توقعات بأن يكون 30% على الأقل من جلسات التجوال على الـ«ويب» من دون شاشات بحلول عام 2020. أرشيفية

«غارتنر»: 2017.. عام عودة الانتـعاش إلى سوق تقنية المعلومات

ما أن يقترب عام 2016 من نهايته، حتى تصبح الأسئلة الأكثر سخونة وشيوعاً في عالم التقنية تتمحور حول: ماذا سيحدث في العام المقبل؟ وما الذي سيحمله من منتجات وخدمات؟ وما التوجهات المتوقع أن تسود؟ والأشياء التي يتوقع أن تتراجع؟ وما التحديات التي ستبرز ويتعين الاستعداد لها؟ فضلاً عن سؤال يتعلق بالسمة الأبرز التي سيتسم بها العام الجديد.

وعند تطبيق هذه التساؤلات جميعاً على عام 2017، فإنه يتضح أن معظم التوقعات تكاد تتفق على أنه عام عودة الانتعاش لسوق تقنية المعلومات، مع التصاعد المتوقع في الميزانيات المخصصة للإنفاق، كما أنه عام ميلاد البدايات الكبرى نحو التغيرات الكبرى المنتظر اكتمالها خلال السنوات الخمس المقبلة.

نفذت «الإمارات اليوم» جولة موسعة في مواقع المؤسسات والشركات المتخصصة في بحوث تقنية المعلومات، وفي مواقع التقنية العالمية الكبرى، ومواقع الشركات العملاقة واللاعبين الكبار، بحثاً عما يقدم إجابة عن هذه التساؤلات، لنبدأ في هذا التقرير عرض حصيلة مركزة لهذه الجولة، من خلال ما جاء في المؤتمر الأخير الذي عقدته مؤسسة «غارتنر» لبحوث سوق تقنية المعلومات بمدينة «أورلاندو» الأميركية، نوفمبر الماضي، تحت عنوان: «آي تي إكسبو»، الذي خصصته للحديث عن توقعاتها لعام 2017.

إنفاق متوقع

النقطة الأولى التي أجاب المؤتمر عليها تتعلق بالإنفاق المتوقع على تقنية المعلومات في عام 2017، وهي النقطة الأهم التي تتجه إليها أنظار المصنعين والموزعين لمنتجات التقنية حول العالم، فمن خلالها يتم تحسس أو استشعار ما ستكون عليه السوق، وفرص البيع والعائدات المتوقعة وغيرها. وفي هذا الصدد، فإن تقديرات «غارتنر» تتوقع أن يكون 2017 عاماً أكثر تماسكاً وقوة في مجال الإنفاق على تقنية المعلومات مقارنة بعام 2016 الذي سحبه قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من «النمو المتواضع» إلى «النمو السلبي» والتراجع. ولذلك يتوقع أن يعود الانتعاش من جديد، ليرتفع الإنفاق الإجمالي على تقنية المعلومات في عام 2017 إلى ثلاثة تريليونات و486 مليار دولار (نحو 12.8 تريليون درهم)، بنمو نسبته 3%، مقارنة بعام 2016 الذي سجل ثلاثة تريليونات و387 مليار دولار (نحو 12.4 تريليون درهم). ولفت المؤتمر إلى أن ذلك الإنفاق سيكون مدفوعاً بالأساس بزيادة الإنفاق على البرمجيات والخدمات، متوقعاً أن يبلغ حجم الإنفاق على نظم مراكز البيانات 177 مليار دولار، ارتفاعاً من 173 مليار دولار في عام 2016، بنمو نسبته 2%.

وتوقع المؤتمر ارتفاع الإنفاق على البرمجيات إلى 357 مليار خلال عام 2017، بعد أن سجل إجمالي إنفاق بلغ 333 مليار دولار في عام 2016، بنمو نسبته 7.2%.

كما توقع أن يسجل الإنفاق على الأدوات 600 مليار دولار، بعد أن سجل 597 مليار دولار في عام 2016، بنمو نسبته 0.5%.

وأظهرت التوقعات أن الإنفاق في خدمات المعلومات خلال عام 2016 بلغ 900 مليار، متوقعة أن يرتفع إلى 943 مليار في عام 2017 بمعدل نمو نسبته 4.8%.

كما توقع أن يصل الإنفاق في خدمات الاتصالات إلى تريليون و410 مليارات دولار، ارتفاعاً من تريليون و384 مليار دولار في عام 2016 بنمو نسبته 1.9%.

سمات وتقنيات

تأثيرات سياسية

من الملاحظات المهمة التي أوردها مؤتمر «غارتنر»، أن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في الإنفاق على تقنية المعلومات، سيتراجع بشدة في عام 2017 وربما يتلاشى، كما أن إعادة تقييم الجنيه الإسترليني سيترجم نفسه إيجابياً في الإنفاق على تقنية المعلومات، وسيظهر ذلك في بعض البلدان الأوروبية، إذ يرجح أن يرتفع الإنفاق على تقنية المعلومات في دول مثل هولندا.

ورأى المؤتمر أن الانتخابات الرئاسية الأميركية ونتائجها المثيرة للجدل، لن تؤدي إلى تأثير كبير أو تحول ملموس في الإنفاق على تقنية المعلومات.

حدد محللو «غارتنر» السمات العامة التي ستبدو عليها التقنية في العام الجديد، ورأوا في 2017 عام البداية أو لحظة الميلاد لثلاث ركائز أساسية، هي التحول الرقمي داخل المؤسسات والهيئات والمنظمات على اختلاف أنواعها، والخبرات الجديدة في الاستخدام، وهي خبرات لم يعهدها المستخدمون من قبل، والترابط الأوثق والأوسع نطاقاً بين خدمات ومنتجات التقنية.ومن داخل هذه السمات الأساسية، ستبرز أربع تقنيات جديدة، لتأخذ وضعية الانطلاق في عام 2017، استعداداً للتوسع والانتشار في السنوات الأربع أو الخمس التالية، وهذه التقنيات هي: تقنية الواقع المعزز، وتقنية «سلاسل الكتل» التي تعد توجهاً ومنهجاً جديداً في إتمام وإجراء المعاملات الإلكترونية على اختلاف أنوعها، وتقنية «إنترنت الأشياء»، وتقنية التفاعل بالصوت مع الـ«ويب»، وشتى خدمات تقنيات المعلومات الأخرى.

الواقع المعزز

رأى المحللون والخبراء أن تقنية «الواقع المعزز» ستخطو خطوات مهمة خلال عام 2017 باعتبارها جنة التسوق، لتواصل انتشارها وتوسعها، وبحلول عام 2020 سيكون هناك 100 مليون مستهلك يتسوقون عبر هذه التقنية، مع ملاحظة أن النواة الأساسية منهم بدأت تعاملاتها الأساسية في هذه التقنية عام 2017.

وتعتقد «غارتنر» أن تقنية الواقع المعزز ستتحول إلى تيار رئيس لدى باعة التجزئة.

سلاسل الكتل

وينطبق الأمر نفسه على تقنية «سلاسل الكتل» التي سيكون 2017 عام ميلادها الفعلي، لتواصل انتشارها وتطبيقها على نطاق متزايد. وبحلول عام 2022 سيبلغ حجم الأعمال المستندة إليها نحو 10 مليارات دولار، وساعتها ستكون استطاعت أن تعيد هيكلة الطريقة التي تتم بها المعاملات الإلكترونية.

ما بعد الـ«ويب»

أما التفاعل الصوتي مع الـ«ويب» والمحتوى الإلكتروني عموماً، فسيجد في عام 2017 جرعة نضج غير مسبوقة، إذ ستتأكد فعالية أجهزة مثل «غوغل هوم» و«أمازون إيكو»، وغيرهما من المساعدات الصوتية التي ستجعل من عام 2017 قاعدة انطلاق لعصر ما بعد صفحات الـ«ويب» والتطبيقات.

وبحلول عام 2020 سيكون 30% على الأقل من جلسات التجوال على الـ«ويب» من دون شاشات، لتتم كاملة عبر التفاعل الصوتي. ولذلك تنصح «غارتنر» الشركات والمؤسسات بأن تتعامل مع 2017 باعتباره العام الذي تبدأ فيه إعداد نفسها لعصر ما بعد صفحات ومواقع وتطبيقات الـ«ويب».

إنترنت الأشياء

وأخيراً، سيكون عام 2017 علامة مميزة في مسيرة تقنية «إنترنت الأشياء»، إذ يتوقع أن تعمل هذه التقنية على رفع الطلب على السعات التخزينية بمعدل 3%، لتبدأ في عام 2017 رحلة التحول إلى وسيلة لرفع الكفاءة وخفض الكلفة لدى مئات الآلاف من الشركات والمؤسسات حول العالم.

وسيبلغ الوفر المتحقق من وراء انتشار «إنترنت الأشياء» في عام 2022 نحو تريليون دولار، سيتم خفضها من التكاليف المنفقة على الصيانة والخدمات والمستهلكات المختلفة.

الأكثر مشاركة