«جمعية الإنترنت الدولية» أكدت أنه يسهم في انخفاض أداء الشبكات وارتفاع كلفة صيانتها وتشغيلها
تحذير دولي من مخاطر بطء التحول إلى «البروتوكول السادس للإنترنت»
حذرت جمعية الإنترنت الدولية، أخيراً، من تباطؤ الشركات والمؤسسات حول العالم في الانتقال من البروتوكول الرابع للإنترنت إلى البروتوكول السادس للإنترنت، وذلك داخل شبكاتها الداخلية ومواقعها ونوافذها على الإنترنت، مؤكدة أن هذا البطء ستنجم عنه مخاطر محتملة على المديين المتوسط وطويل الأجل.
وحددت هذه المخاطر بإمكانية التعرض للمخاطر والتهديدات الأمنية التي تكتنف البروتوكول الرابع، والانخفاض المتوالي في أداء الشبكات العاملة به، مع ارتفاع تكلفة تشغيلها وصيانتها بمرور الوقت، حتى تصبح بحلول 2024 غير مجدية، ويتعين تغييرها على الفور، بجانب إمكانية تعطيل حركة تحول هذه المؤسسات والشركات إلى مرحلة «إنترنت الأشياء» التي تعد المستقبل للإنترنت ككل.
وجاء هذا التحذير في تقرير بعنوان «حالة انتشار البروتوكول السادس للإنترنت في 2017»، وظهر على موقع الجمعية internetsociety.org أخيراً. وتعد «جمعية الإنترنت الدولية» منظمة دولية غير ربحية، تأسست عام 1992، وتقوم بتوجيه ما يتعلق بوضع معايير وسياسات الإنترنت، وتضم في عضويتها نحو 80 منظمة، وأكثر من 50 ألف عضو، ولها أكثر من 90 فرعاً في العالم.
بروتوكولات الإنترنت
- البروتوكول السادس يستخدم في 37 دولة بمعدل يزيد على 5% في المتوسط. |
وأشار التقرير إلى أن «بروتوكولات الإنترنت»، المستخدمة في إدارة العناوين الرقمية، تعد سلسلة من المعايير الفنية التي ظهرت منها إصدارات أو نسخ متعددة عبر المراحل المختلفة لنشأة الإنترنت، والأكثر شيوعاً منها منذ سنوات هو البروتوكول الرابع. ويستخدم هذا البروتوكول عناوين رقمية، عبارة عن تركيبات رقمية، مكونة من 32 رقماً أو «بت»، توضع في أربع خانات، ما بين الأرقام من 1 إلى 255، وحصيلة التراكيب والتوافيق الناجمة عنها تبلغ أربعة مليارات عنوان. وخلال الفترة منذ عام 1982 وحتى الآن، استهلك العالم الغالبية العظمى من هذا الرقم، حتى قاربت على النفاد، وهو وضع يهدد بعدم القدرة على إضافة أية مواقع أو أجهزة أو معدات إلى الإنترنت.
ولذلك تم التفكير في البروتوكول السادس للإنترنت منذ عام 1994، وهو بروتوكول يعمل على تراكيب وتوافيق مكونة من 128 بت، توضع في ثماني خانات، ويحقق حصيلة من العناوين الرقمية تزيد على ستة تريليونات عنوان، تكفي لتزويد كل الأجهزة الموجودة على سطح الأرض، حتى إذا وصلت كثافتها إلى 100 جهاز داخل المتر المربع الواحد، على كوكب الأرض.
وبدأ العمل على البروتوكول السادس في تسعينات القرن الماضي، وبدأت الدعوة لتشغيله عملياً على نطاق واسع منذ ست سنوات من خلال «الجمعية الدولية للإنترنت»، و«الاتحاد الدولي للاتصالات» وغيرهما من الجهات المعنية دولياً.
مزايا البروتوكول
يحقق البروتوكول السادس للإنترنت العديد من المزايا، منها التعامل مع مليارات من النهايات الطرفية، واختصار حجم جداول التسيير وتوجيه البيانات، ما يرفع من مستوى أداء الشبكات، ويسهل تعاملها مع الإنترنت، وتقديم حماية أفضل للمعلومات، من حيث الصدقية والخصوصية، وتفادي نقاط الضعف الأمنية في البروتوكول الرابع، وقدرة أكبر على توفير وتشغيل خدمات تتم لحظياً، والسماح للنهايات الطرفية كالهواتف المتنقلة والحاسبات اللوحية بالتنقل عبر الإنترنت، دون تغيير عنوانها الرقمي.
معدات الانتشار
ولفت التقرير إلى أن نحو 13% من بين أكبر مليون موقع على الإنترنت، تعمل بالبروتوكول السادس للإنترنت حالياً، وتصل إليها حركة مرور من خلاله، بينما ترتفع النسبة إلى 22% بين أكبر 1000 موقع حول العالم.
وطبقاً لما قاله الاستشاري بالجمعية ومعد التقرير، فريد بيكر، فإن البروتوكول السادس للإنترنت، يستخدم في 37 دولة، بمعدل يزيد على 5% في المتوسط من حركة المرور عبر الإنترنت بداخلها، وذلك طبقاً لبيانات «غوغل»، المبنية على تقديراتها لحركة المرور التي تصل إلى موزعات الأحمال العاملة لديها. لكن الأمر يختلف من دولة إلى أخرى، ففي الهند تصل النسبة إلى 20%، والفضل الأكبر في ذلك يعود إلى مشغل شبكة المحمول «جيو»، التي تستخدم البروتوكول السادس للإنترنت.
وأشار التقرير إلى أن «إنترنت الأشياء» تعد واحدة من أضخم المجالات استخداماً للبروتوكول السادس للإنترنت، لكن الشيء الخطر الذي رأي التقرير ضرورة التنبيه إليه هو التباطؤ الواضح في إقبال الشركات والمؤسسات على التحول إلى البروتوكول السادس للإنترنت. وبينما تتحول الشبكات المنزلية والسكنية خارج نطاق الأعمال إلى هذا البروتوكول بصورة سريعة جداً، إلا أنه يوجد ما يشبه «الفرملة الكبرى» داخل المؤسسات والشركات ومجال الأعمال عموماً في التحول تجاهه. وتعتمد هذه المؤسسات والشركات على بروتوكول الإنترنت الرابع منذ أكثر من 20 عاماً، ولديها قناعة بأنه إذا كانت الشبكة لم تقع وتنهار، لماذا إذاً الإنفاق وبذل الجهد؟
وفي هذا الصدد، أكد فريد بيكر أن هذه نظرة خاطئة، فهناك مشكلات يمكن أن يتم حلها بالتحول إلى البروتوكول السادس للإنترنت في المؤسسات، سواء كانوا يدركون أنهم يواجهونها أم لا، وواحدة من هذه المشكلات هي أداء الشبكة، فقد اكتشف موقع «فيس بوك» أن البروتوكول السادس للإنترنت أسرع 15% في المتوسط من البروتوكول الرابع في شبكات المحمول داخل الولايات المتحدة.
مخاطر متوقعة
وحدد التقرير المخاطر المتوقع أن تواجهها المؤسسات المتأخرة في التحول إلى البروتوكول السادس للإنترنت في أربع نقاط:
• أن هذا التباطؤ يعرضها للمخاطر والتهديدات الأمنية الأعلى في البروتوكول الرابع للإنترنت.
• الارتفاع المتواصل في تكلفة التشغيل، والانخفاض المتواصل في مستوى أداء الشبكات، بسبب تزايد الأعباء الناجمة عن التسارع في تشغيل البروتوكول السادس في البيئة المحيطة، وبسبب التقادم في معدات البروتوكول الرابع.
• يجعلها عرضة للمخاطر المترتبة على محدودية ونفاد عناوين البروتوكول الرابع بمرور الوقت، ومن ثم صعوبة الحصول على عناوين للأجهزة والبرمجيات والمواقع والخدمات التي تحتاج لإضافتها إلى شبكاتها، خصوصاً مع الارتفاع المتوالي والسريع في أدوات وتقنيات «إنترنت الأشياء».
هذه الصعوبات تجعل الخيارات تقل وتنفد مع الوقت أمام المؤسسات والشركات المتقاعسة عن التحول إلى البروتوكول السادس، وستجد نفسها مضطرة للانتقال السريع للبروتوكول السادس.