وحدات التخزين الإلكترونية «إس إس دي» بدأت تقاسم نظيرتها المغناطيسية «إتش دي دي» السيادة على سوق الحاسبات. من المصدر

50 % من وحدات التخزين في الحـاسبات إلكترونية خلال العامين المقبلين

منذ ظهورها قبل أكثر من 30 عاماً والحاسبات الشخصية تعمل بوحدات تخزين معتمدة على الأقراص المغناطيسية الدوارة، المعروفة باسم «إتش دي دي»، لكن في ما يبدو أن هذه الوحدات التي عاشت عليها أجيال متتابعة من مستخدمي الحاسبات يرجح أن تتلقى خلال العامين المقبلين ضربة من قبل وحدات التخزين الإلكترونية الصلبة التي تنتج على هيئة شرائح إلكترونية صغيرة، وتعرف باسم «إس إس دي»، إذ من المتوقع أن تستحوذ على أكثر من 50% من سوق وحدات التخزين في قطاع الحاسبات الشخصية عموماً، والحاسبات المحمولة خصوصاً.

والوصول إلى هذه النقطة يعني أن وحدات التخزين المغناطيسية فقدت سيادتها على الأسواق، لتقاسمها الوحدات الإلكترونية السيادة والنفوذ، بل وربما تصنع لها طريقاً للانزواء والمضي نحو المتاحف مثلما حدث مع تقنيات أخرى عديدة.

جاء ذلك في تقرير أصدرته أخيراً مؤسسة «دي رام إكس تشينغ» dramexchange.com العالمية العاملة في التجارة الإلكترونية والمتخصصة في مجال وحدات التخزين وشرائح الذاكرة، حول حالة وحدات التخزين الإلكترونية الصلبة في الأسواق العالمية، خصوصاً سوق الحاسبات المحمولة.

«ناند ثلاثية الأبعاد»

حاسبات «سامسونغ»

أشار تقرير مؤسسة «دي رام إكس تشينغ» dramexchange.com العالمية المتخصصة في مجال التجارة الإلكترونية إلى أن حاسبات «سامسونغ» المحمولة طراز «960 برو» و«960 ايفو إم 2» تعمل بوحدات تخزين «إس إس دي»، التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي، كما تستخدم تقنية «بي سي آي» في الاتصال باللوحة الرئيسة بالحاسب، التي تعد أسرع وحدات التخزين لدى الشركة على الإطلاق، موضحاً أن «960 برو» يتنافس على أعلى السرعات في القراءة والكتابة المتتابعة ليصل إلى 3.5 غيغابايت في الثانية للقراءة و2.1 غيغابايت في الثانية للكتابة، في حين أن الحاسب «960 إيفو» لديه سرعات متتابعة في القراءة تصل إلى 3.2 غيغابايت في الثانية، و1.9 غيغابايت في الثانية للكتابة.

 

- تعمل الحاسبات الشخصية منذ ظهورها بوحدات تخزين معتمدة على الأقراص المغناطيسية الدوارة.

- وحدات التخزين الإلكترونية الصلبة تنتج على هيئة شرائح إلكترونية صغيرة، تعرف باسم «إس إس دي».

وكشف تقرير «دي رام إكس تشينغ»، أن عدد الحاسبات المحمولة التي تم بناؤها لتستخدم وحدات التخزين الإلكترونية «إس إس دي» والمعتمدة على تقنية شرائح «ناند الفلاشية ثلاثية الأبعاد» تجاوز توقعات المحللين في الربع الأخير من العام الجاري.

وذكر التقرير أن هذه التوقعات تستند إلى ثلاثة تطورات مهمة تمر بها وحدات التخزين الإلكترونية في الوقت الحالي، موضحاً أن التطور الأول يتمثل في دخول تقنية «ناند ثلاثية الأبعاد» إلى حيز التطبيق الفعلي بخطوط الإنتاج، بحيث تقوم هذه التقنية على رفع كثافة تخزين الخلية الواحدة داخل شريحة التخزين من واحد بت إلى ثلاثة بت، وبالإضافة إلى ذلك يتم تغيير طريقة تصنيع شريحة التخزين من النمط المسطح الذي يتم فيه رص خلايا التخزين الإلكترونية بجوار بعضها بعضاً في صورة «ترانزستورات» على سطح مستوٍ، إلى اتباع طريقة الطبقات المتعددة التي يعلو بعضها فوق بعض في شكل ناطحة سحاب ميكروسكوبية متعددة الطوابق، وبالتالي يتم رفع كثافة التخزين تارة بمضاعفة عدد «البت» المخزنة في الخلية الواحدة، وتارة بمضاعفة عدد خلايا التخزين من خلال رص وبناء الخلايا في مستويات متعددة.

تقنية «بي سي آي»

وبين التقرير أن التطور الثاني يركز على انتقال الشركات الكبرى المهمة في عالم الحاسبات، خصوصاً المحمولة منها، للاعتماد على تقنية «بي سي آي» في بناء حاسباتها المحمولة، مشيراً إلى أن هذه التقنية عبارة عن طريقة لربط وحدة التخزين باللوحة الرئيسة للحاسب بصورة مباشرة من دون كبلات من خلال لصق أو توصيل مجموعة من النقاط الطرفية أو الرؤوس النحاسية البارزة من وحدة التخزين في مداخل مقابلة لهذه الرؤوس في اللوحة الرئيسة مباشرة بدلاً من استخدام كبل يربط بين الاثنين، كما هي الحال مع التقنية المستخدمة وواسعة الانتشار حالياً والمعروفة باسم «ساتا».

وأضاف أن الربط المباشر بتقنية «بي سي آي» يرفع سرعة الاتصال بين اللوحة الرئيسة ووحدة التخزين بمعدل أربعة أضعاف ما تحققه طريقة الربط الحالية بالكبلات، لافتاً إلى أن شركة «أبل» طبقت هذه الطريقة في حاسبها المحمول الجديد «ماك برو»، ما جعله يحقق كفاءة وسرعة في العمل تتحدى بها «أبل» جميع المنتجات المنافسة في الأسواق.

انخفاض السعر

وبالنسبة للتطور الثالث، أفاد التقرير بأنه يتلخص في الانخفاضات المتوالية للسعر، مشيراً إلى أن هذا العامل يتحقق تلقائياً مع تطبيق تقنية «ناند ثلاثية الأبعاد»، التي تعني خفضاً في كلفة التصنيع، مع زيادة في كثافة التخزين، وتقنية «بي سي آي» التي تعني زيادة في كفاءة الحاسب ككل وتخفيف وزنه وجعله أكثر نحافة نتيجة إزالة الكبلات، ما يترجم نفسه في مزيد من تخفيض كلفة الحاسب ككل مقارنة بالحاسبات العاملة بالوحدات المغناطيسية.

كما ذكر تقرير «دي رام إكس تشينغ»، أن الفجوة في السعر بين وحدات تخزين «إس إس دي» الإلكترونية الصلبة واسعة الانتشار سعة 128 غيغابايت و265 ميغابايت، مقابل وحدات التخزين المغناطيسية ذات القرص الدوار «إتش دي دي» واسعة الانتشار سعة 500 غيغابايت وواحد تيرابايت، تقلصت بصورة أكبر مما كان متوقعاً أن يحدث خلال النصف الثاني من عام 2016، بسبب الانخفاض الحاد في أسعار وحدات «إس إس دي»، ولذلك من المتوقع أن يكون العام المقبل نقطة تحول كبرى لصالح وحدات «إس إس دي».

شرائح إلكترونية

وفي ضوء هذه الخلفية تناول التقرير، حالة وحدات التخزين الصلبة المنتجة على هيئة شرائح إلكترونية، مبيناً أنه بغض النظر عن وضع قلة المعروض في سوق شرائح «ناند الفلاشية»، فإن معدل استخدام «إس إس دي» وتطبيقها في سوق الحاسبات المحمولة عالمياً من المؤكد أنه سيتجاوز 30% خلال عام 2016، وسط توقعات تشير إلى أن هذا الرقم سيكون أكثر من 50% في بعض الأوقات خلال العامين المقبلين.

وقال كبير مديري الأبحاث في مؤسسة «دي رام إكس تشينغ»، آلان شين، إن «مبيعات الحاسبات المحمولة العاملة بوحدات تخزين (إس إس دي) وصلت إلى 26% من إجمالي مبيعات سوق الحاسبات الشخصية عالمياً بصورة متتالية خلال الربع الأخير من العام الجاري»، مضيفاً أن «معدل استخدام هذه النوعية من وحدات التخزين بين مصنعي الحاسبات المحمولة وصل إلى نحو 36% خلال الفترة نفسها».

الأكثر مشاركة