عن المنافسة في مجال البحث عبر تطبيقات الهواتف الذكية، فهي تعمل على ابتكار أدوات متنوعة تعتمد على طريقة «الروابط العميقة»، بشكل يسمح لمحركها بجلب معلومات من التطبيقات إلى جوار مواقع الإنترنت.

تويتر