4 قيادات تعيد تشكيل مسارات شركات عملاقة في 2016

أبرز ما تمت ملاحظته في حصاد نجوم التكنولوجيا، خلال عام 2016، هو وجود قائمة من المؤثرين وصناع الاستراتيجيات والتوجهات، قرروا تغيير جلد الكيانات العملاقة التي يديرونها، والمضي بها في مسارات جديدة.

والتقرير التالي يستعرض قائمة موقع «بيزنس إنسايدر»، لنجوم التقنية الكبار الأشد تأثيراً خلال عام 2016، والتي ارتكزت بالأساس على ما قدمه هؤلاء النجوم من جهد، على صعيد إحداث تغيير نوعي جوهري، له تأثير طويل الأمد في شركاتهم وصناعة التقنية ككل.

أليسون.. مقاتل وعنيد

يعرف عن مؤسس ورئيس شركة «أوراكل»، التي تعتبر أكبر منتج عالمي لقواعد البيانات، لاري أليسون، أنه مقاتل شرس جداً، وشديد العناد في ما يخوضه من منافسات ومعارك، لذلك هو دائماً في معركة ما مع طرف ما.

وخلال عام 2016، قرر أليسون أن يثبت للعالم، ويقنعه بأن «أوراكل»، وليس «أمازون» المنافسة هي التي تقدم أقوى وأرخص منصة للحوسبة السحابية على الإطلاق، واتخذ من ذلك هدفاً رئيساً يتعين على «أوراكل» تحقيقه، ويعني ذلك أن «أوراكل» باتت تضع الحوسبة السحابية وخدماتها كأولوية قصوى، ومحوراً مركزياً لأعمالها، وهي بذلك تغير جوهرياً نموذج أعمالها القديم، المبني على قواعد البيانات في صورتها التقليدية خارج الإنترنت. وحينما يقدم لاري أليسون و«أوراكل» على تغيير من هذا النوع، فإن معنى ذلك أن صناعة قواعد البيانات برمتها في طريقها إلى تغيير نوعي وجوهري طويل الأمد.

إمليت.. التحول نحو عملاق برمجي

- «سيلز فورس» أنشأت وحدة إدارية، مسؤولة عن ضمان تنفيذ مبدأ العدالة، والتنوع في بيئة العمل، والعدالة في الأجور.

- توقعات بتغير البرمجيات الصناعية نفسها، ليكون اللاعبون الكبار فيها شركات صناعية بالأساس، وليس شركات برمجة صرفة.

عرفت شركة «جنرال إلكتريك» الأميركية، طوال تاريخها، باعتبارها عملاقاً لصناعة الأجهزة والأدوات الكهربية من مختلف الأحجام والوظائف، لكن رئيسها التنفيذي الحالي، جيف إمليت، بدأ في عام 2016 تنفيذ عملية تحول ضخمة في تركيبة وأعمال الشركة، تقوم على تحويلها من عملاق صناعي صرف إلى عملاق برمجي صناعي، يقدم البرمجيات الصناعية جنباً إلى جنب مع المنتجات الكهربية المعتمدة كلياً على البرمجيات، في تشغيلها وصيانتها وتطويرها.

ولخص إمليت رؤيته في أن «جنرال إلكتريك» بصدد بناء «الإنترنت الصناعية»، لذلك فإن تحولاً من هذا النوع في طبيعة إمبراطورية صناعية كبرى، مثل «جنرال إلكتريك»، يعني أن المنتجات الصناعية ستكتسي مسحة برمجية قوية، كما أن البرمجيات الصناعية نفسها ستتغير، ليكون اللاعبون الكبار فيها شركات صناعية بالأساس، وليس شركات برمجة صرفة.

ويستهدف إمليت أن تحقق «جنرال إلكتريك» 15 مليار دولار عائدات من البرمجيات بحلول عام 2020، ولتحقيق ذلك فقد أنشأ إدارة جديدة، تحت اسم «جنرال إلكتريك الرقمية» مقرها «وادي السيليكون» في الولايات المتحدة، ويعمل بها 1700 موظف. وفي نوفمبر الماضي، أعلن أن عائدات البرمجيات في شركته وصلت إلى ستة مليارات دولار، وأن معدل النمو السنوي بها وصل إلى 20%، كما دفع «جنرال إلكتريك» للاستحواذ على شركة «سيرفس ماكس»، المتخصصة في برمجيات إدارة الخدمات الميدانية، مقابل 905 ملايين دولار.

مولينكوبف.. خطة جريئة

نفذ الرئيس التنفيذي لشركة «كوالوكوم»، ستيفن مولينكوبف، أكبر خطة جريئة في تاريخ هذه الشركة كثيفة الإبداع، المتخصصة في تصنيع المعالجات الدقيقة المخصصة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وغيرها من الأجهزة اليدوية، إذ أقدم على إنفاق 47 مليار دولار في صفقة للاستحواذ على شركة «إن إكس بي» لأشباه الموصلات، التي تملك مصانع وخبرات عميقة، وتسهيلات إنتاجية متنوعة في مجال إنتاج أشباه الموصلات، ليتمكن من تغيير محور أعمال الشركة، عبر الانتقال من التركيز على معالجات الأجهزة اليدوية إلى جميع المعالجات المطلوبة لأدوات «إنترنت الأشياء»، بجميع أنواعها ووظائفها ومختلف أحجامها وقدراتها، ما يعطي الشركة طريقاً للنمو في سوق السيارات الذكية، ونظم الاستشعار والمراقبة والرصد داخل المصانع والمؤسسات الكبرى، والمرافق العامة، ويحول «كوالكوم» من شركة عرفت بتميزها في صناعة معالجات الهواتف الذكية إلى شركة «إنترنت الأشياء»، وأجهزة قابلة للارتداء. وهذا التوجه الاستراتيجي الجديد يعني أن صناعة الهواتف المحمولة لن تظل بصورتها الحالية، بل ستتحول تدريجياً إلى عنصر من عناصر بيئة «إنترنت الأشياء» والأجهزة القابلة للارتداء.

ومن الدلائل المبكرة على هذا التحول الكبير أن شركة «مايكروسوفت» الأميركية، أعلنت مطلع ديسمبر 2016، أن «ويندوز 10» سيصبح متوافقاً مع معالجات «كوالكوم»، في خطوة وصفها مراقبون بأنها أكبر صفقة في تاريخ ستيفن مولينكوبف و«كوالكوم».

إلنبي.. ترسيخ القيم الأخلاقية

يشغل توني إلنبي منصب رئيس إدارة المساواة والتنوع في شركة «سيلز فورس»، التي تعد واحدة من ألمع شركات خدمات الحوسبة السحابية والبرمجيات وخدمات الإنترنت، وأكثرها إبداعاً، طبقاً لتقديرات «فوربس» لعام 2015.

وتولى إلنبي هذا المنصب عام 2016، بعدما كان يعمل مديراً تنفيذياً للتسويق في «مايكروسوفت»، وهذه الإدارة مسؤولة عن ضمان تنفيذ مبدأ العدالة والتنوع في بيئة العمل، والعدالة في الأجور والاحتواء والضمان والنشاط الاجتماعي في الشركة، ثم نشر وترويج فكرة العدالة والتنوع عبر قطاع تقنية المعلومات على اتساعه. ودلالة شغل هذا المنصب أنه فريد من نوعه، وبداية نقلة وتغيير في مفاهيم ممارسة العمل داخل شركات التقنية، لتقوم على الإبداع واحترام التنوع، وتقدير ما يقدمه الأفراد داخل الكيان الواحد من جهد ويحققونه من قيمة مضافة، ومحاولة لتوسيع وترسيخ المزيد من القيم الأخلاقية في بيئات العمل، وفي عالم التقنية ككل.

ويعد تعيين إلنبي امتداداً لمبادئ وفلسفة يعتنقها مؤسس «سيلز فورس» ومديرها التنفيذي، مارك بينيوف، الذي يسعى جاهداً إلى تطبيق مثل هذه المبادئ في بيئات العمل، ويعد من النشطاء في المجال الاجتماعي، وقادته قناعاته للهجوم علناً وبقسوة على نائب الرئيس الأميركي الجديد، ميك بينس، المنتخب مع دونالد ترامب، وكذلك الدخول في مواجهات مع العديد من السياسيين، الذين يدعمون أو يتبنون قوانين فيها شبه الحض على التمييز وعدم المساواة، لذلك فإن دور إلنبي ربما يشجع المزيد من الشركات على المضي قدماً في هذا الاتجاه، الأمر الذي يجعل من الوارد تعاظم الجهود التي تمنح صناعة المعلومات وجهاً أكثر إنسانية.

الأكثر مشاركة