حققت مبيعات ضعيفة وحصتها السوقية لم تتجاوز 1%

توقعات بتوقف «مايكروسوفت» عن طرح هواتف «ويندوز فون» خلال الفترة المقبلة

صورة

توقعت تقارير عدة أخيراً أن حالة الركود التام التي تعانيها هواتف «ويندوز فون»، جعلتها قاب قوسين أو أدنى من التعرض للتوقف تماماً عن طرحها، أو «القتل الرحيم» من جانب شركة «مايكروسوفت»، حيث حققت هذه الهواتف مبيعات ضعيفة للغاية، وحصة سوقية لم تتجاوز 1% منذ طرحها، لتلحق بالعديد من الأدوات المحمولة الأخرى التي قررت الشركة إيقافها على مدار العامين الماضي والجاري، لافتة إلى أن القرار يستهدف وقف هذه المنتجات بلا رجعة، أو لإفساح المجال لمنتج جديد يحل محلها ويحمل شيئاً مختلفاً تماماً.

ومن أبرز التقارير التي عالجت هذا الأمر، تقرير نشره موقع شبكة «زد دي نت» zdnet.com التقنية المتخصصة، واستند إلى مقابلة مطولة أجراها الموقع مع نائب الرئيس التنفيذي لنظم «ويندوز»، تيري مايرسون، وتم تحليل مضمونها في ضوء قرارات «مايكروسوفت» الأخيرة المنطوية ضمن استراتيجيتها العامة الخاصة بالحوسبة المحمولة.

واستندت تقارير أخرى، من بينها تقرير لموقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com، إلى ما جرى في المؤتمر الضخم الأخير الذي نظمته «مايكروسوفت» الأسبوع قبل الماضي، للإعلان عن أهم التحديثات في «ويندوز 10»، وإطلاق الحاسب المكتبي «سيرفس ستوديو»، وغيرها من الأمور الجديدة. وتجنبت «مايكروسوفت» الحديث عن الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية، ونظم التشغيل المخصصة للأدوات المحمولة وغيرها، وغيبتها عن المشهد، ما أضفى حالة من الغموض حول استراتيجيتها العامة في مجال الحوسبة المتنقلة عموماً.

ونشأت أزمة الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة التي تنتجها «مايكروسوفت» وتراكمت وتضخمت مع عزوف المستخدمين والمستهلكين عن الإقبال على هذه المنتجات منذ بداية طرحها، فهواتف «ويندوز فون» حققت مبيعات ضعيفة للغاية. وثبتت عند حصة سوقية لم تتجاوز 1% منذ طرحها، كذلك لم تحقق منتجات الحاسبات اللوحية «سيرفس» و«سيرفس برو» المتعددة، النجاح المأمول، أمام نظيرتها العاملة بنظم تشغيل «أندرويد»، و«ماك أو إس» من «أبل»، ولم تحظ إلا بإقبال ضعيف من المستهلكين. وإجمالاً حدثت هذه المعضلة مع نحو سبعة من المنتجات المحمولة واليدوية التي طرحتها «مايكروسوفت» على مدار العامين الماضيين.

وكان من نتيجة ذلك، أنه في فبراير 2015، أعلنت «مايكروسوفت» وقف «ويندوز آر تي» رسمياً، وهو نسخة مخصصة من «ويندوز 8» مصممة للأجهزة اللوحية العاملة بشاشات اللمس، وقدمتها «مايكروسوفت» للسوق لتحفيز مصنعي الأجهزة اليدوية على التخلي عن نظام «أندرويد»، وتصنيع أجهزة عاملة بنظام «ويندوز»، وهي خطة منيت بفشل واضح، دفع «مايكروسوفت» ليس فقط لوقف «ويندوز آر تي»، بل إيقاف تصنيع الأجهزة اللوحية طراز «نوكيا لوميا 2520»، وإيقاف إنتاج الحاسب اللوحي «سيرفس 2»، الذي يعمل بنظام «ويندوز آر تي» أيضاً.

وتوالى بعد ذلك إيقاف الأجهزة المتبقية العاملة بنظام «ويندوز آر تي»، ومع منتصف العام 2016، كانت سبعة أجهزة من طرز مختلفة، أطلقتها «مايكروسوفت» لتعمل بنظام «ويندوز آر تي» قد جرى إيقافها.

وجاء الدور حالياً على الهاتف الذكي «ويندوز فون»، في سلسلة قرارات الإيقاف، وأكد بعض المحللين أن قرار الإيقاف لهذا الهاتف سيكون نوعاً من «القتل الرحيم»، فهو عملياً في حالة ركود تسويقي، بلا أي حضور مؤثر في السوق، وبالتالي فإن قرار الإيقاف سيكون أشبه برصاصة الرحمة على كائن ميت إكلينيكياً بالفعل.

وفي لقائه مع شبكة «زد دي نت»، قال تيري مايرسون، إنه من الناحية التقنية هناك شيئان في «ويندوز فون»، الأول هو الاتصال والعمل مع شبكات الاتصالات المحمولة، والثاني هو العمل بمعالجات «إيه آر إم»، و«مايكروسوفت» ماضية في الاستثمار في الاتصالات المحمولة والمنتجات العاملة بمعالجات «إيه آر إم» المخصصة للأجهزة والأدوات محدودة المعالجة.

وأضاف: «لن أقول أي نمط من الأدوات والأجهزة سنستثمر فيه، لكن أعتقد أنه ستكون هناك أدوات وأجهزة تعمل بنظام (ويندوز)، وتستخدم معالجات (إيه آر إم)، وفيها خصائص الاتصال بشبكات الاتصالات المحمولة، وحينما نتوقف عن الاستثمار في هذه الأشياء، سيكون من الصعب جداً أن نبدأ من جديد، وفي (مايكروسوفت) لدينا القليل من هذه الأمثلة التي قررنا فيها التوقف».

وهذه التصريحات، تشير إلى أن «مايكروسوفت» تقوم الآن بصياغة وتحديد المشكلة التي تواجهها استراتيجية الهاتف المحمول بالشركة كاملة، سواء في «ويندوز» أو الهواتف الذكية أو الحاسبات اللوحية، وأن لديها شيئاً تفعله أو تعد له مستقبلاً، لكن من المستبعد بالطبع أن تكون حالة الركود في أعمال هواتف «مايكروسوفت» جزءاً من خطة شاملة أو أساسية لحجب هذا المنتج الذي تعد له.

واستناداً إلى ما قاله مايرسون، رجح تقرير شبكة «زد دي نت» أن الباب لايزال مفتوحاً لشيء مثير للاهتمام، يمكن أن يبزغ من بين أعمال «مايكروسوفت» في مجال الحوسبة المحمولة، لكن هذا الشيء لن يكون استكمالاً لمسيرة هاتف «ويندوز فون» الذكي، بل شيء آخر مختلف. وأرجع ذلك إلى أن «مايكروسوفت» تعرف تماماً أن الهواتف الذكية لم تعد من أجل الصوت، بل من أجل البيانات، والخدمات المبنية على البيانات بمختلف أشكالها.

وبعبارة أخرى، تعني هذه الكلمات أيضاً أن «مايكروسوفت» أصبحت مستعدة فعلياً للتخلي، ليس فقط عن هواتف «ويندوز فون»، بل «ويندوز 10 موبايل» نفسه، وإذا كان «سيرفس فون» و«لوميا» قد انتهيا، فإن الحياة المستمرة ستكون لأدوات «سيرفس» الأخرى التي ستعمل بمفهوم مختلف جذرياً.

ومن التخمينات التي ساقها المراقبون، أن خيار «مايكروسوفت» ربما يكون البناء على الخطوة المهمة التي تحققت في «ويندوز 10»، وهي توحيد النظام على كل الأجهزة المكتبية أو «التابلت» أو الهواتف، وتقديم فكرة التطبيقات الموحدة، التي تعني أن التطبيق يمكنه أن يعمل على أي جهاز مزود بنظام «ويندوز 10»، سواء كان جهازاً مكتبياً أو هاتفاً محمولاً.

تويتر