حلول الطائرات بدون طيار تعتمد على الكاميرات والمستشعرات التي تزود المستخدمين ببيانات شاملة ولحظية. غيتي

الطائرات الموجّهة تؤثر في فــرص عمل بـ 127 مليار دولار خلال 5 سنـوات

أظهرت دراسة حديثة، أصدرتها شركة «بي دبليو سي» المتخصصة في التطبيقات التجارية لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، أن حجم فرص العمل التي ستؤثر فيها الطائرات الموجهة خلال السنوات الخمس المقبلة، يقدر بـ127 مليار دولار، موزّعة على ثمانية مجالات، تشمل: الزراعة والنقل والأمن، إضافة إلى الإعلام والتأمين والاتصالات، فضلاً عن التعدين والمناجم.

ووسط توقعات بنمو سوق التطبيقات التجارية للطائرات بدون طيار بمعدل 19% سنوياً حتى 2020، مقارنة بمعدل نمو يصل إلى 5% في التطبيقات العسكرية لمثل هذه الطائرات، أدخلت جامعتان أميركيتان إلى اختصاص الصحافة فرعاً جديداً من الدراسات، تحت عنوان «صحافة الدرونز».

«صحافة الدرونز»

شركات محاماة

يتسع نطاق التأثيرات المهنية المختلفة للطائرات بدون طيار ليشمل مجالات جديدة، إذ إن هناك اتجاهاً حالياً لتأسيس شركات محاماة تتخصص فقط في التعامل مع التحديات القانونية لاستخدامات الطائرات الموجهة، سواء على صعيد الخلافات المتوقعة بين أرباب العمل والعمال أنفسهم داخل المؤسسة الواحدة، أو في علاقة جهة العمل بالسلطات الحكومة المختلفة في ما يتعلق بالأوضاع القانونية وقواعد التشغيل والتراخيص المطلوبة للاستخدام وغيرها. وظهرت باكورة هذا الاتجاه في الولايات المتحدة.

7 ملايين طائرة

تتوقع إدارة الطيران الفيدرالي الأميركية، تحليق نحو سبعة ملايين طائرة بدون طيار في الأجواء الأميركية بحلول عام 2020، أي بزيادة ثلاثة أضعاف على العدد المتوقع نهاية العام الجاري.

أما بالنسبة لعدد الـ«درونز»، التي يملكها هواة، فيتوقع أن يزداد عددها من 1.9 مليون خلال العام الجاري، إلى 4.3 ملايين عام 2020. وستبلغ كلفة 90% من هذه الطائرات نحو 2500 دولار أميركي (9180 درهماً) للطائرة الواحدة، في حين تصل كلفة النماذج الأكثر تطوراً إلى 40 ألف دولار.

ويعدّ هذا جزءاً من توجه عام أوسع وأشمل، يتم فيه إحلال «الروبوتات» ذاتية العمل محل القوى البشرية والأدوات التقليدية في العمل، إذ يتوقع بعض الخبراء والاقتصاديين أن تحل «الروبوتات المميكنة» محل 50% من الوظائف بحلول عام 2030.

وتفصيلاً، خلال التظاهرات الأخيرة التي نظمتها حركة «احتلوا وول ستريت»، ظهر أحد الصحافيين ومعه طائرة صغيرة بدون طيار يتم التحكم بها عن بُعد «درونز»، إذ قام بتشغيلها وتمريرها فوق المتظاهرين للحصول على صور ولقطات فيديو، لا يمكن الحصول عليها سوى بالتحليق بطائرة مروحية بكلفة غالية وإجراءات معقدة.

وحينما اندلعت تظاهرات أخرى في كييف وبانكوك وإسطنبول، كرر صحافيون آخرون الفكرة نفسها، ما أفسح المجال لظهور تعبير «صحافة الدرونز»، تغييراً محتملاً في مهنة الصحافة والإعلام، وفي الأدوات التي يعمل بها الصحافي داخل الأحداث الساخنة، وفي الوظائف التي يمكن أن يتم فيها الاستغناء عن العنصر البشري وتحل محله الطائرات الموجهة.

فرص عمل

أظهرت دراسة حديثة، أصدرتها شركة «بي دبليو سي» المتخصصة في التطبيقات التجارية لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، أن حجم فرص العمل التي ستؤثر فيها الطائرات الموجهة، خلال السنوات الخمس المقبلة، يقدر بـ127 مليار دولار، بعضها سيكون كالوظائف الحالية بحيث سيتم الاستغناء عن العامل البشرى فيها، وبعضها الآخر فرص عمل جديدة مستحدثة لم تكن موجودة من قبل.

وتعتمد حلول الطائرات بدون طيار التجارية على الكاميرات والمستشعرات التي تزوّد الشركات ببيانات شاملة بصورة سريعة ولحظية، وفي نقل معدات وأشياء بسيطة بسرعة كبيرة لدعم العمليات اللوجستية والأنشطة الجارية على الأرض، وهي أمور تحتاجها بشدة الشركات والمؤسسات التي تعتمد في أعمالها على الحركة والبيانات ذات الدقة والجودة العالية، كما هي الحال في مجالات الزراعة والبنية التحتية والتعدين والمناجم. ومن المتوقع أن تجد طريقها إلى مجالات التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى داخل الشركات والمؤسسات العاملة في هذه المجالات.

مجالات رئيسة

يتوقع أن تتوزّع الـ127 مليار دولار الخاصة بحجم فرص العمل والخدمات والمنتجات التي سيتم الاستغناء عنها لتحل محلها تطبيقات وحلول الطائرات بدون طيار، على ثمانية مجالات، بحيث يخصص 45.2 مليار دولار في مجال البنية التحتية، و32.4 ملياراً في مجال الزراعة، و13 ملياراً في مجال النقل، و10 مليارات في مجال الأمن، و8.8 مليارات في مجال الإعلام والترفيه، و6.8 مليارات في مجال التأمين على المنشآت والمؤسسات والممتلكات، و6.3 مليارات في مجال الاتصالات، وأكثر من 4.4 مليارات في مجال التعدين والمناجم.

أما في المجال الصحافي والإعلامي، أدخلت جامعتا «نبراسكا لينكون» و«ميزوري» الأميركيتان إلى اختصاص الصحافة فرعاً جديداً من الدراسات، تحت عنوان «صحافة الدرونز»، إذ تُعنى هذه الدراسات ببحث الاستخدام الأمثل لهذه الطائرات، والقواعد القانونية التي يجب أن ترعاها، والنواحي الأخلاقية والمجتمعية أيضاً ذات العلاقة مع عملها.

إلى ذلك، من المتوقع أن تنمو سوق التطبيقات التجارية للطائرات بدون طيار بمعدل 19% من الآن وحتى 2020، مقارنة بمعدل نمو يصل إلى 5% في التطبيقات العسكرية لمثل هذه الطائرات، وهو ما ينبئ بحدوث طفرة كبيرة في هذه الصناعة لتصبح التطبيقات المدنية خيارها الأول، عكس ما ساد خلال الفترة السابقة.

دور أكبر

«صحافة الدرونز»، وإن كانت لاتزال مجرد تعبير لم يجد طريقه للتطبيق والرسوخ، ليست سوى واحدة من التأثيرات المحتملة للطائرات بدون طيار على العديد من المهن وسوق العمل، ففي مهنة الزراعة، يتوقع أن تحتل تلك الطائرات دوراً أكبر، خصوصاً في المزارع الواسعة مترامية المساحة، فالطريقة التقليدية للعناية بالمحاصيل داخل المزارع الكبرى تقوم على أنه يتم ري المزارع بالكمية نفسها من المياه، وتزودها بالكمية نفسها من الأسمدة، وهذا أسلوب لا يراعي اختلاف استعداد المحاصيل والنباتات المختلفة للظروف الجوية وطبيعة التربة، وهو أمر كان يجبر المزارعين على أن يجوبوا مسافات واسعة كي يكتشفوا هذه المناطق.

وهنا يمكن الاعتماد على الطائرات الموجهة في قياس الاختلاف بين المزروعات جغرافياً، وكذلك ملاحظة تغيّر كل جزء منها مع الفصول، عبر تصوير الحقول بكاميرات خاصة. وبناء على ذلك، يجري تحليل الصور تلقائياً ويعطى المزارع النتيجة النهائية للعملية، ليتخذ قراره الخاص بطريقة العناية والري والتسميد.

هناك عشرات من التطبيقات المماثلة في صناعات التعدين والمناجم، ومشروعات البنية التحتية وعمليات الإنقاذ، يتوقع أن تستخدم فيها الـ«درونز»، ومن ثم تؤثر في فرص العمل بها، وتدخل منافسة مفتوحة مع البشر، ففي صناعات الإنترنت يتوقع أن تساعد شركات مثل «أمازون» في توزيع منتجاتها وكتبها، وفي مجال الأمن تساعد الشركات على مراقبة المواقع التي تقوم بتأمينها.

أما في مجال الإعلام والترفيه، فإن الطائرات بدون طيار تساعد المعلنين على تنفيذ الأفلام ومراقبة مواقع الإعلانات، في حين تساعد في مجال الاتصالات، الشركات على التحقق من سلامة معداتها المنتشرة في نطاقات جغرافية واسعة، بينما تساعد شركات التعدين على التخطيط الجيد لمواقع المناجم وطرق الوصول اليها وإدارتها والتواصل مع العاملين فيها.

الأكثر مشاركة