«فوغ هورن» تطلق منصة برمجيات تطبق مفهوم «الحوسبة عند الحواف» عملياً بالمؤسـسات
في إطار التطورات الجارية على قدم وساق في مجال «إنترنت الأشياء»، كشفت شركة «فوغ هورن» للنظم، وهي شركة ناشئة بوادي السيليكون، الأربعاء الماضي، عن منصة برمجيات جديدة، وصفتها بالرائدة والأولى من نوعها، التي تعمل بمفهوم «الحوسبة عند الحواف». وقالت الشركة إن «هذه المنصة البرمجية تمنح المؤسسات والشركات فرصاً كبيرة للتوسع في نشر وتطبيق نظم (إنترنت الأشياء) بلا خوف من إضافة أعباء ضخمة على كاهل الشبكات القائمة ومكونات البنية التحتية التي تعمل عليها، الأمر الذي سينعكس في النهاية في صورة منتجات وخدمات جديدة تقدمها هذه المؤسسات بكفاءة أعلى لشركائها ومتعامليها والمستهلكين والمستفيدين النهائيين».
«فوغ هورن» الشركة الوحيدة التي تستطيع وضع التحليلات المماثلة لما يحدث في «الحوسبة السحابية». منصة البرمجيات الجديدة تحمل اسم «البرق»، وتستطيع تحليل بيانات «إنترنت الأشياء» في نظم «الحوسبة عند الحواف». بعض الأسماء الكبرى في تقنية المعلومات بدأت تسعى وراء مفهوم «الحوسبة عند الحواف»، بالمعدات والأجهزة أو بالبرمجيات. |
وتعرف موسوعة «ويكيبيديا» مفهوم «الحوسبة عند الحواف» بأنه الدفع بحدود حوسبة التطبيقات والبيانات والخدمات بعيداً عن العقد المركزية لشبكات المعلومات، ليحدث عند حوافها أو نهاياتها، المتمثلة في الأدوات الموصولة بالشبكة عند أطرافها، وتغطي «حوسبة الحواف» مجموعة واسعة من التقنيات، بما في ذلك شبكات «المستشعرات اللاسلكية»، وشبكات «الند للند» التعاونية الموزعة، ونظم تخزين واسترجاع البيانات، وخدمات «الحوسبة السحابية عن بعد»، وتقنية «الواقع المعزز»، وغيرها، ويتطلب هذا النهج الاستفادة من الموارد التي قد لا تكون مرتبطة بالشبكة بشكل مستمر، والحاسبات المحمولة، والهواتف الذكية، والمجسات.
فرص واسعة
ويعطي هذا النهج المؤسسات والشركات، وحتى شبكات المنازل الذكية وشبكات المكاتب الصغيرة، القدرة على نقل جزء من عمليات الحوسبة ومعالجة المعلومات والبيانات، كتحليلها وتصفيتها وتجهيزها من قلب شبكة المعلومات الكبيرة الخاصة بها إلى أطراف الشبكة وحوافها، عند «المجسات» و«المستشعرات الدقيقة» جداً، التي تبثها هذه المؤسسات في الأرجاء لتراقب وتتعقب وتنقل بيانات أولية عن مهام محددة مكلفة بها، أو تنفذ أوامر صادرة إليها، الأمر الذي يفتح فرصاً كبيرة للتوسع والإسراع في نشر تطبيقات «إنترنت الأشياء»، أو الإنترنت التي تتعامل من خلالها الأشياء المختلفة، من أدوات وأجهزة وبرمجيات وتطبيقات، مع بعضها بعضاً من دون تدخل بشري، وتتبادل المعلومات والبيانات والأوامر، وتنفذ المهام الموكلة لها مسبقاً، والأوامر الصادرة إليها.
تعقب البيانات
وفي بيان لها على موقعها foghorn-systems.com قالت الشركة إن «منصة البرمجيات الجديدة تحمل اسم (لايتننج) أو (البرق)، وتستطيع تعقب وتحليل بيانات (إنترنت الأشياء) في نظم (الحوسبة عند الحواف)، وعرضت الشركة لوحة توضيحية على موقعها، تقوم فيها منصة البرمجيات الجديدة بتعقب حالة التيار الكهربائي في توربينة لتوليد الطاقة الكهربية من الرياح، وتقارن إنتاج الطاقة الفعلي بالمتوقع»، مؤكدة أن نجاح هذه المنصة في التطبيق العملي لمفهوم «الحوسبة عند الحواف»، يقلل من زمن الاستجابة المطلوب بين مركز الشبكة و«المستشعرات» و«المجسات المبثوثة» عند أطرافها. وتجعل تصفية وفلترة البيانات وتحليلها تتم في الوقت الحقيقي بلا إبطاء، ودون إضافة أعباء جديدة على الشبكة تقلل من أدائها وسرعة استجابتها، ما يجعل المؤسسات والشركات قادرة على مراقبة آلاف الوظائف والمهام في الوقت الفعلي الحقيقي. فعلى سبيل المثال، يمكن لنظم «إنترنت الأشياء» أن تغلق تلقائياً خط أنابيب مكسوراً، أو طلب فريق الصيانة للقيام بإحلال جزء على وشك التلف للإصلاح أو معالجة الخلل. وتستطيع هذه المنصة البرمجية أن توفر للقائمين على الشبكة الفرصة لإجراء التحليلات المتعلقة بهذه المهام مركزياً في قلب الشبكة أو عند حوافها وأطرافها، أو في الموقعين معاً بصورة متزامنة متكاملة حسب الاحتياج.
أسئلة مهمة
ونقل موقع «كمبيوتر ورلد» computerworld.com عن المحلل بمؤسسة «آي دي سي» البحثية، ميشيل بالما، قوله إن «منصة (فوغ هورن) تقدم إجابة عن واحد من أهم الأسئلة العديدة التي تحاول المؤسسات الكبرى الإجابة عنها، وهي تستكشف نظم (إنترنت الأشياء) الصناعية، وهذا السؤال هو: هل يتم تحليل وتصفية البيانات عند حواف وأطراف الشبكة أم يتم مركزياً في قلب الشبكة وحاسباتها الخادمة؟». وتعود أهمية هذا السؤال إلى أنه مع بدء توليد أدوات «إنترنت الأشياء» البيانات من «المستشعرات» أو «المجسات البعيدة»، لم يعد هناك معنى لوضع كل الذكاء المطلوب في هذه الأجهزة والمعدات داخل قلب مراكز البيانات بالمؤسسة أو الشركة. وأصبح البديل هو «الحوسبة عند الحواف» والأطراف، حيث يكون وجود نظم صغيرة موضوعة داخل الموقع في المصانع أو المنشآت والمرافق الأخرى، له معنى في التعامل مع بيانات «إنترنت الأشياء» والعمل عليها. كما تساعد هذه المنصة كذلك في حسم أسئلة أخرى تتعلق بعدد «المستشعرات» أو «المجسات» المطلوب وضعها في الأداة، وكيف يتم اتخاذ القراءات غالباً، وإلى أي حد يمكن أن يتم ترك جزء من المعدات يدير نفسه.
المعدات الضخمة
وأكدت «فوغ هورن» أنها الشركة الوحيدة التي تستطيع وضع التحليلات المماثلة لما يحدث في «الحوسبة السحابية»، ليس فقط داخل بوابات نظم «إنترنت الأشياء»، بل أيضاً في وحدات التحكم السلكية الصلبة الموضوعة في عمق المعدات الكبيرة، مثل قاطرات السكك الحديدية، وغيرها من المعدات الضخمة الأخرى، وبعض من هذه المتحكمات تعمل في أنظمة التشغيل الخاصة المغلقة، التي يصل عمرها إلى 50 سنة.
الكبار يشاركون
وستكون هذه المنصة جزءاً من مكون التحليلات في المنصة الصناعية لـ«إنترنت الأشياء» بـ«جنرال إلكتريك بريديكس»، التي ستعمل بنهاية العام الجاري، كما أن بعض الأسماء الكبرى في تقنية المعلومات بدأت تسعى وراء مفهوم «الحوسبة عند الحواف»، سواء بالمعدات والأجهزة أو بالبرمجيات، فشركة «ديل» أقرت هذه المنصة، وقبلت بالشركة الناشئة شريكاً معتمداً لمعداتها العاملة في «إنترنت الأشياء».
وشركة «سيسكو»، أكبر متخصص في مجال معدات بناء الشبكات، تراهن كثيراً على هذا المجال بمجموعة من الأدوات والحزم البرمجية معاً، قدمتها للعمل وفق مفهوم «الحوسبة عند الحواف»، كما أعلنت في وقت مبكر من هذا العام عن الدخول في مشاركة مع «آي بي إم» لوضع جزء من قدرات نظام تحليلات «واطسون»، الذي تنتجه «آي بي إم» في نظم «الحوسبة عند الحواف» التي تنتجها «سيسكو».