الشركتان تستعدان لطرح منتجين يتحديان آثار الماضي ومنافسات الحاضر
«سامسونغ» و«إنفيديا» على «مفترق طرق» في مارس 2017
على الرغم من إبداعها وتربعها على القمة مع منتجات آخرين من عمالقة التقنية، حل مارس 2017 على كل من هواتف «سامسونغ» الذكية، وبطاقات رسوميات «إنفيديا»، باعتباره شهر مفترق الطرق الذي يتعين خلاله البحث عن «مصير» لها.
- «إنفيديا» أكدت أن هذا الجيل من بطاقات الرسوميات هو الأسرع والأقوى. - «غالاكسي إس 8» سيعمل مع «الواقع الافتراضي» ونظارة «سامسونغ». |
ففي اليوم الأول من مارس 2017، سارعت شركة «إنفيديا» الأميركية المتخصصة في معالجات الرسوميات وبطاقات العرض المرئي، بتقديم موعد الإعلان عن بطاقة رسومياتها الجديدة من طراز «جي فورس 1080»، بعدما وجدت نفسها في مفترق طرق بسبب المنافسة المحتملة من بطاقة مماثلة ومنافسة بشدة يتوقع أن تطلقها شركة «إيه إم دي» خلال الشهر الجاري أيضاً.
وفي 29 مارس، ستطلق شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية هاتفها الجديد «غالاكسي إس 8»، بعد مناورات وتأجيلات وعملية دعائية بعد فضيحة هاتفها «غالاكسي نوت 7» الذي انفجرت بطارياته العام الماضي، وجرى سحبه من الأسواق العالمية، وتأمل «سامسونغ» أن يكون 29 مارس يوماً لدفن فضيحة «نوت 7»، ومفترقاً لنسيانها، بحثاً عن مصير جديد لهواتفها الذكية.
«غالاكسي إس 8»
مجموعة موارد جديدة لجأت شركة «إنفيديا» إلى إضافة جانبية أخرى إلى جيل بطاقات الرسوميات الجديد المنتظر، معلنة عن مجموعة من الموارد لمطوري الألعاب الإلكترونية أطلقت عليها «جيم وركس دي إكس 12»، وقالت إنها ستزيد من الواقعية في الألعاب، وتُقصّر دورة حياة المنتج في الألعاب المصممة لواجهة تطوير البرمجيات «دايركت إكس 12» التابعة لشركة «مايكروسوفت» الأميركية. وما أن يتم إنتاج الألعاب بهذه المجموعة الجديدة من الموارد حتى تجد بطاقة «جي فورس» الجديدة في انتظارها لتشغيلها بمنتهى الكفاءة والسرعة. |
ومن مراجعة ما جرى تسريبه من معلومات عن «غالاكسي إس 8»، تبين أن تكثيف ما هو جديد يتجسد في كل شيء، بدءاً من التصميم الذي قالت بعض التقارير إنه تصميم جديد بدأ من الصفر، ومن ثم يختلف بوضوح عن «غالاكسي إس6»، و«غالاكسي إس7»، وعائلة «غالاكسي نوت»، فالصورة الحديثة المسربة له عبر موقع التدوين المصغر «تويتر» في الثاني من مارس الجاري، تشير إلى أنه يتضمن شاشة كاملة منحنية الحواف من اليمين واليسار، وبحواف قليلة للغاية من أعلى وأسفل.
ومن حيث مقاس الشاشة، فإنه ينتظر أن يأتي «غالاكسي إس 8» في مقاسين، الأول مقاس يراوح بين 5.1 و5.5 بوصات، والثاني يراوح بين 5.7 و6.2 بوصات، والمرجح أن تكون الشاشات المنحنية في المقاسات الأكبر.
مواصفات فنية
وتشمل المواصفات الفنية أيضاً القدرة على العمل مع تقنيات «الواقع الافتراضي»، ومع نظارة «سامسونغ» الافتراضية «جير في آر»، فضلاً عن تزويده بكاميرا جديدة كلياً، إذ تتحدث بعض المصادر عن كاميرتين خلفيتين بدقة 16 ميغابيكسل و13 ميغابيكسل، وكاميرا أمامية بدقة 8 ميغابيكسل.
ومن حيث المعالج، ستستخدم «سامسونغ» معالجها الجديد «إكسيونس 8895» بسرعة 3 غيغاهيرتز، الذي يوصف بأنه الأسرع من الأجيال السابقة، مع ذاكرة عشوائية سعتها 6 غيغابايت، ونظام تشغيل «أندرويد 7»، الذي يوفر واجهة برمجية متقدمة. أما البطارية فتراوح سعتها بين 4000 و4200 ميلي أمبير، وستدعم الشحن اللاسلكي والسريع، والتقنيات التي تبقي درجة حرارتها طبيعية.
إضافات جانبية
لا يتوقف الاستعداد لـ«مفترق الطرق» عند الخصائص التقنية للهاتف، بل امتد إلى إضافات جانبية، مثل طريقة الدعاية، وتنظيم حفل الإطلاق، إذ عمدت «سامسونغ» إلى استخدام مشاركتها في «المؤتمر العالمي للمحمول»، الذي كان المنصة المعتادة لإطلاق المنتجات الجديدة المهمة، كمجرد أداة للتشويق والغموض وإثارة المزيد من الأخبار حول «غالاكسي إس 8».
وفي اليوم الأخير للمعرض، أعلنت انها ستطلق «غالاكسي إس 8» في 29 مارس 2017، في حدث يتم بالتزامن بين كل من لندن ونيويورك، باعتبار كل منهما عملية إطلاق كاملة قائمة بذاتها، وليست مكملة أو تالية لأخرى، كما كان يتم في المنتجات السابقة.
مفترق طرق «إنفيديا»
ويختلف «مفترق الطرق» الذي واجهته «إنفيديا»، في كونه يتعلق بإدارة العلاقة مع المنافس الأكبر لها وهو شركة «إيه إم دي»، في وقت كانت تستعد فيه «إنفيديا» لإطلاق الجيل الجديد من بطاقة الرسوميات الخاصة بها، خرجت شركة «إيه إم دي» لتعلن أنها على وشك إطلاق وحدة معالجة الرسوميات الخاصة بها، التي تعمل بتقنية ثورية تنافس إن لم تتفوق على سلسلة بطاقات رسوميات «جي فورس» التي تنتجها «إنفيديا».
وواقعياً، فإن مفترق الطرق الذي تواجهه «إنفيديا» لا يتضمن «إيه إم دي» فقط، إذ إن هناك شركة «إنتل» الأميركية التي أعلنت هي الأخرى أنها بدأت تدمج بطاقات رسوميات عالية الأداء «جي بي يو» مع معالجاتها، لكن المنافسة مع «إيه إم دي» أكثر حدة بسبب تقنيتها الجديدة التي أطلقت عليها «فيغا»، وهي عبارة عن وحدة متكاملة لإدارة وتشغيل الرسوميات والفيديو العالي الأداء، بالتكامل التام مع اللوحة الرئيسة والمعالج الأساسي للكمبيوتر، ويتوقع طرحها قبل أن ينتهى النصف الأول من عام 2017.
لم يكن أمام «إنفيديا» سوى المسارعة والوصول إلى «مفترق الطرق» قبل «إيه إم دي»، فأعلنت عن المنتج الجديد في الأول من مارس، مؤكدة أن هذا الجيل من بطاقات الرسوميات هو «الأسرع والأقوى» على الإطلاق.
بطاقة رسوميات
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جن-هسون هوانغ، إن المنتج يحمل اسم «جي فورس جي تي إكس 1080 تي آي».
وأضاف في بث بالفيديو عبر الإنترنت: «اليوم نعلن عن شيء مهم جداً جداً»، فالبطاقة الجديدة تقدم أداء أسرع بنسبة 35% مقارنة ببطاقة «جي فورس جي تي إكس 1080» التي أُطلقت العام الماضي.
وفي ما يتعلق بمواصفات بطاقة الرسوميات الجديدة، فهي مزودة بذاكرة محلية قدرها 11 غيغابايت من نوع «جي دي دي آر5 إكس»، وبسبب هذه السعة الكبيرة في ذاكرة البطاقة الجديدة، فإنها تستطيع التعامل مع حزمة بيانات تبلغ 11 غيغابايت في الثانية.
وتحسباً لارتفاع درجة حرارتها، فقد صممت بنظام حراري جديد يحافظ على برودتها، ما يجعلها جاهزة للتصدي لأي لعبة واقع افتراضي، أو لعبة بدقة 4K أو 5K بتقنية المدى الديناميكي العالي. ولتحقيق مرونة أكبر في التعامل مع «مفترق الطرق»، خفضت «إنفيديا» سعر البطاقة الجديدة ليصبح 700 دولار، وهو سعر يقل عن الأسعار التي كانت تباع بها البطاقات الأقدم الأقل سرعة وكفاءة.