«المقاومة للماء» الميزة الأكثر جذباً في هواتف 2018 الـذكية
يبدو أن خصائص السرعة وقوة الحوسبة وحجم الشاشة وسعة التخزين، وغيرها من مواصفات التشغيل والتصميم، لن تظل هي الأشياء الوحيدة التي تحدد «الموضة» الشائعة في الهواتف الذكية من عام إلى آخر، فقد دخل على الخط عامل جديد ظل يظهر على استحياء وليس له تأثير «الموضة الجاذبة»، طوال السنوات الماضية، وهو عامل «المقاومة للماء»، والذي بدأ يطرح نفسه ليكون الميزة الأكثر أهمية وجذباً في هواتف عام 2018 الذكية، بعدما ثبت أن الأضرار الناجمة عن الماء والسوائل تُعد ثاني سبب لعمليات إصلاح الهواتف، وثالث مطلب يتوقع أن يسعى إليه المستهلكون عند اختيار هواتفهم الذكية الجديدة العام المقبل.
حماية دائمة جاء في تحليل نشره موقع «تيك رادار» techradar.com المتخصص في التوقعات المستقبلية لتقنية المعلومات والاتصالات، أن شركة «أبل» تعمل حالياً على استخدام نوعية من اللدائن ذاتية الالتئام، أي التي لديها قابلية لإعادة التشكيل، لتغطية الجهة الداخلية لجميع منافذ الجهاز المراد جعله مقاوماً للماء بصفة دائمة، ما سيوفر حماية دائمة للمكونات الداخلية للهاتف. وعند الحاجة إلى استخدام منفذ الشحن الخاص بالهاتف، أو منفذ سماعات الرأس، يخترق طرف التوصيل هذه الطبقة العازلة بسهولة، وتعود المادة اللدنة إلى وضعها العازل السابق فور نزع طرف التوصيل. مقاومة الماء بـ«الحماية الميكانيكية» تحدّ من خيارات التصميم. تقنية «الطلاء النانو بالبلازما» توفر حماية عالية بلا تأثير في المرونة. 6 شركات تقرّر استخدام «الطلاء النانو» بهواتفها الذكية العام المقبل. |
وجاءت هذه التوقعات في سياق تحليل نشره موقع «تيك رادار» techradar.com المتخصص في التوقعات المستقبلية لتقنية المعلومات والاتصالات، حول الأشياء المتوقع أن تكون أكثر جذباً في الهواتف الذكية العام المقبل، حيث استند التحليل إلى أرقام وإحصاءات تضمّنها تقرير صادر عن مؤسسة «آي دي سي» العالمية البحثية، والذي جاء فيه أن الماء والسوائل مسؤولة عن المشكلات التي تحدث لـ35% من الأجهزة التي تخضع للإصلاح والصيانة، وهذه النسبة تجعلها ثاني أكثر الأسباب وراء الأضرار التي تتعرض لها الهواتف الذكية.
ومن ناحية أخرى، كشف التقرير أن خاصية المقاومة للماء باتت تتحول إلى خاصية محورية جاذبة للمبيعات، مؤكداً أن الإحصاءات المجمعة خلال العام الماضي تشير بوضوح إلى أن مقاومة الماء يتوقع أن تصبح ثالث سبب يسعى إليه المستهلكون والمشترون خلال عام 2018، بعد الشاشة المقاومة للكسر وطول فترة تشغيل البطارية.
تطورات متوقعة
وبيّن تحليل «تيك رادار» أن ذلك لا يقتصر على التغير في تفضيلات وسلوكيات المشترين والمستخدمين، بل يشمل أيضاً التطورات المتوقعة في تقنيات مقاومة الماء التي يقدمها المصنّعون والشركات المتخصصة أيضاً.
وأشار التحليل إلى أنه، في هذا السياق، يمضي المصنعون في تطوير خاصية مقاومة الماء بطريقتين، موضحاً أن الطريقة الأولى هي الحماية الميكانيكية، التي تستخدم فيها المواد الصلبة، والقطع ذات التصميم الخاص التي تجعل منافذ الجهاز مغلقة تماماً ومانعة كلياً لوصول الماء إليه، وهو أسلوب لجأت إليه شركة «أبل» في هواتف «آي فون 7»، كما فعلته شركة «سامسونغ» مع هاتفي «غلاكسي 7 إس»، و«7 إس إيدج». وذكر أن هذه الطريقة تجعل الهاتف يظل سليماً وصالحاً للعمل، حتى لو سقط في حوض من الماء أو بالحمام، لكنها تسبب صداعاً للمصنّعين، لكونها تحدّ من الخيارات التي يمكن استخدامها في تقديم تصميمات جديدة وجذابة.
«الطلاء النانو»
ووفقاً للتحليل، فإن الطريقة الثانية تتمثل في طلاء الهاتف ومكوناته وهيكله الخارجي بطلاء مانع لتسرّب الماء إلى داخله، وهي طريقة فعالة في حماية الهاتف أثناء المطر والندى والعرق والرطوبة وغيرها، لكنها ليست فعالة تماماً إذا ما تم غمر الهاتف كلياً بالماء.
ولفت التحليل إلى أن شركة «بي تو آي»، تُعد من الشركات الرائدة في طلاء هيكل ومكونات الهاتف، حيث طورت تقنية متخصصة في ذلك تعرف باسم «الطلاء النانو»، أو الذي يتم بطريقة دقيقة ومصغرة للغاية، وخلال الفترة الأخيرة أعلنت الشركة توصلها إلى تطوير جديد في هذه التقنية يتيح تنفيذها بالبلازما، وهو أسلوب يجعل الهاتف يتمتع بمستوى حماية ومقاومة للماء المعروف باسم «آي بي إس 7»، ليس فقط من الخارج، وإنما من الداخل أيضاً. وأفاد التحليل بأن هذه التقنية ستظهر في طرز هواتف 2018، وستجعلها مقاومة تماماً لقطرات الماء والبقع والبخاخات والرطوبة والعرق، والغمر بالماء، بحيث يمكنها العمل وهي موضوعة بالماء على عمق متر إلى متر ونصف المتر لمدة 30 دقيقة، من دون الحاجة إلى أيٍّ من إجراءات الحماية الميكانيكية. وقالت «بي تو آي» إن هذا المعيار من الحماية يعد تطويراً جوهرياً لتقنية طلاء الهواتف التي قدمتها منذ عام 2011 مع هاتف «موتورولا رازر».
المعيار الجديد
وأوضح تحليل «تيك رادار» أن التغيير الجديد الذي تم إدخاله على تقنية «الطلاء النانو» يعني أن مصنّعي الهواتف المحمولة الذكية لن يكونوا مضطرين لتصنيع أجهزة تامة الإغلاق ومحكمة تماماً لكي يكون الهاتف مقاوماً للماء، لأن الحماية بـ«الطلاء النانو» تشمل خارج الجهاز وداخله معاً بصورة كاملة، وهو أمر يتيح للمصنّعين مرونة كاملة في تقديم هواتف مقاومة للماء بتصميم أفضل.
وذكر أن ستاً من أكبر شركات تصنيع الهواتف المحمولة أعلنت أنها ستطبق معيار «بي تو آي» الجديد في الحماية و«الطلاء النانو بالبلازما» على العديد من هواتفها الذكية التي ستظهر في الأسواق العام المقبل، مبيناً أن هذه الشركات تضم كلاً من «موتورولا» و«لينوفو» و«نوكيا» و«بلاك بيري» و«سامسونغ» و«هواوي».
قرار «أبل»
وحسب التحليل، فإن أكبر دفعة تلقتها خاصية المقاومة للماء بالهواتف الذكية، جاءت بعد قرار شركة «أبل» اعتمادها كخاصية في هواتف «آي فون» بدءاً من «آي فون 7»، واعتمادها أسلوب الحماية الميكانيكية بالأساس في تقديم هذه الخاصية، حيث عملت على لصق الشاشة مع هيكل الجهاز باستخدام شريط لاصق قوي، وكثّفت من هذا الاستخدام بحيث تضمن وجود أكثر من طبقة للحماية تماماً، ومنع تسرّب الماء إلى المكونات الداخلية. كما وضعت الشركة عازلاً كثيفاً على هيئة شبكة لعزل مُكبّر الصوت ومنع دخول الماء إليه، مع استخدام حلقة من المطّاط حول القطعة التي توضع عليها الشريحة، وبالتالي عند إغلاق الجهاز ووضع القطعة بداخله تعزل هذه الحلقة الجهاز، وتمنع تسرّب الماء إليه. كما كررت «أبل» استخدام المطّاط في أكثر من مكان، خصوصاً حول الأزرار التي قد تسمح بمرور الماء عند الضغط عليها.
وكما هو معتاد فإن ما تفعله «أبل» عادة يجعل الكثير من المصنّعين الآخرين يجرون خلفها ويفعلون مثلها، وهذا ما حدث فعلياً، حتى أن رئيس قطاع التقنية في شركة «بي تو آي»، الدكتور ستيفين كولسون، قال إن شركته ظلت تعرض تقنيتها على مصنّعي الهواتف الذكية لفترة طويلة، غير أن الاستجابة كانت بطيئة، لكن بعد قرار «أبل» تغيرت الأمور، ولاحظت الشركة تنامياً ملحوظاً في الاهتمام بتقنيتها مذ سبتمبر 2016 مع إطلاق «آي فون 7» و«آي فون 7 بلس».