تطوّر أجهزة تدمج تقنيات الواقع المعزز وتعلم الآلة بهدف تحسين الاتصالات بين المستخدمين وأجهزتهم

«سوني موبيل» تتطلع إلى مستقبل يتجاوز الهواتف الذكية

هيروكي توتوكي يكشف عن هاتف «إكسبريا إكس» خلال المؤتمر العالمي للجوال في إسبانيا. غيتي

خلال المؤتمر العالمي للجوال، الذي يختتم فعالياته في مدينة برشلونة الإسبانية، اليوم، حملت طموحات شركة «سوني موبيل» بعض التناقض، فبينما تخطط الشركة اليابانية لمواصلة تصنيع الهواتف الذكية، تسعى في الوقت نفسه إلى إبعاد المستهلكين عن الهواتف تدريجياً، وعرضت منتجات أخرى تتصل بالتقنيات القابلة للارتداء والمنازل الذكية.

وقال الرئيس والرئيس التنفيذي لوحدة «سوني موبيل كومنيكشنز»، هيروكي توتوكي، إن «الناس صاروا مهوّسين جداً بالهواتف الذكية».

وحين تولى توتوكي منصبه في نهاية عام 2014، قال إن مهمته الأولى تكمن في وقف خسائر الوحدة. وفي الوقت الراهن ومع اقتراب اكتمال عملية إعادة الهيكلة، ذكر أنه يهدف إلى إعادة صياغة طريقة تواصل المستخدمين.

وربما تبدو هذه مهمة بالغة الصعوبة بالنظر إلى التمثيل المحدود لشركة «سوني» في السوق العالمية للهواتف الذكية، إذ تقل حصتها عن 2% وفقًا لشركة «آي إتش إس» للأبحاث.

وعموماً تراجعت معدلات نمو مبيعات الهواتف الذكية لمختلف الشركات المصنعة تقريباً.

وتقول «سوني» إنها تتطلع إلى مستقبل تحل فيه أجهزة أخرى المكانة الأكثر تقدماً لتكنولوجيا «المحمول».

وأثناء مشاركتها في المؤتمر العالمي للجوال، طرحت سماعة الأذن «إكسبريا إير» Xperia Ear المتوافقة مع الهواتف الذكية العاملة بنظام «أندرويد»، والتي يمكنها قراءة رسائل البريد الإلكتروني واتجاهات الخرائط وغيرها من التنبيهات.

وترمي «إكسبريا إير» إلى تحرير المستخدمين من الحاجة إلى تكرار التحقق والنظر إلى شاشات هواتفهم، حسب ما قال توتوكي. ولم تُعلن «سوني» عن سعر الجهاز، وتحدثت عن توافره في الأسواق المتقدمة خلال صيف العام الجاري، لكن نائب رئيس «سوني موبيل»، إيزومي كاونيشي، وصف السماعة بالمنتج التجريبي.

وقال كاونيشي إن الشركة تطور حالياً أجهزة أخرى تدمج تقنيات الواقع المعزز وتعلم الآلة، بهدف تحسين الاتصالات ليس فقط بين البشر وبعضهم بعضاً، لكن أيضاً بين البشر وأجهزتهم.

وفي ما يتعلق بتكنولوجيا الواقع الافتراضي التي تجتذب شركات مختلفة مثل «سامسونغ» و«إتش تي سي»، يبدو أن «سوني» تُفضل الانتظار بعض الوقت قبل خوض هذا المجال حتى تُطور منصتها الخاصة المعتمدة على «بلاي ستيشن»، بسبب شكوكها في التقبل الواسع لهذه التكنولوجيا في الوقت الراهن.

وقال توتوكي إن باستطاعة «سوني» إنتاج النوع نفسه من أجهزة الواقع الافتراضي المتاحة في السوق، لكن هذه الأجهزة تفتقر حتى الآن إلى الاستخدام واسع النطاق، وأضاف: «يُمكننا القيام بهذا اليوم، المشكلة الحقيقية هي المحتوى، إن الجهاز متاح، والملحقات كذلك، لكن المحتوى ليس جاهزًا»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية وجود تقبل للتكنولوجيا.

وبينما طرحت الكثير من شركات الإلكترونيات منتجات تندرج ضمن التكنولوجيا القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية والنظارات الذكية والأحذية الذكية، لاتزال نماذج النجاح البارزة قليلة.

وأفاد توتوكي بأن «سوني» تأمل تأسيس سوق جديدة بأجهزتها، ودون ذلك فإن شركات الهواتف الذكية ومنها «سوني موبيل» ربما تُواجه صعوبة في الاستمرار، قائلا: «ما نحتاج إلى استكشافه هو شكل جديد من أجهزة الاتصال لا تُقيد المستخدمين، وتُوفر مع ذلك سبلاً مريحة للحصول على المعلومات والاتصال مع الآخرين».

ويسير قطاع الهواتف الذكية في «سوني» بوتيرة أبطأ من شركات أخرى لا تقتصر على «أبل» و«سامسونغ» فقط، ولكن «شياومي» و«زد تي إي» الصينيتين أيضاً. وأصلحت «سوني» أعمالها في المحمول من خلال تخفيضات كبيرة للنفقات في الولايات المتحدة الأميركية والصين، وتقليل عدد العاملين.

ومن خلال ذلك ستتراجع الخسائر التشغيلية لوحدة «سوني موبيل» خلال الربع المالي المنتهي في مارس المُقبل إلى 532 مليون دولار في مقابل نحو 1.9 مليار دولار قبل عام، وفقاً للشركة.

ويقول محللون إن نجاح «سوني» في تخفيض التكاليف جاء أسرع من توقعاتهم، الأمر الذي يعني تحقيقها خسائر تقل عن التوقعات. ومع ذلك يتوقع توتوكي ضعف مستوى المبيعات خلال الأشهر الثلاثة من يناير إلى مارس.

وقال إن تحسين كفاءة إدارة التكاليف تعني أن باستطاعة «سوني موبيل» الوفاء بتعهدها السابق بتحقيق الأرباح ابتداء من العام المالي التالي أي المُنتهي في مارس 2017، والاستمرار في تحقيق الأرباح بعدها.

وفي مجال الهواتف الذكية تُراهن «سوني» على بيع طرز راقية وعالية الجودة في الأسواق المتقدمة مثل اليابان وأوروبا، على الرغم من تحذير «آي إتش إس» من ثبات المبيعات في تلك الأسواق واقتراب المنافسة حول الأسعار في هذه الأسواق كحال غيرها.

وقال المحلل البارز المتخصص في اتصالات المحمول في الشركة، جوسي هونغ: «بالفعل تقدم الهواتف الذكية كسلع اعتماداً على التصميم ومواصفات العتاد والميزات».

وخلال المؤتمر العالمي للجوال، كشفت «سوني» عن مجموعة جديدة من الهواتف الذكية تحت اسم «إكسبريا إكس» Xperia X، تتوافر الكاميرا فيها على خاصية التركيز التلقائي المُطور، إضافة إلى تكنولوجيا الشحن المتكيف لزيادة عمر البطارية، وتُقدمها شركة «كنوفو» Qnovo الناشئة في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وأوضحت «كنوفو» أن بمقدور تقنيتها تقليل المدة اللازمة لشحن الهاتف، لكن هذه الميزة لا تتوافر في هواتف «إكسبريا إكس». وذكرت «سوني» أنها تستثمر في «كنوفو» دون أن تُقدم المزيد من التفاصيل.

وتعي إدارة «سوني» تأخر مسيرة الهواتف الذكية مقارنةً بمنتجاتها الأخرى مثل منصة ألعاب الفيديو «بلاي ستيشن» وأدوات استشعار الكاميرات.

ومع ذلك، تحظى الهواتف بأهمية كبيرة لأعمال الشركة إذا ما رغبت في الحفاظ على أهميتها في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية. وقال الأستاذ في «كلية واسيدا للأعمال» في اليابان، تاتسيوكي نيجورو: «إذا ما تخلت (سوني) عن الهواتف الذكية، فستتحول إلى مجرد مورد للمكونات».

تويتر