كشف عنها تحالف يضم 9 من أكبر شركات التقنية العالمية تحت اسم «كابي» المفتوحة المصدر
تقنية جديدة ترفع سرعة الحـاسبات الخادمة الحالية 10 أضعاف
تَشكَّل أخيراً تحالف يضم تسعاً من أكبر شركات التقنية العاملة في مجال إنتاج الحاسبات الخادمة في العالم، من أجل حل مشكلة سرعة الأداء وكفاءة التشغيل التي باتت منتشرة وضاغطة في مراكز البيانات الكبرى للشركات والمؤسسات.
إطلاق «حاسبات كابي» في النصف الثاني من 2017 أفاد تحالف شركات التقنية التسع، التي كشفت عن تقنية «كابي» الجديدة لرفع سرعة أداء الحاسبات الخادمة الحالية بمعدل 10 أضعاف سرعتها الحالية، بأن الحاسبات الخادمة التي تستخدم معيار «كابي» المفتوح المصدر ستظهر في النصف الثاني من العام المقبل، مع أول حاسب من شركة «آي بي إم» من هذا النوع يطلق عليه «باور 9»، الذي ستقوم بعده «آي بي إم» بتمكين العديد من الأعضاء في مؤسسة «أوبن باور» لتقديم منتجات معتمدة على تقنية «كابي» المفتوحة. وذكر التحالف في بيان أن هناك حاسباً خادماً جديداً يجري تطويره بمعرفة شركتي «غوغل» و«راك سبيس»، يحمل الاسم الكودي «زيوس»، الذي سيستخدم معالجات «باور 9» وواجهات تفاعل «كابي» المفتوحة. وأشار إلى أن شركة «ميلانوكس»، المتخصصة في الشبكات، ستدعم من جهتها هذه المواصفات في المنتجات المستقبلية، في حين تخطط شركة «زيليكس» لإنتاج منتجات متوافقة مع معيار «كابي» المفتوح. |
وأصدر التحالف بياناً قال فيه إنه أقر استخدام تقنية جديدة يطلق عليها «كابي»، سترفع سرعة أداء الحاسبات الخادمة الحالية بمعدل 10 أضعاف عن سرعتها الحالية، وبكلفة أقل، مشيراً إلى أن التقنية الجديدة تعمل بمفهوم «المصادر المفتوحة»، أي المتاحة للجميع ليتشاركوا فيها ويسهموا فيها بإبداعاتهم، كما أنها تعمل على كل الحاسبات الخادمة التي تنتجها الشركات المختلفة.
خطوة مهمة
ويشكل هذا الإعلان خطوة مهمة طال انتظارها من قبل الآلاف وربما مئات الآلاف من الشركات والمؤسسات المختلفة في العالم، التي تمتلك مراكز بيانات كبيرة، لخدمة عملياتها الجارية على مدار اليوم، سواء كانت هذه المراكز داخل مقارها، أم تستخدمها بمفهوم الحوسبة السحابية من عمالقة تقديم هذه الخدمة حول العالم.
وأصبحت هذه المؤسسات والشركات تواجه معضلة تتزايد حدتها بوتيرة متسارعة، وتتمثل في أن السرعة التي تعمل بها الحاسبات الخادمة الحالية التي تدير مراكز البيانات لا تتناسب ولا تلبي الاحتياجات الضرورية من حيث الكفاءة والسرعة، التي باتت يفرضها الإنتاج الضخم للبيانات والمعلومات على مدار الساعة، سواء من سلاسل الإنتاج أو التوزيع أو إنترنت الأشياء أو الإنترنت في العموم، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي وخلافه، الأمر الذي استدعى دخول تقنيات متطورة للغاية للتعامل مع هذا التيار الهائل المتدفق على مدار الساعة من البيانات، ومن بينها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، والتعلم العميق، والبيانات الضخمة، والتحليلات المتقدمة وغيرها، وهي تقنيات تحتاج قدرات وسرعات أعلى عند تشغيلها مع الكميات الضخمة المتدفقة من البيانات.
المساهم الرئيس
وفي محاولة للتعامل مع هذا التحدي المتعاظم، رأت شركات التقنية الكبرى المصنعة للحاسبات الخادمة أن تتحالف معاً في عملية إبداعية مشتركة ومفتوحة، للوصول إلى حل.
وبالفعل تم الاتفاق في ما بينهم على اعتماد تقنية جديدة، كانت شركة «آي بي إم» المساهم الرئيس في تطويرها، وهي تقنية «كابي» أو «واجهة التفاعل مع مسرعات المعالج المفتوحة المتماسكة»، واستخدامها في تسريع أداء الحاسبات الخادمة ليصل إلى 10 أضعاف سرعتها الحالية.
ووصل عدد الشركات الأعضاء التي دخلت هذا التحالف إلى تسع شركات حتى الآن تشمل، «إية إم دي»، «ديل إي إم سي»، «غوغل»، «إتش بي»، «آي بي إم»، «ميلانوكس»، «ميكرون»، «إنفيديا»، و«زيلينكس».
«إنتل» تعمل وحدها
ومن الملاحظات المهمة على هذا التحرك أن شركة «إنتل»، أكبر صانع للشرائح الإلكترونية المستخدمة في بناء وتشغيل الحاسبات الخادمة، رفضت الانضمام إلى التحالف، وقررت حجب تقنياتها الخاصة بالحاسبات الخادمة، وعدم فتحها أمام الشركات الأخرى، ما يعني أنها ستعمل بمفردها وتنتج حلولها الخاصة، أي أنه مع حلول العام المقبل سيكون بسوق الحاسبات الخادمة حالة (الـ9 ضد 1)، أو الحاسبات الخادمة التي تعمل بتقنية «كابي» وتدعمها الشركات التسع، في مقابل حاسبات «إنتل» التي تعمل بحلول «إنتل» الخاصة فقط.
النسيج الأساسي
ونشرت شركة «آي بي إم» على موقعها بعض التفاصيل عن التقنية الجديدة «كابي»، موضحة أنه في بيئات الحوسبة ذات الأداء العالي، تزداد الحاجة إلى السرعة في الأداء، وتقليدياً كان الحل في زيادة سرعة المعالجات، ثم أصبح الأمر يتم من خلال إضافة خوارزميات تقوم بدور المعجلات أو المسرعات للأداء، جنباً إلى جنب مع المعالجات، بحيث يكون كل منهما ككيان منفصل، وبمرور الوقت أصبحت الخوارزميات أو النماذج الرياضية المخصصة للتسريع هي المفتاح لتلبية احتياجات خدمات المتعامل النهائي، فالتسريع يمكن أن يوفر كلاً من الأداء العالي والكلفة المنخفضة.
لكن في الفترة الأخيرة، ومع تزايد الاحتياج للسرعة أصبح الحل الخاص برفع أداء المعالج أو الخوارزميات القائمة ككيانات مستقلة غير مجدٍ، ولا يفي بكل الضروريات المطلوبة، لذلك جاءت فكرة تقنية «كابي» التي تقوم على وضع خوارزميات تسريع الحاسبات في النسيج الأساسي للنظام الكلي للحاسب الخادم وليس المعالج فقط، عند عملية التصميم والبناء والتصنيع، بحيث تصبح كل خوارزميات التسريع وأجزاؤها الصلبة ومكونات بناء الحاسب الأخرى وحدة واحدة متماسكة، تتواصل وتتفاعل مع بعضها مباشرة، وليس باعتبارها كيانات منفصلة، يخاطب بعضها بعضاً عبر وصلات وكابلات ومنافذ داخل النظام.
سرعة مبادلة البيانات
وترجمة ذلك عملياً يعني أن الحاسبات القابلة لاستخدام واجهة «كابي» ستجعل سرعة مبادلة البيانات والمعلومات بين المسرعات الصلبة والمعالج وغيرها من مكونات النظام الأخرى تتم بسرعة 25 غيغابايت في الثانية، بدلاً من الحد الأقصى للسرعة الموجود في واجهات تفاعل «بي سي آي» الحالية، والذي يقل عن 16غيغابايت في الثانية.
ورفع سرعة مبادلة البيانات إلى هذا المستوى يزيل الكثير من «أعناق الزجاجات» القائمة في الحاسبات الخادمة ككل، ويرفع الأداء العام للحاسب الخادم بمعدل 10 أضعاف، من دون كلفة كبيرة إضافية.
من ناحية أخرى، جاء في البيان الصادر عن التحالف، الذي نشرته معظم مواقع التقنية الكبرى، أن رفع مستوى الأداء على هذا النحو سيكون مفيداً للمؤسسات في الصناعات التي تراوح من التأمين إلى العلوم البيولوجية، والتي تتحول بصورة متزايدة إلى الأعمال كثيفة الاعتماد على البيانات، مثل تعلم الآلة والتحليلات المتقدمة.