يتكون من نظم معلومات داخلية وكؤوس ذكية وتطبيق لإدارة الطلبات عبر «المحمول»
مقاهٍ تعتمد بالكامل على «نظام ذكي» للتعامل مع زبائنها
كثير من الناس يرتادون مقاهي بعينها، إذ يفضلون الجلوس فيها وتناول مشروبات معينة، ويحرصون في ذلك على مشاركة زملائهم وأصدقائهم في هذه الأوقات والمشروبات.
لكن مع دخول التقنية إلى جميع مجالات الحياة، بما فيها المقاهي، فإن على رواد المقاهي الاستعداد لتغيير عاداتهم في ما يتعلق بالتعامل مع المقهى من حيث الطلبات، ودعوات الأصدقاء والمعارف، إذ بدأ العديد من المقاهي الشهيرة التعامل مع زبائنها عبر بيئة تقنية معلوماتية متكاملة، تضم «الكؤوس الذكية» التي تصب فيها المشروبات، والطلبات المميكنة، التي تصل إلى المقهى عبر تطبيق يعمل على الهواتف المحمولة الذكية، إضافة إلى نظم معلومات داخلية تتعامل مع الأمر بالكامل.
ترويج ذكي تستفيد المقاهي والشركات المنتجة للمشروبات المختلفة من النظام الذكي الجديد، في تنفيذ حملات ترويج «ذكية» تقوم على معرفة تفضيلات كل زبون على حدة، واستخدام التطبيق الذكي المرتبط بالنظام في توصيل عروض ومحتوى ترويجي «مشخصن»، أي حسب احتياجات كل شخص، بحيث يقدم له حوافز وتخفيضات خاصة بالمشروبات التي يفضلها، بصورة تجعل الأمر يبدو كأن المصانع التي تنتج هذه المشروبات أو المقاهي التي تقدمها، تعرف كل زبون، وأين يشرب مشروبه المفضل وما العلامة التجارية التي تروق له. |
وتحرص هذه البيئة التقنية على راحة الزبائن وزيادة المبيعات، واتباع أساليب الترويج «الذكية»، وفي الوقت نفسه منح الزبائن الفرصة لإدارة طلباتهم بصورة أفضل، بعيداً عن التبذير أو الإنفاق الزائد على الحد أو غير المخطط له.
نمط جديد
وتجري حالياً تجربة هذا النمط الجديد في إدارة المقاهي وطلبات الزبائن، في مئات من المقاهي الشهيرة بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا.
ووفقاً لتقرير نشره موقع «سي نت» cnet.com المتخصص في تقنية المعلومات، فإن هذا النمط يتكون من عناصر عدة هي: نظم المعلومات الداخلية المستخدمة في إدارة المقاهي، إلى جانب جيل جديد من الكؤوس الذكية المزودة بشرائح إلكترونية خاصة بتقنيات الدفع الإلكتروني، التي تتم عبر الهاتف المحمول، فضلاً عن تطبيقات الهواتف المتقدمة، التي يتاح للمستهلكين ورواد المقاهي استخدامها في إدارة الطلبات الخاصة بمشروباتهم، سواء لهم أو لأصدقائهم أو أقربائهم أو حتى زملائهم في العمل.
نظم داخلية
وفي ما يتعلق بنظم المعلومات الداخلية للمقهى، يجب أن يكون المقهى مشتركاً أصلاً في النظام الجديد، وجهّز نظام معلومات إدارة المقهى لتلقي الطلبات التي ترد إليه عبر الهواتف المحمولة، إضافة إلى تجهيز ماكينات صب المشروبات لضبط الكمية حسب المطلوب بدقة وفي الوقت المطلوب تماماً، فضلاً عن تهيئة النظام لتشغيل الكؤوس الذكية، وتبادل المعلومات والبيانات معها أولاً بأول، وإعداده بحيث لا يتم بيع أكثر من خمس كؤوس للشخص الواحد يومياً.
كؤوس ذكية
وبالنسبة للكؤوس الذكية، فهي كؤوس زجاجية عادية من المستخدمة في المقاهي، يمكن أن تتنوع أحجامها وأشكالها وتصميماتها، غير أنها مزودة ببطاقة ذكية في قاعدتها، مهيأة للعمل مع نظام معلومات المقهى الداخلي، وكذلك القدرة على إتمام عمليات الدفع الإلكتروني، والقدرة على تبادل المعلومات مع الهواتف الذكية، خصوصاً في ما يتعلق بالدفع.
وتعمل الكؤوس الذكية المعدّة للعمل مع هذا النظام بتقنية «إن إف سي» للاتصالات اللاتلامسية التي تتم في المجالات القريبة، أي سنتيمترات قليلة بينها وبين الجهاز أو الأداة الأخرى، كما أنها مزودة بأداة مسح تعمل بتقنية «كيو آر» التي تقرأ بيانات «الباركود»، وتساعد في تبادل البيانات والمعلومات مع الهاتف الذكي.
تطبيق ذكي
أما القسم الثالث من النظام الجديد، فهو تطبيق يتم تحميله على الهاتف الذكي، ويعمل على أنظمة التشغيل «أندرويد» و«آي أو إس». وبعد تحميل التطبيق على الهاتف، يستطيع المستخدم، من خلاله البحث في قائمة المقاهي المشتركة في النظام، أن يختار الدولة التي يقيم فيها، ثم المدينة ومن ثم الحي، وبعدها اختيار المقهى الذي يريده، ليختار بعد ذلك مشروبه المفضل، والوقت الذي يرغب في تناوله، ثم يصدر الطلب إلى المقهى.
موعد محدد
وفي الموعد المحدد والمكان المحدد يظهر الطلب على شاشات النظام الداخلي للمقهى، وعند دخول الشخص إلى المقهى، يعمل التطبيق الذكي بالتواصل تلقائياً ولاسلكياً مع نظام المعلومات الداخلي للمقهى، لينبه النادل أو القائم بإعداد المشروبات إلى وصول الزبون. وحين يتوجه الزبون إلى أخذ طلبه، يجد النادل أو العامل جاهزاً لتقديم المشروب. وعندها يتم صب المشروب في كأس ذكي، وما على الزبون إلا تمرير الكأس فوق شاشة الهاتف المحمول برفق وحذر، ليتم مسح الكأس وإحداث عملية تواصل بين الشريحة الذكية للكأس والهاتف، وإجراء عملية الدفع الإلكتروني للمشروب.
دعوة رقمية
يسمح التطبيق الذكي المرتبط مع نظام المقاهي بخيارات واسعة للمستخدم، إذ بإمكانه تأجيل أو تعديل الطلب أو تغيير المقهى في أي وقت، وكذلك تعديل وقت تناول المشروب حسب ما يريد، كما بإمكانه طلب المشروب وإرساله إلى أصدقاء أو زملاء في العمل، بغض النظر عن مكان وجودهم، أو توقيت تنفيذ الطلبات، بحيث يمكنهم الاحتفاظ بالمشروب لوقت آخر، أو الذهاب فوراً لمسح أكوابهم الذكية للحصول على المشروبات المجانية.
وفي جميع الأحوال يعمل التطبيق على خصم ثمن المشروب من حساب الشخص الأصلي الذي أصدر الطلب، ما يفتح الباب واسعاً لما يطلق عليه «الدعوات الرقمية»، على المشروبات المفضلة بين الأصدقاء والزملاء عبر «المحمول».
سيطرة على النفقات
ومن الوظائف الموجودة في التطبيق أنه يحاول مساعدة كل شخص في السيطرة على نفقاته بالمقاهي، إذ إنه لا يسمح بأن يتجاوز عدد المشروبات خمسة مشروبات في اليوم، سواء له أو لأصدقائه، كما يجعل عملية الدفع مقصورة على الهاتف المحمول والكؤوس الذكية معاً، الأمر الذي لا يضطره إلى حمل النقود، وبالتالي يجنب الشخص الوقوع في عمليات إنفاق غير مخطط لها من البداية.
وفي الاختبارات الجارية على النظام الجديد في المقاهي، لوحظت زيادة في المبيعات بنسبة 13% في المقاهي التي تستخدم النظام الذكي، فضلاً عن أن 80% من بعض المشروبات المقدمة في هذه المقاهي، تم مسحها بوساطة التطبيق الذكي، بعدما لاحظ الزبائن أن النظام يساعدهم في السيطرة على نفقاتهم.