عبر تطبيق يستفيد من أدوات الاستشعار في «الساعة الذكية» لقياس الأعراض
استخدام «أبل ووتش» في دراسة طبية حول مرض الصرع
يُعدّ الدور المحتمل لساعة «أبل ووتش» الذكية في مجال الصحة واللياقة البدنية، أحد أهم استخداماتها الواعدة، إذ تعتمد عليها دراسة طبية جديدة لفريق من الباحثين في كلية الطب في جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية للمساعدة على تطوير أداة لمرضى الصرع.
وفي الأسبوع الماضي أطلق الباحثون تطبيق «إبي ووتش» EpiWatch لساعة «أبل ووتش»، ويستفيد من أدوات الاستشعار فيها لقياس الأعراض السابقة لنوبات الصرع وخلالها، ما يُساعد لاحقاً على تطوير أداة تسهل التعامل مع المرض، حسب ما قال أستاذ علم الأعصاب في الجامعة والطبيب المتخصص في علاج الصرع، جريجوري كراوس.
وأشار كراوس إلى توافر أجهزة يمكنها بالفعل تسجيل قياسات منفرّدة، لكنها لا ترقى إلى انتشار ساعة «أبل ووتش» وإمكاناتها المتعدّدة. ومن خلال وجودها على معصم اليد، يمكن متابعة حركة الأطراف، وتدفق الدم في الأوردة قبل النوبة، وتُسهل أجهزة الاستشعار المتعدّدة في «الساعة الذكية» جمع هذه المعلومات والنظر إليها جميعاً.
وقال كراوس: «إنه منذ سنوات تعدّدت المساعي للتوصل إلى سبيل لتحديد بداية الإصابة بنوبة الصرع، والآن تُقدم أدوات الاستشعار في (أبل ووتش) للمرضى والباحثين طريقة لجمع العديد من القياسات المهمة، مثل معدل ضربات القلب، والتنبه، أو وضوح الفكر خلال النوبة، وحركة الأطراف».
واستخدم باحثو «جونز هوبكنز»، «حزمة الأبحاث» التي أطلقتها شركة «أبل» في مارس الماضي للأبحاث الطبية. وبالاستعانة بإطار عمل «أبل» الآمن لجمع المعلومات، تمكن فريق البحث من تنظيم الدراسة وإلحاق المشاركين وجمع البيانات من أجهزتهم، من خلال تطبيقات مصممة خصيصاً. وإلى جانب الصرع، استخدم الباحثون الأداة لجمع معلومات لدراسات تتعلق بأمراض سرطان الثدي، والجلد، وأمراض القلب، والتوحد.
ولا يصعب تفسير أسباب اتجاه الباحثين في مجال الطب إلى اللجوء لساعة «أبل ووتش»، إذ تسهل مثل هذه الأجهزة من مشاركة المتطوعين وجمع بياناتهم. وتتطلب الأبحاث التقليدية البحث عن مشاركين من المنطقة المحلية، وإعطاء كل منهم استمارة مطولة بكثير من الأسئلة، وجدول منتظم لمتابعة المواعيد.
في المقابل، يمكن لأي شخص تحميل التطبيق والتسجيل الإلكتروني عن بُعد في الدراسة، والموافقة على المشاركة ببياناته في الدراسة. وإلى جانب نشر تطبيق «إبي ووتش» في متجر تطبيقات «آب ستور»، تواصل فريق البحث مع مجموعات لدعم مرضى الصرع للعثور على مشاركين في الدراسة.
وستساعد المعلومات، التي يجمعها فريق الباحثين من «جونز هوبكنز»، على تصميم تطبيق مخصص للأشخاص الذين يُعانون الصرع، حسب ما قال كراوس. وسيُتيح التطبيق للمصابين إبلاغ عائلاتهم بحدوث نوبة الصرع، ومساعدة المرضى على متابعة حالتهم وسهولة التعامل معها.
وأسهم في تصميم الدراسة مجلس المراجعة في جامعة «جونز هوبكنز»، كما سيجير تحليل بيانات مستخدمي التطبيق إلى جانب بيانات أخرى جمعها الباحثون عبر الطرق التقليدية.
وفي ما يخص عمل تطبيق «إبي ووتش»، قال كراوس: «إن كثيراً من المُصابين بالصرع يمرون غالباً بأعراض تُنبئ باقتراب النوبة، أو ما يُطلق عليه (الهالة). وحين يستشعر المريض هذه الأعراض واقتراب النوبة يُمكن له أو لمُقدم خدمات الرعاية الصحية تفعيل التطبيق».
وحينها يبدأ «إبي ووتش» جمع المعلومات عن المصاب خلال الفترة التالية، وتتضمن عمل أدوات استشعار ضربات القلب والتسارع والـ«جيروسكوب» المخصص لقياس التوازن على مدى 10 دقائق، وهي فترة تتجاوز مدة النوبات العادية.
وبعد انقضاء فترة محددة من الوقت، يطرح تطبيق «إبي ووتش» سؤالاً على مستخدم «أبل ووتش» عما إذا كان ما عاناه كان نوبة صرع، وعما إذا كان قد تناول الدواء في ذلك اليوم. كما يجري التطبيق بعض الاختبارات لقياس التعافي كأن يطلب من المستخدم لمس دائرة لاختبار الاستجابة، واختبار للحالة الذهنية والذاكرة.
وأكد الباحثون أن «إبي ووتش» لا يُعدّ تطبيقاً للتنبؤ بأوقات النوبات، ولا يقدم مساعدة طبية للمرضى، كما لا يجب الاعتماد عليه للتعامل مع نوبات الصرع. ويساعد «إبي ووتش» المرضى على معرفة العوامل التي تسهِم في حدوث النوبات، وتحسين تعاملهم مع المرض، كما يمكنهم من الاطلاع على جميع ما يجمعه التطبيق من بيانات عن حالتهم ومشاركتها مع أطبائهم.
واعتبر كراوس أن لبعض ميزات الدعم في «إبي ووتش» قيمة مماثلة للمعلومات التي يجمعها. وفي كثير من الأحيان يطلب الأطباء من المرضى تسجيل الظروف المحيطة بالنوبات، ما يساعد الأفراد على البحث في أنماط حياتهم وسلوكياتهم عما قد يُحفز النوبات.
ولفت كراوس إلى أن تصميم «إبي ووتش» يسهم في تشجيع المرضى على الانتظام في تناول الدواء، نظراً لأن التخلي عن إحدى الجرعات يُمثل أحد أكثر أسباب النوبات شيوعاً. وتُوفر إحدى ميزات التطبيق للمرضى مقارنة بالتزامهم بالعلاج بأشخاص آخرين، مع الإبقاء على سرية هوية الجميع، في محاولة لإضفاء بعض سمات الألعاب وأجوائها على العادة الرتيبة لتناول العلاج.
وأعرب كراوس عن أمله أن يؤدي استخدام «إبي ووتش» إلى توفير ما يكفي من المعلومات للباحثين، بما يساعدهم على ابتكار أداة تعليمية تفيد المصابين بالصرع. وتلقى فريق البحث بالفعل اقتراحات من أشخاص شاركوا في اختبار التطبيق مبكراً، وطلبوا إضافة المزيد من الخصائص التعليمية لمساعدتهم على معرفة ما يواجهونه.
وقال كراوس: «إن الناس متحمسون للحصول على أداة مُماثلة، وترغب فيها العائلات التي يعاني أطفالها الصرع، كما يرغبون في أن تُوفر آلية للتعامل مع المرض».
وأضاف أن «القدرة على إتاحة نوع من الاستقلالية للمصابين بالصرع، ربما تُعادل أهمية استفادة الأبحاث من تطبيق (إبي ووتش)»، وقال: «هذا منتج شخصي، وليس منتجاً للأطباء».