5 مسؤولين يعيدون تشكيل نظم تشغيل.. ويغيرون توجهات شركاتهم
تستكمل «الإمارات اليوم» في التقرير التالي، استعراض أهم الجوانب في قائمة موقع «بيزنس إنسايدر» لنجوم التقنية الكبار الأشد تأثيراً في عام 2016، والتي ارتكزت في الأساس على ما قدمه هؤلاء من جهد على صعيد إحداث تغيير نوعي وجوهري له تأثير طويل الأمد، في شركاتهم وصناعة التقنية ككل. وفي الجزء الثالث والأخير من هذا العرض، تبرز أسماء مديرين متميزين بدأت على أيديهم عملية إعادة تشكيل وجه نظم تشغيل «ويندوز»، والحوسبة السحابية، فضلاً عن تغييرات جوهرية في شركات مثل «فيس بوك»، وإبراز وجه «غوغل» الجديد، ليس كمحرك بحث، لكن كشركة قوية في نظم وتقنيات المؤسسات.
مايرسون.. استمرار «ويندوز»
في غمار خطتها للتحول إلى الحوسبة السحابية بدلاً من نظام التشغيل «ويندوز» والتطبيقات المكتبية التقليدية، تعمل شركة «مايكروسوفت» على التوازي لتعديل بيئة «ويندوز» والتطبيقات لتحقيق هدفين، الأول يتمثل في أن تظل نظم تشغيل «ويندوز» على فعالية ومستمرة وقابلة للتعايش مع الاستراتيجية الجديدة، فيما يركز الهدف الثاني على أن تحقق استراتيجية التحول إلى الحوسبة السحابية ميزة نسبية متفردة باعتمادها على «ويندوز» كنظام تشغيل. وفي كلتا الحالتين يضطلع نائب رئيس «مايكروسوفت» لـ«ويندوز» والأدوات، تيري مايرسون، بالدور الأكبر في إعادة تشكيل نظم «ويندوز»، لتتكامل جهوده مع جهود المسؤول عن استراتيجية الحوسبة السحابية في «مايكروسوفت»، سكوت جوثري، الذي سبقت الإشارة إليه في الجزء الأول من هذه السلسلة.
تحديات
- يعمل تيري مايرسون على إعادة تشكيل «ويندوز»، لتتكامل جهوده مع استراتيجية «مايكروسوفت» السحابية. - تتركز مهمة ديان جرين في نقل «غوغل» من «شركة بحث»، إلى شركة مالكة لبنية تحتية من الأجهزة والعتاد والبرمجيات. |
وتُعد مهمة مايرسون، مملوءة بالتحديات الصعبة، إذ إن «ويندوز» يواجه الكثير من التحديات الضخمة، الناجمة عن انتقال الحوسبة بصورة متزايدة إلى الهواتف الذكية، والحاسبات اللوحية، وحتى الحاسبات الخادمة، التي بدأت هي الأخرى تتجه نحو الاعتماد على الحوسبة السحابية بعيداً عن «ويندوز»، مثل خدمات «ويب أمازون» و«آزور» من «مايكروسوفت» وغيرهما.
وفي مواجهة ذلك كله، على مايرسون أن يجعل نظم «ويندوز» بكل نسخها وإصداراتها قائمة وفعالة بغض النظر عن أي شيء آخر يحدث، وليس أمامه هو وفريقه سوى التفكير لمواجهة هذه التحديات، وقيادة عملية تغيير «ويندوز» بنجاح.
جرين.. أعمال أكثر ذكاء
تشغل ديان جرين، منصب نائب رئيس «غوغل» للحوسبة السحابية، وهو ما يجعلها مسؤولة عن جزء مهم من عملية «تغيير الجلد» الجارية في شركة «غوغل» حالياً، إذ تتركز مهمتها في الإقلاع بـ«غوغل» من مرحلة «شركة البحث»، إلى الشركة المالكة لبنية تحتية من الأجهزة والعتاد والبرمجيات، تجعلها قادرة على منافسة شركتي «أمازون» و«مايكروسوفت» في مجال الحوسبة السحابية. وفي غضون ذلك تدفع بقوة لأن تصبح كل أعمال «غوغل» أكثر ذكاء، إذ استخدمت في ذلك أدوات عديدة، منها توظيف خبراء في الذكاء الاصطناعي من شركة «سناب شات»، والسعي لشراء شركة «أب إيجيي» مقابل 625 مليون دولار، فيما دخلت في مفاوضات جادة مع شركة «باي بال» لإقناعها بتحويل معظم أو كل بنيتها التحتية لتعمل من خلال سحابة «غوغل»، أو حلول «غوغل» للحوسبة السحابية. وعلى الرغم من أن خططها تحقق تقدماً بطيئاً، إلا أنها دفعت «غوغل» خطوات مهمة نحو التحول من شركة بحث على الإنترنت، إلى شركة لها قوة لا يستهان بها في مجال التقنيات الخاصة بتشغيل وإدارة المؤسسات العملاقة.
باريك.. إبداع داخلي
لم يعرف موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مطلقاً كلاعب بأي صورة من الصور في مجال بناء وتشغيل البنية التحتية المعلوماتية العملاقة، لكن الشركة المالكة للموقع نفذت على مدار العام الماضي، خطة طويلة المدى عميقة الأثر، للتحول من مستخدم للبنية التحتية، إلى مالك وموفر للبنية التحتية لها وللآخرين، بل وتسعى لأن تصبح طرفاً منافساً للأطراف المعروفة بقوتها ورسوخها في هذا المجال مثل شركتي «سيسكو» و«جونيبر». والعقل الذي يخطط وينفذ عملية التحول هو نائب الرئيس للبنية التحتية، جاي باريك، الذي يقود عملية تستند إلى توسيع نطاق الإبداع الداخلي الذي تنتجه شركة «فيس بوك» بنفسها في مجال البنية التحتية العملاقة التي تعمل عليها، خصوصاً على صعيد تصميم وبناء وتشغيل وصيانة مراكز البيانات الضخمة، ثم طرح هذا الأمر على الأسواق في أنحاء العالم
ووفقاً لخطة، باريك، فإن «فيس بوك» لن تستمر في فعل ما أقدمت عليه من قبل، حينما حصلت على معدات لمراكز بياناتها، تصل قيمتها لمليارات الدولارات خلال السنوات القليلة الماضية، بل ستستثمر في بناء بنيتها بنفسها. وفي هذا السياق كشف فريق باريك في 2016 عن شبكة محولات ضوئية تتفوق على معدات مماثلة من «سيسكو» و«جونيبر» في كل من السرعة والكفاءة.
جيسي.. ملك الحوسبة السحابية
يطلق على الرئيس التنفيذي لخدمات «ويب أمازون»، آندي جيسي، لقب «ملك الحوسبة السحابية»، حيث إنه يعد الشخص الأكثر اهمية على الإطلاق في شركة «أمازون» وليس رئيسها التنفيذي، جيف بيزوس. ولا يتركز دور جيسي، فقط في تغيير «أمازون» من شركة للبيع بالتجزئة، إلى أكبر شركة موفرة لخدمات الحوسبة السحابية عبر الإنترنت، بل يتجاوز ذلك إلى الضغط الكبير الذي وضعه فوق صدور وأنفاس الكثير من العمالقة الآخرين، وأجبرهم على «تغيير جلود» شركاتهم، ورؤاهم المستقبلية واللهاث خلفه، كشركات مثل «مايكروسوفت» و«أوراكل» و«غوغل» وغيرها، ما يجعله من اللاعبين المؤثرين في تغيير وجه الصناعة ككل، وليست شركته فقط.
بترفيلد.. آفاق جديدة للعمل التعاوني
منذ إنشائه لشركته «سلاك»، ظل الرئيس التنفيذي للشركة، ستيوارت بترفيلد، يقود حركة تغيير واسعة النطاق في عالم الأعمال عبر الإنترنت، ليس فقط في صناعة التقنية والبرمجيات، لكن في شتى الصناعات الأخرى، إذ إن شركته تقدم سلسلة من النظم والتقنيات المتخصصة في توفير عشرات الأدوات لتحقيق العمل التعاوني وإدارة فرق العمل عبر الإنترنت طوال الوقت من أي مكان. ومن أبرز تقنيات الشركة «آي آر سي» أو المحادثة المعتمدة على الإنترنت، التي تجمع جميع وسائل التواصل والاتصال في حزمة واحدة سهلة مبسطة. ولأن التقنيات المقدمة من «سلاك» لامست أوتاراً حساسة واحتياجات حقيقية، ارتفعت قيمة الشركة إلى 3.8 مليارات دولار خلال أقل من ثلاث سنوات على إنشائها، وهي شهادة على النمو الكبير للشركة، التي لديها أربعة ملايين مستخدم نشط يومياً. كما تخطت عائداتها 100 مليون دولار الصيف الماضي. وبهذه الطريقة يكون أداء بترفيلد مقارباً أو مشابهاً لأداء آندي جيسي في «أمازون»، في أن كليهما يقدم أفكاراً ويمارس نشاطاً، يتجاوز تأثيرهما شركتيهما ليصلا إلى الصناعة ككل.