«مايكروسوفت» تنزلق إلى صناعة أجهزة «هاردوير» على حســـاب الـ «سـوفـت وير»
كادت شركة «مايكروسوفت» الأميركية أن تصيب متابعيها ومستخدمي تقنياتها بتخمة شديدة، خلال مؤتمرها الصحافي الذي عقدته في مدينة نيويورك، الأربعاء الماضي، حينما قدمت العديد من الأخبار والخلفيات والتحديثات، وغيرها، حول سلسلة كبيرة من منتجاتها وخدماتها، في مؤتمر مطول، استمر نحو أربع ساعات. لكن هذه التخمة لم تكن وحدها السمة الأبرز في هذا الحدث، إذ كان الأكثر بروزاً أن «مايكروسوفت» بدت كأنها شركة لإنتاج المعدات والأجهزة والمكونات المختلفة من عتاد التقنية، أكثر من كونها شركة برمجيات عمادها الأساسي نظام التشغيل الأبرز تاريخياً وعالمياً، وما يرتبط به من تطبيقات وأدوات.
منتجات جديدة
برنامج الرسام كشفت شركة «مايكروسوفت»، خلال مؤتمرها الأخير، عن نسخة جديدة من برنامج الرسام الشهير في أجهزة «ويندوز»، أطلقت عليها «الرسام ثلاثي الأبعاد» وتتيح للمستخدم إنشاء صور ثلاثية الأبعاد بسهولة، ومشاركتها من خلال طرق عدة، من بينها «قلم مايكروسوفت الرقمي»، كما تتكامل هذه النسخة مع نظارات «هولولينس»، للحصول على صور ثلاثية الأبعاد يتم التعامل معها وتحريرها على الكمبيوتر. |
فخلال المؤتمر، الذي تابعت «الإمارات اليوم» بثه الحي عبر الإنترنت، وعبر غرف الأخبار على موقع الشركة، عرضت «مايكروسوفت» كمبيوتراً مكتبياً جديداً يطرح للمرة الأولى، وتحديثاً لكمبيوتر سابق، ونظارات للرؤية بتقنية الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، وجهاز «إكس بوكس» للألعاب مزوداً بتحسينات جديدة، كما تطرقت إلى تحديثات مرتقبة لهاتف محمول، وكمبيوتر لوحي يدوي.
وبدا واضحاً للمتابع أن «مايكروسوفت» تنزلق نحو عالم الـ«هاردوير»، كما أن الضغط على الـ«سوفت وير» ليخدم الـ«هاردوير» أمر لا يحتاج جهداً لملاحظته، ما جعل «مايكروسوفت» تبدو في هذا المؤتمر أقرب إلى ما تفعله شركات مثل: «لينوفو» و«إيسر» و«توشيبا»، وغيرها من الشركات المنتجة للأجهزة، لا «مايكروسوفت» أكبر منتج للبرمجيات في العالم.
توسع أم انزلاق
ربما يكون وصف «الانزلاق» إلى عالم معدات وأجهزة «هاردوير» صائباً إلى حد ما، فعلى الرغم مما تقدمه «مايكروسوفت» من إبداعات في هذا المضمار، وما تملكه من إمكانات، فإنه يظل نشاطاً فرعياً للشركة لا يمثل قوتها الضاربة، ولا مركز تميزها الحقيقي، ومن ثم فهي تجد نفسها من وقت إلى آخر في موقف من يصارع لكي يكمل مشواره أمام اللاعبين الأساسيين والأصليين في ملعب الأجهزة والمعدات.
لذلك لا تملك «مايكروسوفت» سوى اللعب بالورقة التي تجيدها، وهي تقديم أجهزة ومعدات تعمل كامتدادات للقدرات والإبداعات التي تضعها في برمجياتها، وهذا ما بدت حريصة عليه وهي تقدم الكمبيوتر المكتبي الجديد كلياً، العالي الإمكانات: «سيرفس استوديو»، أو التحسينات الإضافية على الكمبيوتر الموجود سلفاً «سيرفس برو»، وغيرهما من الأجهزة، ولذلك فهي توسع وجودها في مجال لا تملك فيه يداً طولى، ومن ثم يبدو الأمر في كثير من الأحيان أشبه بـ«عملية انزلاق».
تركيز كبير
هذه الخلفية هي «المفتاح» الذي يجب أن يكون حاضراً عند مراجعة، والتعرف على، ما قدمته «مايكروسوفت» في هذا الحدث، فطبقاً لما جرى الإعلان عنه خلال البث الحي، وما تم توثيقه على «غرفة الأخبار» بموقع «مايكروسوفت» news.microsoft.com، أطلقت الشركة ما يزيد على 11 منتجاً وتحديثاً مختلفة الأنواع.
إلا أنه يمكن القول إن الأشياء الثلاثة المهمة والكبيرة التي ركزت عليها «مايكروسوفت» هي الكمبيوتر المكتبي «سيرفس استوديو»، والتحديث الخاص بكمبيوتر «سيرفس بوك»، ثم بعض الخصائص الجديدة في «ويندوز 10» المرتبطة كلياً تقريباً بتحسين التفاعل والأداء مع الأجهزة والمعدات التي يعمل عليها، مثل التقاط الصور ثلاثية الأبعاد من داخل أدوات «ويندوز».
«سيرفس استوديو»
وفي ما يتعلق بالكمبيوتر المكتبي الجديد، أطلقت «مايكروسوفت» عليه اسم «سيرفس ستوديو»، وهو من نوع «الكل في واحد»، ومخصص للمحترفين في عالم الرسوميات والتصميم والمونتاج، ويعمل بشاشة لمس بمساحة 28 بوصة، بنسبة تباعد الطول مع العرض 3:2.
وتقدم الشاشة 13.5 مليون بكسل في دقتها البالغة 4500*3000 بكسل، ويمكن تعديل زاوية الشاشة وتحريكها نحو الخلف بدرجة واسعة للغاية تقترب من جعلها مسطحة. وبما أن الشاشة لمسية، فهي تدعم كذلك قلم أجهزة كمبيوتر «سيرفس» للكتابة عليها والرسم، كما أن حساسية الشاشة دقيقة ولا تجعلك تلاحظ أي فرق، وكأنك تكتب على ورقة بقلم حقيقي.
ويأتي الكمبيوتر بذاكرة عشوائية بحجم 32 غيغابايت، وذاكرة تخزين داخلية هجينة بين ساكنة ومتحركة بسعة 2 تيرابايت. كما استخدمت «مايكروسوفت» بطاقة الإظهار «جي فورس 980 إم»، وزودتها من الخلف بمنافذ «يو إس بي» عدة، ومنفذ «إيثرنت»، ومنفذ لسماعات الصوت، وآخر لبطاقات الذاكرة.
ويتميز الكمبيوتر بشدة النحافة، إذ تدعي «مايكروسوفت» أنه يقدم أنحف شاشة كمبيوتر في العالم، كما يمتلك كاميرا مدمجة عالية الدقة.
ومن المنتظر أن يباع بسعر يبدأ من 2999 دولاراً لنسخة معالج «إنتل كور آي 5»، مع 8 غيغا «رام»، و2 غيغا في بطاقة الإظهار.
أما النسخ الأعلى فهي بسعر 3499 و4199 دولاراً مع زيادة في قوة المعالج، وسعة التخزين، وقدرة بطاقة الرسوميات والذاكرة العشوائية، في وقت لم تذكر «مايكروسوفت» موعد إطلاقه رسمياً في الأسواق، لكنها قالت إنها ستوفر كميات محدودة منه في موسم العطلات.
«سيرفس بوك»
أما الجيل الجديد من الكمبيوتر المحمول «سيرفس بوك»، فيمتاز بمواصفات تقنية أكثر قوة من سابقه، وسعر يبلغ 2399 دولاراً، ويتوقع أن يتوافر الجهاز في نوفمبر المقبل.
ووفقاً لما جاء في العرض، الذي قدمه مسؤولون في الشركة، فإن الإصدار الجديد سيكون أقوى من أي شيء سبق، مع بطارية تدوم أكثر بنسبة 30% لتصل حتى 16 ساعة، ورسوميات بقوة مضاعفة تُعطي أداء أقوى من الجيل السابق.
وأكدت «مايكروسوفت» على موقعها أنّ الإصدار الجديد أقوى من «ماك بوك برو 13» بثلاثة أضعاف، بفضل معالج «كور آي 7» من «إنتل»، لكن هذا قد يتغير في ما بعد عندما تُعلن «أبل» عن الجيل الجديد من «ماك بوك برو».
تحديثات تخدم الهاردوير
وكانت التحديثات التي أضافتها «مايكروسوفت» لـ«ويندوز»، وبعض الأدوات والبرمجيات الأخرى، ثالث الأشياء المهمة التي تناولها مؤتمر «مايكروسوفت». وتتركز جميعاً على فكرة واحدة، وهي تدعيم قدرة «ويندوز» على التعامل مع المعدات والأجهزة الموجودة في حوزة المستهلكين، سواء من إنتاج «مايكروسوفت» نفسها، مثل نظارة «هولولينس» أو من منتجين آخرين.
أبرز مثال على ذلك ما ذكرته مايكروسوفت من أن التحديث الجديد لـ«ويندوز 10» أصبح متكاملاً مع تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ومع القدرات الثلاثية الأبعاد.
وكشفت «مايكروسوفت» عن شراكة مع شركات عدة منتجة لأجهزة الكمبيوتر، ولنظارات الواقع الافتراضي أيضاً، مثل «لينوفو» و«أسوس» و«إتش بي» و«ديل»، إذ قالت «مايكروسوفت» إن هذه الشركات سترفق نظارات «هولولينس» مع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها.