محللون يتوقعون استبدال «الجوال» بـ «الأجهزة القابلة للارتداء»
توقع محللون في مؤسسة «آي دي سي»، المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، أن تحل «الأجهزة القابلة للارتداء» كالساعات الذكية، و«سوار المعصم»، وسماعات الأذن غير المرئية، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، والنظارات الذكية، محل الهاتف الجوال خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن هذه الأجهزة تتوافق مع تقنيات «الواقع الافتراضي» و«الواقع المعزز»، وأدوات «إنترنت الأشياء»، كما تتوافق مع الشبكات المحمولة، سواء من الجيل الرابع الحالي، أو الجيل الخامس، المنتظر إطلاقه تجارياً بدءاً من 2019.
• «الأجهزة القابلة للارتداء» تتوافق مع تقنيات «الواقع الافتراضي». • «فيت بيت» حافظت على ريادتها للسوق خلال عام 2016. |
إلى ذلك، أفاد تقرير لمؤسسة «آي دي سي»، أخيراً، بأن مبيعات «الأجهزة القابلة للارتداء»، سجلت نمواً 16.9%، خلال الربع الأخير من العام الماضي، فيما بلغ إجمالي مبيعاتها خلال عام 2016، نحو 102.4 مليون جهاز. وأكد التقرير أن سوق «الأجهزة القابلة للارتداء» تضم خمسة منتجين كباراً، تتصدرهم شركة «فيت بيت»، تليها «تشاومي» و«أبل» و«جارمين» و«سامسونغ».
مبيعات الأجهزة
وتفصيلاً، أفاد تقرير صادر عن مؤسسة «آي دي سي»، أخيراً، حول مبيعات «الأجهزة القابلة للارتداء»، بأن مبيعات هذه الأجهزة سجلت نمواً قدره 16.9%، خلال الربع الأخير من العام الماضي، فيما بلغ إجمالي مبيعاتها خلال عام 2016، نحو 102.4 مليون جهاز.
وأكد محللو «آي دي سي» أن هذه النتائج تحققت، بعدما أعادت «الأجهزة القابلة للارتداء» تركيزها، وبدأت تنتقل إلى مستوى أكثر ذكاء وتعقيداً، وتتخذ من التواصل مع شبكات المحمول هدفاً رئيساً لها، ما يؤشر إلى أنها بدأت تمضي في طريق تحقيق هدفها النهائي بتفتيت الهاتف المحمول إلى مكونات متناثرة، يتم ارتداؤها بمناطق مختلفة بالجسد، بدلاً من كونه كياناً واحداً يمسك باليد.
وقدم محللو «آي دي سي»، وغيرهم من المحللين بشركات أخرى، توصيفاً لهذا التغير المتوقع، موضحين أن الهاتف المحمول سيتفتت لتحل محله «الأجهزة القابلة للارتداء»، كالساعات الذكية، و«سوار المعصم»، وسماعات الأذن الفائقة الخفة غير المرئية، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية والحالة الصحية، والنظارات الذكية، التي تتوافق كلية مع تقنيات «الواقع الافتراضي» و«الواقع المعزز»، وأدوات «إنترنت الأشياء»، وتتوافق تماماً مع الشبكات المحمولة، سواء من الجيل الرابع الحالي، أو الجيل الخامس المنتظر إطلاقه تجارياً، بدءاً من 2019.
الهاتف المحمول
وأكدوا أن الهاتف المحمول سيتم تفكيكه إلى أجزاء، وسيسكن كل منها في واحدة أو أكثر من هذه الأدوات «القابلة للارتداء»، فالمعالج ووحدة التخزين والتطبيقات وبعض وظائف الشاشة، ستذهب إلى «الساعة الذكية»، والكاميرا والجزء الأكبر من وظائف الشاشة سيذهب إلى «النظارات الذكية»، والميكروفون وسماعات الرأس وكل ما يتصل بالصوت وتشغيله سيذهب إلى «سماعات الأذن الذكية».
ويستند الأساس النظري لآراء المحللين إلى أن الهاتف المحمول، أداة تجمع العديد من الوظائف، دون أن تكون لديه القدرة على التعمق فيها جميعاً، في حين أن «الأجهزة القابلة للارتداء» تعمل جميعها بصورة تخصصية على وظيفة أو مجموعة وظائف متشابهة، بصورة أعمق وأكثر تفصيلاً، مما يقوم به الهاتف المحمول، ما يجعلها بديلاً محتملاً بل وحتمياً له على المدى الطويل.
وفي ما يتعلق بالمبيعات، أكد التقرير أن سوق «الأجهزة القابلة للارتداء» وصلت إلى ارتفاع جديد غير مسبوق، حيث بلغ عدد الوحدات المبيعة منها إلى 33.9 مليون وحدة، خلال الربع الرابع من عام 2016، بنسبة نمو 16.9%، وزاد عدد المبيعات الإجمالي خلال العام بأكمله، بنسبة 25% مع دخول منتجين وبائعين جدد، حيث وصل إجمالي عدد الوحدات المبيعة طوال العام إلى 102.4 مليون وحدة.
المنتجات القياسية
وقال مدير فريق بحوث «الأجهزة القابلة للارتداء» في «آي دي سي»، راموس لاماس، إن «هذه الأجهزة بدأت تتغير مثل أي أجهزة أخرى بالأسواق، فالأدوات والمنتجات القياسية منها ظهرت في البداية كأدوات ذات غرض واحد، تتعقب خطى المستخدم، ثم تحولت إلى الأغراض الصحية المتعددة، واللياقة والتنبيهات الخاصة بالهواتف المحمولة، ثم تطور الأمر إلى (الأجهزة الذكية القابلة للارتداء)، التي راحت تتطور هي الأخرى، لتصبح موصولة بشبكات المحمول». وأضاف: «أصبح من المتوقع إتاحة تطبيقات فريدة إلى (الأجهزة الذكية القابلة للارتداء)، وهذا سيحل قضية جوهرية أخرى، هي تحرير الأدوات من الهواتف الذكية وبناء تجربتها وإمكاناتها المستقلة، التي قد ينتهي بها المطاف إلى تغيير طبيعة المحمول نفسه وتجزئته إلى عدة (أجهزة قابلة للارتداء)». وأكد التقرير أن سوق «الأجهزة القابلة للارتداء» تضم خمسة منتجين كباراً، يضاف إليهم دوماً قادمون جدد، من بينهم أسماء كبرى في عالم الأزياء والموضة، لافتاً إلى أنه مع دخول البائعين الجدد المتعددين، ومعهم نقاط القوة في صناعات مختلفة، من المتوقع أن تحافظ «سوق الأجهزة القابلة للارتداء» على النمو والتوسع.
وعلى مستوى المنتجين، حافظت شركة «فيت بيت» على ريادتها للسوق، وبقيت في المركز الأول لكل من الربع الرابع وعام 2016 ككل، على الرغم من أنها واجهت أكبر تراجع على الإطلاق في المبيعات، وظلت تركز بشدة على السوق الأميركية، التي تتجه للوصول إلى حالة التشبع السريع من أدوات تتبع اللياقة البدنية.
وأوضح التقرير أن «تشاومي» الصينية استفادت من النمو القوي بمبيعاتها في تضييق الفجوة بينها وبين أكبر المنتجين الآخرين، مبيناً أنها لاتزال ملتزمة باستراتيجية الكلفة المنخفضة التي تتبعها، ولديها محاولات بطيئة للتغير نحو المستويات المرتفعة للتسعير، من خلال تقديم أدوات جديدة لملاحظة نبضات القلب، بأسعار مرتفعة. وأكد أن «تشاومي» لاتزال تفتقد الخبرة والعلامة التجارية واسعة الانتشار للتوسع في ما وراء حدودها المحلية في الصين. ولفت إلى أن سلسلة ساعات «أبل 1» و«أبل 2» حققت نجاحاً ملموساً، وكانت أفضل منتجات الشركة مبيعاً خلال الربع الأخير في سوق «الأدوات القابلة للارتداء»، ويعود ذلك إلى السعر المنخفض الذي طرحت به سلسلة ساعات «أبل 2» في السوق، وكذلك احتوائها على نظام تحديد المواقع، مع التغيير الشامل في واجهات التفاعل مع المستخدم.
وواجهت شركة «جارمين» تراجعاً طفيفاً قدره 4% في مبيعاتها خلال الربع الأخير من 2016، ومع ذلك تمكنت من رفع متوسط سعر البيع ليصل إلى 258 دولاراً خلال الفترة نفسها، بدلاً من 200 دولار. وحاولت الشركة تلبية المزيد من طلبات مستخدمي «أجهزة تتبع اللياقة» الأكثر تعقيداً، الذين انتقلوا من أجهزة التتبع البسيطة إلى استخدام أجهزة التتبع المعقدة، والساعات الرياضية المرتفعة الثمن، مثل التي يتم تقديمها بخط إنتاج «فينكس»، والذي أعلن عن أول منتجاته في معرض «سي إي إس 2017»، خلال يناير الماضي. ودخلت «سامسونغ» ضمن المنتجين الخمسة الكبار، مع إطلاق طرازين جديدين من أجهزتها «القابلة للارتداء»، هما «جي إس 3 كلاسيك»، و«فرونتير»، وظلت هي الشركة الوحيدة التي تقدم «أجهزة قابلة للارتداء»، مزودة بخاصية «الاتصال بشبكات إل تي إي للمحمول»، وفتحت نافذة جديدة أمام شركات الاتصالات، للمساعدة في ترويج «الأدوات القابلة للارتداء».