الموقع يدرس إتاحة تغريدات بـ 10 آلاف حرف تمثل تغييراً لإحدى السمات الفريدة له

تباين آراء حول خطة «تويتر» السماح بنشر تغريدات طويلة

صورة

يخطط موقع التدوين المصغر «تويتر» لتغيير إحدى السمات المُميزة له، بالسماح بنشر تغريدات تُجاوز 140 حرفاً، وهو شرط لازم الموقع منذ بدايته.

 

وتفاوتت آراء المحللين في الخطوة الجديدة بين من رأى فيها محاولة لإبقاء المستخدمين فترات أطول، وبالتالي جذب معلنين، وبين من اعتبرها بعيدة عن علاج المشكلات الحقيقية، وتغييراً قد يُغضب المستخدمين الحاليين.

 

تجربة «فيس بوك»

كانت قدرة موقع «فيس بوك» على الفوز باهتمام المستخدمين لفترات طويلة، جزءاً رئيساً في نجاحه وسيلة فعّالة للتسويق والإعلان.

وكشفت شركة «فيس بوك» عام 2015 عن قضاء المستخدم في المتوسط أكثر من 46 دقيقة يومياً في الموقع وخدمة مشاركة الصور «إنستغرام» وتطبيق التراسل «مسنجر». وحينها كتب مُحللون في مجموعة «نيدهام» للاستثمار: «إذا كان الوقت يساوي المال، فإن (فيس بوك) يمثل بالتالي الأصل الأكثر قيمة في عالم الـ(ويب) اليوم».

قيد جميل

ونشر الرئيس التنفيذي لشركة «تويتر»، جاك دورسي، في الخامس من يناير الجاري على حسابه في «تويتر» رسالة بطول 1177 حرفاً ضمن صورة، في إشارة إلى ما يلجأ إليه عدد غير قليل من المستخدمين الراغبين في نشر تغريدات أطول، وأحد الأسباب التي دفعت الشركة للتفكير في التغيير.

وقال دورسي إن ملاحظة ذلك دفعت للتفكير في إمكانية السماح بنشر تغريدات أطول، وبالتالي إتاحة البحث في النصوص، وإبراز جزء منها ما يزيد فائدتها، لافتاً إلى أن اختيار حد 140 حرفاً للتغريدة لم يكن مقصوداً مع بداية «تويتر»، بل يعود إلى إرسال معظم التغريدات من خلال رسائل نصية قصيرة، لكن هذا «القيد» سرعان ما تحول إلى أحد السمات المُميزة لروح «تويتر».

وتابع دورسي: «صار قيداً جميلاً وأحببته، وكان سبباً للإبداع والإيجاز ونوعاً من السرعة، لكننا لن نفقد ذلك الشعور أبداً»، مشيراً إلى أن ما يُميز «تويتر» هو السرعة والطبيعة الحية للمحادثات، وهي أمور ستُواصل الشركة تعزيزها، فضلاً عن التركيز على المحادثات والتراسل الذي سيُبقي معظم التغريدات قصيرة وحوارية.

وربما يعكس هذا التغيير المحتمل بالسماح بنشر تغريدات تصل إلى 10 آلاف حرف، محاولة من «تويتر»، بقيادة دورسي الذي تولى منصبه في أكتوبر 2015، لإثبات أنه ما من حدٍ أمام مساعي الشركة لتطوير خدمتها لجذب مستخدمين جدد.

 

تغييرات جديدة

 

وتضمنت التغييرات الأخيرة في تجربة المستخدم على «تويتر»، إضافة قسم «مومنتس» الذي يعرض مجموعة تغريدات تتعلق بموضوعات محددة، إضافة إلى تغيير رمز التغريدات المفضلة من «نجمة» إلى شكل «قلب»، والسماح للمستخدمين بتبادل رسائل خاصة تصل إلى 10 آلاف حرف. ويرى محللون أن توجه «تويتر» إلى تغيير عدد الأحرف المسموح بها في التغريدات، قد يُثير استياء المستخدمين الحاليين، إذ تراجعت أسهم الشركة بنسبة 3% في الخامس من يناير الجاري في أعقاب نشر تغريدة «دورسي» الطويلة.

 

تباين آراء

 

بدوره، قال رئيس شركة «تِك ماركت فيو» للتحليلات، ريتشارد هولواي، إن التعديل المحتمل على سياسة «تويتر» يُماثل إعلان الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» للسيارات الكهربائية إيلون موسك، طرحه نسخة تعمل بالوقود من سيارة «تسلا موديل إس» الكهربائية، متسائلاً عن أي شيءٍ سيُميز «تويتر» عن غيره في حال سمح بنشر تغريدات تصل إلى 10 آلاف حرف.

 

في المُقابل، رأى آخرون في الخطوة محاولة من «تويتر» لعرض قصص إخبارية، إذ ينتقل مستخدمو «تويتر» حالياً إلى التطبيقات الخاصة بالناشرين أو مواقعهم على الإنترنت، لقراءة تفاصيل القصص الإخبارية أو المقالات التي تظهر في التغريدات.

أما المُحلل البارز في شركة «فورستر» للأبحاث، توماس هسون، فرأى أن إتاحة كتابة تغريدات أطول قد تُشجع الناشرين على إدراج قدر أكبر من المقالات في التغريدات، أو إبراز محتوى إضافي، واعتبرها محاولة لدفع المستخدمين إلى مزيد من الارتباط بالمنصة وزيادة جاذبيتها.

وأشار إلى تجربة «فيس بوك» مع خدمة «المقالات الفورية» بعدما عقد الموقع اتفاقات مع عدد من الصحف والمؤسسات الإعلامية لتنشر مقالاتها من خلاله. وأثارت الخدمة انقساماً في الآراء بين الناشرين، إذ رحب بعضهم بما أسفرت عنه من زيادة عدد زوار مواقعهم، بينما تخوف آخرون من منحها موقع «فيس بوك» مزيداً من التحكم والوصول المباشر إلى قرائهم.

وقال هسون إن توجه «تويتر» «يُحاكي نهج (فيس بوك) بدفع المستخدمين لقضاء وقت أطول في الموقع»، وهو أمر من شأنه أن يجعل «تويتر» أكثر جذباً للمعلنين.

 

تحديات حقيقية

 

لكن رئيس شركة «تِك ماركت فيو» للتحليلات، ريتشارد هولواي، قال إن التغييرات المُقترحة في «تويتر» لا تُعالج التحديات الحقيقية التي تُواجهها الشركة. وأضاف أنه على الرغم من تخطي الشركة التوقعات من بعض النواحي، فإنها لم تُؤمّن بعد عائدات تدفعها نحو تحقيق الأرباح بسرعة كافية للحفاظ على التقدير الأصلي لقيمتها.

 

وأشار هولواي إلى مشكلتين أمام «تويتر»؛ أولهما الازدحام البالغ والتشوش، ما يحول دون وصول الكثير من المستخدمين إلى ما يريدونه وإدراكهم فائدة «تويتر»، فيما تكمن المشكلة الثانية في عدم بذل الشركة ما يكفي من الجهد لجني المال من الموقع.

واعتبر «هسون» أن «تويتر» بحاجة إلى تقديم المزيد لتطوير منتجها الأساسي، قائلاً إن الموقع لايزال وسيطاً للبث العام.

وشبّه الموقع بنسخة القرن الـ21 من وكالة «رويترز». وتابع: «لكنه يفتقد إلى آلية التصفية»، ضارباً مثالاً بقوله: «أنا فرنسي، وأود أن يكون باستطاعتي نشر تغريداتللمتحدثين باللغة الفرنسية فقط، وهو خيار غير مُتاح».

تويتر