تقارير لـ 3 مؤسسات بحثية أكّدت أن «أبل» تستعد لمرحلة «ما بعد آي فون»
«نظارات الواقع المعزّز» ستسحب البساط من «آي فون» خلال السنوات المقبلة
أفادت تحليلات وتوقعات ظهرت، أخيراً، بأن شركة «أبل» تقوم حالياً بالتحضير لعملية «زراعة قلب جديد»، يتم تنفيذها ببطء خلال السنوات المقبلة، وستكون نتيجتها النهائية اختفاء واستبدال هواتف «آي فون»، بمنتج آخر هو «نظارات الواقع المعزز الذكية»، التي ستقوم بأشياء عدة مذهلة، تمثل وظائف «آي فون» الحالية جزءاً منها.
• «أبل» و«غوغل» و«فيس بوك» تستثمر بكثافة في تقنية «الواقع المعزز». سماعات «الواقع الافتراضي» و«المعزز» أكدت مؤسسة «آي دي سي» في تقريرها عن سوق الهواتف الذكية وسماعات «الواقع الافتراضي» و«المعزز»، أن سوق الهواتف الذكية من المتوقع ان تنمو بمعدل 3% فقط سنوياً حتى عام 2021، وأكبر تغيير في هذه السوق أن «ركب (أبل) كان متوجاً على القمة خلال العقد الماضي، لكنه الآن يترجل ويستعد للخروج»، بحسب ما جاء في التقرير، الذي أشار إلى أن فئة جديدة بازغة تقدم مجالاً ضخماً للنمو وهي سماعات رأس «الواقع الافتراضي» و«الواقع المعزز»، التي ستنمو لتحقق معدل نمو سنوي مركباً يصل الى 198% حتى عام 2020. |
وهذه التوقعات، وردت ضمن ثلاثة تحليلات وتقارير صدرت أخيراً، الأول، صدر عن مؤسسة «لوب فينشر» البحثية وكتبه جين ميونستر، والثاني، تحليل لمؤسسة «بيزنس انسايدر» ونشر على القسم التقني بموقعها businessinsider.com، والثالث جزء من تقرير لمؤسسة «آي دي سي»، وتناول سوق الهواتف الذكية مقارنة بسماعات الرأس الخاصة بـ«الواقع الافتراضي» و«المعزز».
واطلعت «الإمارات اليوم» على هذه التقارير للتعرف الى القاسم المشترك بينها، في ما يتعلق بالمصير المتوقع لهواتف «آي فون» على الأجل الطويل، وفى ضوء هذه المراجعة يمكن القول إنه ثمة دلائل ومؤشرات لا يمكن تجاهلها بأن «أبل» تستعد بصورة أو بأخرى لمرحلة «ما بعد آي فون»، على الرغم من أنه كان اكثر منتجاتها نجاحاً على الاطلاق، وبيعت منه اكثر من مليار وحدة، وجعل منها واحدة من اكبر الشركات المتداولة قيمة في العالم.
وتتوزع هذه الدلائل على أكثر من مسار، أولها وأهمها ما تفعله «أبل» نفسها من سلوكيات فعلية على أرض الواقع، وتصريحات قادتها حول رؤيتها للمستقبل. فعلى صعيد الرؤية للمستقبل، دأب الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، على التعبير عن حبه للحديث عن تقنية «الواقع المعزز». وقال كوك أخيراً، في تصريح لوكالة «بلومبيرغ» إنه «متحمس لها جداً، واريد فقط أن أصرح وأصرخ بذلك».
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يسوق فيها كوك، حديثاً به شيء من التشويق حول منتج كبير له علاقة بتقنية «الواقع المعزز»، ففي كلمته أمام المؤتمر السنوي الأخير للشركة، قال كوك إن «تقنية (الواقع المعزز) ستستغرق بعض الوقت، لأن هناك بعض التحديات التقنية الصعبة المتعلقة بها، ولكن هذا سيحدث، وسيحدث بطريقة كبيرة».
وعلى صعيد التنفيذ الفعلي، فقد تم رصد أمرين، الأول، يتعلق بعمليات الاستحواذ والشراء التي تقوم بها «أبل» على شركات أخرى، والثاني، يتعلق بحزم البرمجيات التي تطرحها الشركة من وقت لآخر.
وفي ما يتعلق بعمليات الاستحواذ، قامت «أبل» بالاستحواذ على شركة «ميتايو»، وهي شركة ألمانية متخصصة في تقنية «الواقع المعزز»، وذلك في عام 2015. وأخيراً، تم كشف النقاب عن ان «أبل» اشترت شركة «أدوات سينسو موتوريك»، وهي شركة المانية ايضاً، قامت ببناء نظارات ذكية، متخصصة في تعقب حركة العين، وهي التقنية التي ينظر إليها بشكل ايجابي من قبل الشركات الناشئة في تقنية «الواقع المعزز».
وأثارت عملية الشراء الأخيرة، دهشة مراقبي صناعة تقنية المعلومات، فالشركة الالمانية من الشركات منخفضة المستوى، وكانت العديد من المسوح والدراسات السوقية في مجال تقنية «الواقع المعزز» تستبعدها كهدف محتمل للشراء من قبل الشركات الكبرى.
وقامت الشركة، مطلع الشهر الماضي، بطرح حزمة برمجيات في مجال تقنية «الواقع المعزز»، أطلقت عليها «إيه آر كيت»، وهي عبارة عن أدوات تجعل من السهل لأي مطور ان يبني تطبيقات «واقع معزز» على «آي فون»، وهي تؤدي بالفعل الى بعض النتائج المذهلة. ورغم أن «أبل» لم تعرض أي تطبيقات تم تطويرها داخلياً باستخدام هذه الحزمة البرمجية، فإن الفكرة هي أنه بحلول الخريف المقبل سيكون هناك عدد من تطبيقات «الواقع المعزز» متاحة على متجر تطبيقات «آي فون»، وبالتالي حينما تخرج نظارات «أبل» أو منتجها المعتمد على تقنية «الواقع المعزز»، سيكون هناك بالفعل مكتبة من التطبيقات قد أصبحت موجودة بالفعل.
وفي هذا السياق، فإن «أبل» ليست مختلفة عن غيرها من شركات التقنية الكبرى الأخرى، مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«فيس بوك» التي بدأت الاستثمار بكثافة في تقنية «الواقع المعزز»، وتعتقد هذه الشركات بأنه في يوم ما ستكون هذه التقنية في نهاية المطاف عبارة عن نظارات ذكية خفيفة ومحمولة قادرة، على ان تحل محل كل الشاشات بما فيها الهواتف الذكية وفي صدارتها الـ«آي فون»، فضلاً عن أن هذه الشركات تستشعر أن سوق الهواتف الذكية لم تعد هي محرك النمو القوي الذي كان عليه منذ سنوات قليلة مضت، ولذلك ستحتاج عاجلاً أم آجلاً إلي شيء ليحل محله.