تقرير: خرائط HD أساسية لنجاح تجارب «السيارات ذاتية القيادة»
أكد تقرير لشبكة «سي إن إن» الأميركية أن توافر خرائط HD أمر أساسي لإنجاح تجارب «السيارات ذاتية القيادة». وذكر التقرير أنه خلال قيادة تجريبية بالقرب من مقر شركة «فورد» بولاية ميشيغان الأميركية، لاحظ الفريق أمراً غريباً بسياراتها ذاتية القيادة، حيث حادت كل سيارة تحت التجربة قليلاً في النقطة ذاتها، وكأنها كانت تتفادى حفرة في الأرض، لكن المشكلة لم تكن في السيارات، بل كانت في الخرائط.
وأتى الخلل بعد إجراء الفريق تحديثاً للخرائط، لكن خللاً بسيطاً أدى إلى وجود «بكسيل» ناقص في الخرائط، ما أدى إلى إدخال معلومة خاطئة، إذ أخبرت الخرائط السيارة بأن تلك النقطة ترتفع بحدة عن مستوى الأرض الاعتيادي، لكن ذلك لم يكن صحيحاً.
وأشار التقرير إلى أن هذا الخلل زاد من ضرورة التأكد من سلامة الخرائط، ومدى اعتماد «السيارات ذاتية القيادة» عليها، لافتاً إلى أن شركات التكنولوجية وشركات تصنيع السيارات تستثمر اليوم بجيل جديد من الخرائط لفئة محددة، تتركز على «السيارات ذاتية القيادة».
وهذه الخرائط المعروفة باسم «خرائط HD»، لا توفر الاتجاهات فحسب، بل تقوم بعض الشركات أيضاً بتحديث المعلومات، مثل خطوط المسارب، وإشارات الطرق، والإشارات الضوئية، والحفر، وحتى درجة انحدار المرتفعات، لتمنح المستخدم هذه المعلومات بالسنتمترات. وتعطي هذه الخرائط وصفاً دقيقاً للغاية لموقع المركبات في العالم، ما يرفع من درجة كفاءة أجهزة استشعارها
وهنا يأتي دور تطوير هذا القطاع، الذي يحتمل أن يبلغ رأسماله مليار دولار.
من جانبه، قال نائب رئيس شركة «هير» Here، جون ريستيفزكي، إن «امتلكتم سيارة ذاتية القيادة، فإن الخريطة لن تكون خاصية اختيارية، بل ستكون محتوى أساسياً للمركبة».
وتابع: «بدأنا نشهد تنافساً عالياً في مجال تصنيع الجيل المقبل من الخرائط، بين (غوغل) و(أوبر) و(فورد) وغيرها ممن يعملون على جمع البيانات لصنع (خرائط HD) المتصلة بأجهزة الاستشعار في سياراتهم».
إلى ذلك، أشار التقرير إلى أنه في قسم تصنيع السيارات الذكية التابع لـ«غوغل»، «وايمو»، يضم أعضاء الفريق البيانات المجمّعة للتعرّف إلى الأجسام المحيطة التي قد تعيق حركة السيارة، مثل الحجارة أو المرآب، حيث ترسل السيارات التقارير إلى فريق إعداد الخرائط، لتعدّل آلياً أي تغييرات في مسارها.
واعتمدت عدد من شركات تصنيع السيارات، من بينها «جنرال موتورز» و«فولكس فاجن» على أطراف ثالثة للحصول على خرائط لسياراتها الذكية، إذ وقّعت Mobileye، التي حازتها «إنتل» بـ15 مليار دولار، اتفاقيات مع «فولكس فاغن»، و«نيسان» وBMW.