في تطور جديد كشفت عنه «نوكيا» و«إن بي إن» الأسترالية لزيادة كفاءة خطوط الاتصال الأرضية عالية السرعة

«إكس جي فاست» ترفع سرعة نقل البيانات على أسلاك النحاس إلى 8 غيغابايت في الثانية

حققت التقنيات المستخدمة في خطوط الاتصالات الأرضية عالية السرعة، تقدماً جديداً، تمثل في الكشف عن تقنية «إكس جي فاست»، التي تعمل على رفع سرعة نقل البيانات من واحد غيغابايت إلى ثمانية غيغابايت في الثانية، عبر وصلات أسلاك النحاس المزدوجة، التي تمتد في العادة في المسافة الواقعة بين مباني المشتركين ونقاط الاتصال بالشبكة الأرضية في الشوارع، وهي المسافة التي يطلق عليها «الميل الأخير» أو «الحلقة المحلية».

انتشار «جي فاست»

أفادت مؤسسة «أوفيوم»، المتخصصة في بحوث سوق الاتصالات، بأن نحو 29 مليون مبنى حول العالم سيكون موصولاً بشبكات عاملة بتقنية «جي فاست» بحلول عام 2021، لتوفر سرعات كلية تقدر بنحو 500 ميغابايت في الثانية.

وتوقعت المؤسسة في تقرير أصدرته أخيراً، أن تنتشر تقنية «جي فاست» في أسواق أوروبا الغربية بأسرع من غيرها حول العالم، لتصبح 11% من خطوط الاتصالات عريضة النطاق في هذه المنطقة، عاملة بتقنية «جي فاست» خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأعلنت عن هذا التطور، أخيراً، شركتا «نوكيا» و«إن بي إن» الأسترالية للاتصالات عريضة النطاق، ونشرته «نوكيا» على غرفة الأخبار في موقعها nokia.com/‏‏en/‏‏news/‏‏press-releases، مشيرة إلى أنها حققت هذه النتيجة على مستوى تجريبي في أستراليا.

«الميل الأخير»

ووفقاً لبيان شركة «نوكيا»، فإن قيمة هذا التطور تتمثل في كونه يفتح المجال لحل مشكلة «الميل الأخير»، أو «الحلقة المحلية»، التي كانت ولاتزال تمثل عنق زجاجة في السرعة الفعلية التي يستخدمها المشترك النهائي، لأن قدراتها المحدودة في نقل البيانات تحول دون استفادة المشتركين من السرعات الضخمة التي تحققها كابلات الألياف الضوئية عند حواف شبكات الاتصالات الأرضية، وتقلل كثيراً من السرعات الفعلية التي يحصلون عليها.

وذكرت «نوكيا» أن تقنية «إكس جي فاست» هي تطوير وتحسين لتقنية «جي فاست» التي ظهرت منذ فترة، موضحة أن «جي فاست» هي بروتوكول للاتصال يستخدم مع خطوط «دي إس إل» (خط المشترك الرقمي)، ويعمل على ما يعرف بـ«الحلقات المحلية» من شبكات الاتصالات، وهي الوصلات السلكية النحاسية التي يصل طولها إلى أقل من 500 متر، مع مستوى أداء مستهدف يراوح بين 150 ميغابايت وواحد غيغابايت، حسب طول المسافة.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن تقنية «جي فاست» صممت مبدئياً للحلقات المحلية الأقصر من 250 متراً، قدمت شركت «سكيبيو»، مطلع العام الماضي، سرعات تصل إلى 100 ميغابايت لمسافة تصل إلى 500 متر.

بروتوكول متطور

وبينت «نوكيا» في بيانها أن تقنية «إكس جي فاست» تعمل ببروتوكول اتصال أكثر تطوراً، لافتة إلى أن هذا أتاح لها ولشركة «إن بي إن» الأسترالية أن تحققا في تجربتهما سرعات وصلت إلى ثمانية غيغابايت على وصلات نحاس مجدولة طولها 30 متراً، وسرعات وصلت إلى خمسة غيغابايت لمسافة 70 متراً لزوج مجدول من النحاس.

ثالث اختبار

وأفاد تقرير لشبكة «زد دي نت» الإخبارية المتخصصة في تقنية المعلومات، بأن شركة «إن بي إن»، تعد ثالث مشغل اتصالات في العالم يختبر تقنية «إكس جي فاست» على مستوى تجريبي بالمعامل، بعد شركتي «بي تي» البريطانية، و«الاتصالات الألمانية»، مشيراً إلى أن «بي تي» حققت سرعات وصلت إلى 5.8 غيغابايت في الثانية على سلك نحاس لمسافة 35 متراً، في حين حققت «الألمانية للاتصالات» ثمانية غيغابايت لمسافة 50 متراً من النحاس.

جهود سابقة

وتحققت هذه النتائج بعد سلسلة من الجهود أجرتها الشركتان في هذا المجال، ففي العام الماضي، أجرتا تجربة حققتا فيها سرعات وصلت إلى 522 ميغابايت في تحميل البيانات و78 ميغابايت في رفع البيانات مع تقنيتي «جي فاست» و«إف تي تي بي» على سلك نحاس طوله 100 متر.

وفي أغسطس الماضي، أعلنت «بي تي» البريطانية و«الاتصالات الألمانية» أنهما تجريان تجربة تقنية «إكس جي فاست» وتأملان في الوصول بالسرعات الكلية لـ«الميل الأخير» لما يراوح بين خمسة وثمانية غيغابايت في الثانية.

واستكمالاً للتجارب الأخيرة، سيتم نقل التجارب من المعامل إلى التجارب الميدانية، إذ تجري الشركتان تجارب حقلية صغيرة النطاق مع كل من الكابلات والاتصالات اللاسلكية في بنما، وإليسا بفنلندا، وهوم نت في النرويج، وهارفاتسكي في كرواتيا، وويندستريم في الولايات المتحدة.

العمل مع كل التقنيات

وحسب بيان «نوكيا» حول التجربة الأخيرة، فإنه يمكن استخدام تقنية «إكس جي فاست» جنباً إلى جنب كل تقنيات الشبكات التي تستخدم النحاس في «الميل الأخير»، بما فيها تقنية «من الألياف الضوئية إلى العقد»، وتقنية «من الألياف الضوئية إلى نقاط التوزيع» وتقنية «من الألياف الضوئية إلى النقاط المدفونة تحت الأرض».

سرعات بالغيغا

وعلى الرغم من أن تقنية «إكس جي فاست» لاتزال في مراحلها الأولى من التطوير، فإن التجارب المعملية التي تم إجراؤها توضح أنها واعدة جداً في الإمكانات التي تقدمها كما قال مدير التقنية في شركة «إن بي إن» الأسترالية، دينيس ستيجر، مبيناً أن هذه التقنية تتيح القدرة على توفير سرعات متعددة بالغيغابايت بدلاً من الميغا عبر خطوط النحاس، تخيلياً على قدم المساواة مع ما هو متاح حالياً في كابلات الألياف الضوئية المستخدمة في الوصلات من الشبكات إلى المباني، ولكن بكلفة أقل وفي وقت تنفيذ أقل.

ويأتي هذا التطور في إطار جهود واستراتيجيات كبرى وضعتها معظم الدول في مجال خطوط الاتصال عريضة النطاق عالية السرعة، منها الاستراتيجية التي وضعتها المفوضية الأوروبية التي تستهدف ربط 50% من المباني في أوروبا بسرعات تصل إلى 100 ميغابايت أو أعلى بحلول 2020، إضافة إلى الاستراتيجية الأسترالية التي تستهدف ربط 100% من كل المباني بسرعات تصل إلى 25 ميغابايت أو أعلى بحلول 2020.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر