ارتفعت مبيعاتها خلال عام 2016 بنسبة 25 %
حاسبات «الوصل والفصل» اللوحية تسحب البساط من الأجهزة «المغلقة»
شهدت الفترة الماضية تزايد الإقبال على حاسبات «الوصل والفصل»، أو الحاسبات اللوحية التي يمكن فصلها ووصلها بمكونات أخرى، ونجحت هذه الحاسبات في سحب البساط من الحاسبات اللوحية «الاعتيادية المغلقة»، أو التي لا تقبل وصلها بمكونات أخرى.
إلى ذلك، أصدرت مؤسسة «آي دي سي» تقريراً شاملاً حول هذه الفئة من الحاسبات ومستقبلها، محذرة من صعوبة الموقف الذي تعانيه الحاسبات «الاعتيادية المغلقة»، لافتة إلى أن إجمالي عدد الوحدات التي تم بيعها خلال عام 2016 كاملاً وصل إلى 174.8 مليون وحدة من الحاسبات اللوحية ككل، متراجعاً بنسبة 15.6% عن عام 2015، ومعظم هذا التراجع حدث في فئة الحاسبات اللوحية المغلقة.
وذكر التقرير أن سوق حاسبات «الوصل والفصل» اللوحية، تنمو بصورة ملحوظة، وارتفعت مبيعاتها خلال عام 2016 بنسبة 25%.
بديل الحاسبات المحمولة اتفق تقرير «آي دي سي»، مع تقديرات مسؤولي «سامسونغ»، بأن معظم المستهلكين يشترون حاسبات «الوصل والفصل»، بديلاً يحلّ محل الحاسبات المحمولة وليس «اللوحية»، ويستخدمونها للتطبيقات المرتبطة بالإنتاجية وليس للاستخدام الشخصي. • «سامسونغ» تطرح «غالاكسي تاب إس 3» و«غالاكسي ويندوز» • حاسبات «الوصل والفصل» تلبي احتياجات المحترفين من الأفراد والشركات |
وتفصيلاً، برزت فئة جديدة من الحاسبات اللوحية يطلق عليها حاسبات «الوصل والفصل»، أو الحاسبات اللوحية التي يمكن وصلها وفصلها بمكونات أخرى، كلوحة المفاتيح والشاشة وغيرها.
وبدأت هذه الحاسبات تبرز كشريحة واعدة يتزايد الإقبال عليها، لكونها تلبي احتياجات لدى المشترين المحترفين من الأفراد، والموظفين وفرق العمل بالمؤسسات والشركات، الذين يستخدمون الهواتف الذكية والحاسبات المحمولة، كأداة إنتاجية. وتجلت قوة الإقبال على هذه الفئة في أرقام مبيعات الحاسبات اللوحية لعام 2016، خصوصاً في الربع الأخير من العام الماضي، حيث ارتفعت مبيعاتها بنحو 20%.
ويطلق على هذه النوعية من الحاسبات اللوحية أيضاً اسم «حاسبات الاثنين في واحد»، والبعض يفسر هذه التسمية بكونها تجمع بين خصائص الحاسبات المحمولة والهواتف المحمولة، فيما يفسرها البعض الآخر بكونها تجمع بين خصائص الحاسبات اللوحية والحاسبات المحمولة معاً.
وأثارت «سامسونغ» المزيد من الاهتمام بهذه الفئة من الحاسبات أخيراً، بعد أن اختارتها لتكون هي الحدث الرئيس الذي قدمته لجمهور المؤتمر والمعرض العالمي للاتصالات، الذي أنهى أعماله في برشلونة أمس.
وكشفت الشركة النقاب بجناحها خلال المعرض، عن طرازين جديدين من هذه الفئة، هما «غالاكسي تاب إس 3»، الذي يعمل بنظام التشغيل «أندرويد»، و«ويندوز غالاكسي»، الذي يعمل بنظام التشغيل «ويندوز».
وقدمت «سامسونغ» هذه الفئة من الحاسبات منتجاً منافساً لكل من «آي باد برو»، و«مايكروسوفت سيرفس برو».
ولم تكشف «سامسونغ» عن أسعار الطرازين أو وقت إتاحتهما في الأسواق، لكنه رهان من جانب الشركة على أنهما سيجدان مكانهما في المستوى الأعلى من سوق الحاسبات اللوحية، وهذا يمكن أن يكون صعباً بالنسبة لطراز «غالاكسي تاب إس 3»، لأن هناك عدداً ضخماً من الحاسبات اللوحية الأرخص العاملة بنظام التشغيل «أندرويد»، بينما سيكون الأمر أسهل نسبياً بالنسبة لطراز «غالاكسي ويندوز»، باعتبار أن المستهلك اعتاد بالفعل على الأسعار العالية لحاسبات «ويندوز» اللوحية.
من جانبه، قال مدير تسويق الحاسبات اللوحية في «سامسونغ»، حسان انجيوم، إن «(سامسونغ) من خلال هذين المنتجين، تحاول الاستجابة للباحثين عن بدائل لـ(آي باد برو) و(مايكروسوفت سيرفس برو)، وكذلك بدائل للحاسبات المحمولة والهواتف الذكية كبيرة الحجم معاً، ولذلك ستقوم بإرفاق قلم الكتابة ولوحة المفاتيح مجاناً معهما». وأضاف أن «الانتقال بهذين الطرازين إلى فئة (حاسبات الوصل والفصل)، أمر يقود إلى إبهار المشتري وجذبه بعيداً عن (آي باد) أو الحاسب المحمول الذي ارتبط به لسنوات عدة».
وبالتزامن مع خطوة «سامسونغ»، أصدرت مؤسسة «آي دي سي» www.idc.com المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات تقريراً شاملاً حول هذه الفئة من الحاسبات ومستقبلها. وحذر التقرير من صعوبة الموقف الذي تعانيه الحاسبات اللوحية الاعتيادية، المغلقة على نفسها، حيث يؤثر هذا الأمر في مستوى الإقبال العام للمستهلكين على الحاسبات اللوحية ككل.
وقام المنتجون ببيع 52.9 مليون حاسب لوحي خلال الربع الرابع من عام 2016، بانخفاض يصل إلى 20.1% عن الفترة نفسها من عام 2015.
ووصل إجمالي عدد الوحدات التي تم بيعها خلال عام 2016 كاملاً إلى 174.8 مليون وحدة، وهو رقم يقل بنسبة 15.6% عن كامل عدد الوحدات المبيعة خلال عام 2015، وهذا الانخفاض للعام الثاني على التوالي. ومعظم التراجع حدث في فئة الحاسبات اللوحية المنفردة المغلقة على نفسها.
وأصبحت الأمور أسوأ بالنسبة لشركة «أبل» على وجه الخصوص، التي تعاني انخفاضاً في مبيعات حاسباتها اللوحية للعام الثالث على التوالي، رغم كونها رائدة في هذه السوق. وهناك جهاز «آي باد» واحد بين كل أربعة حاسبات لوحية يتم طرحها بالأسواق.
تفضيلات المشترين
وعزا التقرير تراجع مبيعات الحاسبات اللوحية إلى أن المشترين لم يعودوا راغبين في الحاسبات اللوحية المعتادة، فهم يرونها أقرب إلى تحديثات الحاسبات الشخصية، منها إلى الهواتف المحمولة، فضلاً عن أن الهواتف ذات الشاشات الكبيرة جعلت الحاسبات اللوحية أقل جذباً، وأدى هذا الشعور إلى جعل المستهلكين، خصوصاً في الولايات المتحدة، يفضلون إنفاق أموالهم في ترقية وتحديث هواتفهم المحمولة، أكثر من الإنفاق على شراء الحاسبات اللوحية والأجهزة القابلة للارتداء.
مخاطرة «سامسونغ»
وأشار التقرير إلى أن «سامسونغ» تحتل المركز الثاني في سوق الحاسبات اللوحية، بعد «أبل»، بحصة سوقية بلغت 15.1% خلال الربع الأخير من عام 2016، بعد أن كانت 13.6% خلال العام الماضي.
وذكر التقرير أن سوق حاسبات «الوصل والفصل» اللوحية، تنمو بصورة ملحوظة، ففي عام 2016، ارتفعت مبيعاتها 25%، وأجهزة «أبل» و«مايكروسوفت» من هذه النوعية أصبحت شائعة لدى قطاع من المستهلكين، وتشكل الآن 12% من إجمالي عدد الحاسبات اللوحية المبيعة خلال عام 2016، فيما لا يبدو هناك أي مؤشرات إلى تعويض الانخفاض الذي حدث في الحاسبات اللوحية المفردة.
ويبحث العديد من منتجي الحاسبات الشخصية، الذين قادوا سوق الحاسبات الشخصية المحمولة طوال السنوات الماضية، توسيع محفظة منتجاتهم لتتضمن حاسبات «الوصل والفصل» اللوحية. وتوقعت «آي دي سي» أن يشهد النصف الثاني من عام 2017 وصول طيف واسع من حاسبات «الوصل والفصل» اللوحية، من قبل مصنعي الحاسبات المحمولة الشخصية الأصلية، إلى جانب هؤلاء الذين يعملون من البداية في مجال الهواتف الذكية.