منافسة شديدة بين شركات التقنية والسيارات لعرض جديدها للعام المقبل «1»

3600 شركة ومؤسسة عالمية تشارك بمـعرض الإلكترونيات الاستهلاكية فـي أميركا الشــــهر المقبل

فعاليات المعرض تقام خلال الفترة من 5 إلى 8 يناير المقبل بمدينة لاس فيغاس الأميركية. من المصدر

تبدأ خلال أيام قليلة، فعاليات معرض «سي إي إس» أو معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، الذي يعقد سنوياً خلال الفترة من 5 إلى 8 يناير المقبل، بمدينة لاس فيغاس الأميركية، بمشاركة 3600 شركة ومؤسسة عالمية، ويصنف ضمن أكبر معارض تقنية المعلومات في العالم.

ويعتبر المعرض أهم نافذة يتم من خلالها الإطلال على مستقبل صناعة تقنية المعلومات وما يجري بها من تطورات، ما يثير تساؤلات كثيرة حول المتوقع ظهوره في الدورة الجديدة من هذا المعرض، وما الذي تحمله من منتجات وابتكارات.

ويعقد معرض «سي إي إس» بصفة سنوية منذ أكثر من 40 عاماً، وفي البداية كان منصة لعرض المنتجات الجديدة في الأدوات الإلكترونية الاستهلاكية اليدوية والمنزلية، وجانب من منتجات المؤسسات، وظل يركز بصورة كاملة على الأجهزة والمعدات، من دون أن يتطرق إلى الحلول والبرمجيات والابتكارات.

وبسبب ما حققه المعرض من نجاح، استطاع أن يرث بعض المعارض الكبرى التي كانت معروفة في صناعة تقنية المعلومات، مثل معرض «كومدكس»، الذي تلاشى خلال السنوات الأخيرة.

وأصبح «سي إي إس»، منصة لإطلاق كل ما يتعلق بالتقنية من حلول وبرمجيات واتصالات، وليس فقط الأجهزة والمنتجات، فضلاً عما يتضمنه من مؤتمرات وندوات وورش عمل، ومؤتمرات صحافية، جميعها يساعد في التعرف إلى «الخطوة التالية» لصناعة تقنية المعلومات.

ولذلك بات يستقطب أعداداً كبيرة من المهتمين بعالم التقنية، إذ يصل متوسط عدد الشركات المشاركة فيه إلى ما يقرب من 3600 شركة ومؤسسة عالمية.

ومع اقتراب موعد المعرض، بدأت التقارير الإخبارية تتكهن بما سيتم الإعلان عنه وعرضه في أجنحة العرض المختلفة، في مجالات التلفزيونات الغربية، والسيارات المستقبلية، والأدوات المحمولة اللامعة، وأدوات «الواقع الافتراضي» المذهلة، والكاميرات المدهشة وغيرها. ونستعرض من خلال هذا التقرير أهم ما ورد من توقعات للمعرض في مجالي التلفزيون، والسيارات.

منافسة شديدة

من المتوقع أن تحتدم المنافسة خلال المعرض بين المصنعين الكبار لأجهزة التلفزيون، بآخر الإبداعات في مجال تكبير الشاشات والوصول بها إلى مساحات هائلة، وتزويدها بتقنيات جديدة ومدهشة في خصائصها، فشركة «إل جي» ستروج لشاشاتها العاملة بتقنية «أو إل إي دي»، و«سامسونغ» ستعرض شاشات «إس يو» عالية التحديد، و«سوني» سيكون لديها شيء متعلق بتشغيل نظام «أندرويد» على التلفزيونات، وشاشات «أو إل إي دي».

ومن المتوقع أيضاً الكشف عن شاشات وتلفزيونات تعمل بتقنية «4 كيه» لعرض الصور والفيديو بدقة ووضوح أكثر، وأخرى تقفز بدقة الوضوح إلى «8 كيه»، أي يتضاعف فيها جودة الصورة عن تقنية «4 كيه».

وبالطبع ستكون شاشات «8 كيه» بأسعار باهظة، تتجاوز كثيراً القدرة الشرائية للمتسوقين من المستوى المنخفض والمتوسط، لكن سيتم التعامل معها، شأن التقنيات شديدة التطور، على أنها نظرة واضحة على أين تمضي حركة التطور في التلفزيونات.

التباين والوضوح

من المتوقع أيضاً أن يشهد المعرض عروضاً كثيرة لمنتجات تعمل بتقنية «المدى العالي الديناميكية»، وهي، على حد قول، مدير الاتصالات في شركة «نيتفليكس»، يان لفاراج، معيار جديد للترفيه المنزلي، وقفزة كبيرة في اللون والتباين والسطوع، ومن حيث الأهمية تعادل الأهمية التي تمتعت بها كل من تقنية «الصوت المحيطي»، وتقنية «التحديد العالي»، وتقنية «4 كيه» في التباين.

ويتوقع أن يخوض هذا المعيار معركة شرسة مع تقنية «دولبي» الشهيرة، فهو يقدم مجموعة جديدة من الأدوات التي يمكن استخدامها من أجل السطوع والألوان، وفي الوقت نفسه، اظهار صورة واضحة في المشاهد المظلمة، وسيكون من أكثر الأشياء التي سيحدث حولها الكثير من الصخب خلال المعرض، وكذلك حول المحتوى المعد ليتناسب معها.

وتشير بعض التقارير إلى أن شركة «انفيديا»، عملاق صناعة الشرائح واللوحات الإلكترونية، خصوصاً المخصصة للرسوم، ستكشف النقاب عن تلفزيون يعمل بنظام تشغيل «أندرويد». وتوقعت أن تعلن الشركة عن طرازين جديدين تماماً، مع تحسينات إضافية في وحدة التحكم عن البعد، وفي المحتوى الذي يعرض من خلاله.

القيادة الذاتية

وأجمعت التقارير على أن ظهور السيارات في معرض «سي إي إس 2017» سيكون مختلفاً عما قبله، فالسيارات التي ظهرت في المعرض خلال السنوات الأخيرة، جعلته يبدو كأنه معرض للسيارات، لكن الأمر سيكون مختلفاً في الدورة المقبلة. فهناك شركة سيارات واحدة من الشركات التي ظهرت في دورة 2016، هي التي أكدت حضورها المعرض، أما شركات السيارات الأخرى فسيكون حضورها مختلفاً، ويمضي في مسار رئيس هو «القيادة الذاتية».

السيارة الكهربائية

ومن المعلومات المتوافرة حتى الآن، أن شركة «فارادي» لصناعة السيارات الكهربائية، تستعد للكشف عما وصفته بمفهوم مثير للاهتمام في تصنيع السيارات الكهربائية، وأنها ستزيح الستار عن مركبة تجمع بين «التقنية المتطرفة» وأفضل مجالات الصناعة الرائدة والتصميم الشامل. وسيكون هذا الإعلان في يوم 3 يناير المقبل بمؤتمر صحافي تعمل الشركة على أن يكون كبيراً. وهذه الشركة ليست الوحيدة التي سيكون لديها شيء جديد في المعرض، فهناك «مرسيدس» و«فورد» و«فولفو» و«شيفروليه» و«فولكس فاغن» و«كيا»، ولديها جميعاً أنباء جديدة لتعلنها خلال المعرض، ويتوقع أن يكون لشركة «نيسان» حضور مكثف، مع وجود رئيسها كارلوس غصن، الذي سيلقي بنفسه كلمة خلال المعرض، يتوقع أن يعرض فيها أنباءً جديدة.

6 أميال

ولأن التوجه الرئيس في صناعة السيارات حالياً هو «القيادة الذاتية»، مثل «تيسلا»، يتوقع أن يشهد المعرض حركة مكثفة لهذه الموديلات من السيارات في مسارات وأماكن بالأجنحة وأروقة المعرض.

وأعلنت «هيونداي» أنها تخطط للقيام بذلك. وقالت شركتا «ديلفي» و«موبيل إي» إنهما ستنفذان تجربة قيادة ذاتية بطول 6.3 أميال خلال المعرض، لتحدي ظروف التشغيل الواقعية الحقيقية، ولعرض نظام «الاستشعار المركزي للتخطيط» وتحديد المواقع، والمعروف بنظام «سي إس إل بي» للقيادة الذاتية.

وهذا النظام لن يكون قيد الإنتاج الواسع قبل عام 2019، ويوصف بأنه أول نظام «قيادة ذاتية تسليم مفتاح متكامل» كلية مع نظام للإدراك والمعرفة ومنصة حوسبة رائدة في صناعة السيارات.

ذكاء اصطناعي

وتخطط «فولفو» لمناقشة أشياء جديدة تتعلق بـ«الذكاء الاصطناعي» و«القيادة الذاتية»، وذلك في مؤتمر صحافي ستعقده يوم 4 يناير المقبل. ويتركز حول السيارات الذكية التي تنقلك الى المكان الذي ترغب في الذهاب اليه.

ومن المتوقع أيضاً أن يقدم الرئيس التنفيذي لشركة «انفيديا»، جين هوانغ، خطاباً أمام المعرض سيناقش فيه آخر ما وصل إليه «الذكاء الاصطناعي»، و«السيارات ذاتية القيادة»، وتقنيات «الواقع الافتراضي»، والألعاب، وذلك على خلفية أن «إنفيديا» من أكبر الداعمين لـ«السيارات ذاتية القيادة» وأعلنت أخيراً عن حاسب فائق الأداء «سوبر كمبيوتر» صغير الحجم، يركب داخل السيارة لتشغيل جميع نظم وبرمجيات القيادة الذاتية.

تويتر