أبرزها تراجع الطلب على علماء البيانات وارتفاعه على كوادر «إنترنت الأشياء»

8 توجهات رئيسة تسيطر على مجال «البيانات الضخمة» خلال العام المقبل

صورة

توالت خلال الأسبوع الماضي، تقارير صادرة عن بعض شركات البحوث والاستشارات الكبرى في عالم التقنية، القاسم المشترك بينها هو تناول التوجهات التي ستحكم مجال «البيانات الضخمة» خلال عام 2017، والتي حددتها التقاير بنحو ثمانية توجهات رئيسة. ومن المراجعات لملخصات هذه التقارير، تبين أن هناك اتفاقاً عاماً على أن هذه التوجهات تحمل قدراً واضحاً من الصعوبة بالنسبة للجهات التي تتعامل في البيانات الضخمة. وهي في العادة المؤسسات الكبيرة والمتوسطة الحجم، وبالتالي كانت رسالة شركات البحوث لهذه المؤسسات هي: توخي الحذر في التعامل مع البيانات الضخمة وتوجهاتها، حتى لا تقع في فخ ضياع الاستثمارات وفقد الفرص، أو معضلة تعاظم التحديات والتعرض للخسائر.

تشمل البيانات التي قامت «الإمارات اليوم» بمراجعتها، بيانات وردت في تقارير صادرة عن كل من شركة «أفيوم» لاستشارات وبحوث السوق، ومؤسسة «آي دي سي»، أكبر مؤسسة دولية متخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، وشركة «ماريسون فورستر» للبحوث، وشركة «تيراداتا» المتخصصة في تحليلات البيانات و«إنترنت الأشياء». وفي ضوء البيانات الواردة في هذه التقارير، أمكن تجميع ثمانية توجهات رئيسة لمجال البيانات الضخمة في 2017.

تضاؤل الطلب

ويتضمن التوجه الأول، تراجع الطلب على علماء البيانات في مجال البيانات الضخمة خلال 2017، والسبب في ذلك يعود إلى أن الطلب على هذه النوعية من المهارات ظل ثابتاً خلال السنوات الأربع الماضية، وعدد الخريجين في هذا التخصص من الجامعات يرتفع، في حين أنه باستثناء الشركات الرقمية على الإنترنت، فإن شركات قليلة نسبياً من الشركات التي أسست قبل عام 2000 هي التي يمكنها توظيفهم، والقليل جداً من الشركات من لديه فكرة حول كيف يستخدم علماء البيانات، ومعظم المنظمات التي تعتمد على حزم برمجيات التحليلات، تشعر بأنها لا تحتاج علماء البيانات في حد ذاتهم، وإنما للتطبيقات والأدوات التي تطبق علوم البيانات وتعمل وفق قواعدها.

لعبة جماعية

ويشير التوجه الثاني إلى أنه سيكون أمراً رئيساً، أو على الأقل من الضروري جداً، أن تتعامل الشركات والمؤسسات على «علم البيانات» باعتباره عملاً جماعياً أو «لعبة جماعية» يجب أن يتشارك فيها كل من علماء البيانات ومهندسي البيانات، وأن تعي المؤسسات الفروق الجوهرية بين الوظيفتين، وكيفية الجمع بينهما في فريق واحد.

ولأن تعلم الآلة أصبح أمراً واقعاً في مجال البيانات الضخمة، جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، فإن البيانات الضخمة ستتجه صوب البيانات المتداولة في بيئات العمل التعاونية.

التوطين المحلي

ويتوقع التوجه الثالث أنه ستكون الضغوط المتعلقة بالخصوصية وتوطين البيانات محلياً داخل حدود الدولة الواحدة أو المؤسسة الواحدة، من التوجهات المؤثرة في البيانات الضخمة العام المقبل، ويستند هذا التوقع إلى العديد من التطورات الأخيرة في هذا السياق، مثل أول تنفيذ فعلي لقانون توطين البيانات في روسيا، الذي أقرته المحاكم الروسية، وإعلان الصين عن أنها تعمل حالياً على تمرير قانون خاص بالتوطين المحلي للبيانات، والجدل الكبير القائم بالولايات المتحدة في هذا الشأن بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً، فضلاً عن العديد من البلدان الأخرى التي يتوقع أن تمضي في هذا الاتجاه.

عائدات مالية

ويكمن التوجه الرابع في أن المؤسسات والمنظمات المالكة للبيانات الضخمة ستواجه صعوبات واضحة في توليد عائدات مالية من البيانات، أو بعبارة أخرى تحويل البيانات الضخمة إلى «رأس مال» قادر على توليد منتجات يترتب عليها عائدات مادية. فالعديد من الشركات لديها خيارات لتحويل البيانات إلى شيء منتج، ولكن لن يكون من السهل القيام بذلك العام المقبل، والعديد من المؤسسات ستكون عرضة لفقد الفرص في هذا السياق، على حد التحذير الوارد بتقرير «آي دي سي».

«بحيرات البيانات»

ويركز التوجه الخامس على أن العديد من الخبراء يطلق وصف «بحيرات البيانات» على الكم الضخم من البيانات الأولية المتجددة التي تتكون لدى المؤسسات بصورة متسارعة طوال الوقت، وتتحول بعد فترة إلى كيان هائل غير مفيد، بل وقد يمثل عبئاً على المؤسسة، والتوجه المتوقع أن تتحسن تقنيات التعامل مع هذه البيانات الضخمة، لتجعل البحيرات الكبيرة المتاحة من البيانات على علاقة مع بعضها بعضاً، ومكشوفة وواضحة، لتوفر نظرة ورؤى أفضل.

استحواذ واندماج

ويشير التوجه السادس إلى أن معظم التقارير تتفق على أن ساحة البيانات الضخمة تبدو كأنها تشهد عملية تسوية واسعة النطاق، لتمهيد الأرض للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتعلم العميق، وهذا التوجه مبني بالأساس على توافر خبراء ومتخصصي الذكاء الاصطناعي. ولأن الشركات المتخصصة في هذا المجال حديثة العهد، وهناك نقص واضح في هذه المهارات، فإن شركات التقنية الكبرى لن يكون أمامها سوى الانقضاض بالاستحواذ أو الاندماج على الشركات الناشئة، سعياً وراء ما لديها من خبراء ذكاء اصطناعي بالأساس. ولهذا السبب يتوقع أن يشهد 2017 موجة شرسة من أنشطة الاستحواذ والاندماج.

«إنترنت الأشياء»

التوجه السابع، يتوقع حسب تقرير «آي دي سي» أن تبلغ سوق «إنترنت الأشياء» 1.46 تريليون دولار بحلول عام 2020، ومع انطلاقتها في 2017 سيزداد الطلب على الخبراء في «إنترنت الأشياء»، وتحديداً المهندسين المتخصصين في معمارية نظم وأدوات «إنترنت الأشياء»، وهؤلاء سيتفوقون على «علماء البيانات» من حيث كونهم العناصر الأعلى قيمة لدى إدارات الموارد البشرية. وستتضاعف قيمة ورواتب مهندسي البرمجيات مرات عدة.

التحليلات اللحظية

وأخيراً، يؤكد التوجه الثامن أن التحليل اللحظي للبيانات لا يعتبر شيئاً جديداً، فبرمجيات معالجة بيانات الحدث لحظياً في الوقت الحقيقي موجودة منذ نحو 20 عاماً، لكن الجديد هنا أن العديد من العوامل ستبرز خلال العام المقبل، وتنقل هذه النوعية من التحليلات من كونها تقنية متخصصة ضيقة الانتشار، إلى كونها أكثر جاذبية على نطاق واسع، وذلك بفضل النظم والبرمجيات مفتوحة المصدر، التي جعلت التحليل اللحظي في الوقت الحقيقي أكثر سهولة.

تويتر