توقعات بتفوقها على «بيتكوين» لتصبح العملة الإلكترونية الأكثر واقعية بين رواد الأعمال والأفراد
عملة «إيثر» الرقمية تشهد تقلبات حادة في قيمتها السوقية
تحوّلت عملة Ether «إيثر» الإلكترونية الرقمية في الآونة الأخيرة إلى قضية ساخنة جداً داخل الإنترنت وصناعة تقنية المعلومات عموماً، بسبب ما شهدته من تقلبات حادة في قيمتها، جعلت البعض يحقق من ورائها ثروات طائلة، إذ ارتفع سعرها من ثلاثة دولارات في مارس 2016 إلى 420 دولاراً خلال يونيو 2017.
واستثمر أصحاب رؤوس الأموال المخاطرة ورواد الأعمال فيها، وسط توقعات بأنها ستكون العملة الإلكترونية الرقمية الأكثر واقعية واستخداماً في مجال الأعمال ولدى الأفراد على السواء، وأن قيمتها ستتضاعف 100 مرة على الأقل خلال فترة تراوح بين خمس و10 سنوات مقبلة.
عملة رقمية
- توقعات بتضاعف قيمة «إيثر» 100 مرة خلال فترة تراوح بين خمس و10 سنوات. - طريقان للحصول على «إيثر»: تأجير الكمبيوتر لـ«إيثيروم» أو الشراء من سوق العملة. سعر «إيثر» تُعد عملة «إيثر» ثاني أقوى عملة رقمية على الإنترنت حالياً بعد «بيتكوين»، وأكبر منافسيها على الإطلاق، على الرغم من حداثتها وكونها لاتزال في بداياتها وطورها التجريبي الذي يجعلها غير ناضجة بما فيه الكفاية بعد، فقد ظهرت للمرة الأولى في 14 مارس 2016. وفي بدايتها كانت تساوي أقل من ثلاثة دولارات، وخلال عام واحد فقط، أي في مارس 2017 أصبحت «إيثر» تعادل 20 دولاراً، لتصل إلى 90 دولاراً في مايو 2017، ثم قفزت إلى 230 دولاراً في نهاية مايو. وفي منتصف يونيو 2017 قفزت «إيثر» الى 420 دولاراً، وتحولت إلى هوس عالمي لدى المستثمرين والمضاربين في العملات الإلكترونية. ومع مطلع يوليو الجاري، بدأ المستثمرون يبيعون عملة «إيثر» بكثافة، فانخفضت قيمتها إلى أقل من 175.5 دولاراً في التاسع من يوليو، طبقاً لما أوردته مؤسسة تبادل الأصول الرقمية عالمياً، قبل أن تعود للانتعاش مجدداً إلى 208.8 دولارات في 12 يوليو. |
تعتبر «إيثر» واحدة من العملات الإلكترونية الرقمية التي ظهرت عبر الإنترنت خلال السنوات الأخيرة، والتي تضم (بيتكوين، وإيثر، ودوجكوين، وريبل، وبييركوين، وليتكوين، ونوميكوين، ونوفاكوين، وورلدكوين، وفيريكوين، ومونيرو، وداش، وفيرتكوين)، وتشترك جميعها في كونها وحدات برمجية رقمية لا توجد سوى على الإنترنت فقط. وتستخدم كل عملة من هذه العملات طريقة أو أسلوباً معيناً في التعامل بها عبر الإنترنت، لأداء الخدمات والمعاملات المختلفة، أو لشرائها وبيعها والمتاجرة فيها، أما أسعارها فمتغيرة حسب العرض والطلب، وقاعدة مستخدميها والتطبيقات، والنظم التي تتخذ منها قاعدة للعمل، كأساس في أداء الأعمال وتقديم الخدمات والمنتجات.
مميزات «إيثر»
أهم ما يميز عملة «إيثر» الرقمية المشفرة هو النهج الذي قامت عليه، والأسلوب الذي يتم به التعامل بها، شراء وبيعاً واستخداماً، فهي في جوهرها عبارة عن نظام برمجي معقد، يتكون من جزأين، الأول منصة تقنية ضخمة مفتوحة ولا مركزية، ومترامية الأطراف، تعمل بالأساس في تسهيل أداء الأعمال والتجارة الإلكترونية من مختلف الأنواع والمستويات، وبمختلف البلدان، وفق مفهوم يطلق عليه «العقود الذكية» التي يتم فيها إنجاز المعاملات التجارية والاقتصادية والبحثية والمالية والصناعية بين المؤسسات والشركات المختلفة حول العالم، وفق إجراءات وخطوات تطابق الإجراءات التي تتم في العقود الورقية تماماً، بحيث يتم فيها تبادل المعلومات بين الأطراف المختلفة بصورة مؤمنة مشفرة، تجعل من المستحيل التلاعب فيها أو تشفيرها، وتتم بصورة «الند للند» أو الاتصال المباشر بين طرفي التعامل، ويطلق على هذه المنصة اسم Ethereum «إيثيروم».
منصة «إيثيروم»
تم تصميم منصة «إيثيروم» لتتوسع وتنمو تلقائياً بصورة لا مركزية ولا نهائية، من خلال السماح لكل شخص لديه كمبيوتر متصل بالإنترنت حول العالم، بتقديم كمبيوتره ليصبح جزءاً من المنصة، ويقدم جزءاً من موارده، كقوة الحوسبة، وسعة التخزين، وشرائح الذاكرة، وقوة نظام التشغيل، لتستخدمها منصة «إيثيروم» في انجاز المهام والوظائف الجارية داخلها، وهي عملية يتولاها مبرمجون ومسؤولون عن تشغيل المنصة وتطوير تطبيقاتها وأدواتها، دون أن يتكلف المستخدم شيئاً، أو يعرف الدور الذي يقوم به كمبيوتره لمصلحة هذا الطرف أو ذاك.
يحصل كل مستخدم على مقابل، نظير تقديم جهازه ليصبح جزءاً من منصة «إيثيروم»، ويتمثل هذا المقابل في صورة وحدات برمجية على هيئة عملة يطلق عليها «إيثر».
من ناحية أخرى، فإنه يمكن للشركات والمؤسسات والأطراف المختلفة التي لديها أعمال تريد إنجازها عبر منصة «إيثيروم»، الدفع للمنصة ومشغليها بعملة «إيثر» مقابل أداء أعمالها.
لذلك، فإنه بعد خروج عملة «إيثر» إلى حوزة أصحابها المشاركين بأجهزتهم في منصة «إيثيروم»، يمكن لهؤلاء الاحتفاظ بها، أو إعادة بيعها لمن يطلبها، سواء من الشركات التي تريد الدفع بعملة «إيثر» داخل المنصة، أو من يرغبون في المتاجرة بها على طريقة المتاجرة بالعملة.
وفي هذا السياق، ولدت عملة «إيثر»، واهتم بها الملايين حول العالم، سواء بالمشاركة بأجهزتهم والحصول عليها للمرة الأولى، أو شرائها والمتاجرة بها.
توقعات المستقبل
في أعقاب التقلبات الحادة التي شهدها سعر «إيثر» الأسبوع الماضي، نشطت ردود أفعال خاصة بها، وتحولت إلى ما يشبه حمى اجتاحت المستثمرين والمتابعين لعالم التقنية، وقطاعاً عريضاً من مستخدمي الإنترنت الشغوفين بالمتاجرة بالعملات الإلكترونية.
وتوقع الشريك في «مؤسسة لايت سبيد للاستثمار المخاطر»، آرون باتاليون، قفزة في السعر تتخطى 50%، وأن تصل قيمة العملة خلال السنوات الخمس إلى الـ10 المقبلة، لتراوح بين 10 و100 ضعف قيمتها الحالية.
بدوره، قال جاسون كالاكانيس، أحد المستثمرين الرواد في الشركات الناشئة، في تغريده له على «تويتر» إنه يعتقد أنه يحتاج الى امتلاك حصة من منصة «إيثيروم» وعملة «إيثر»، مقدراً حصته المتوقعة بـ1%.
من جانبه، توقع المستثمر في «وادي السيليكون»، مات جاليجان، أن تنضج المنصة الى النقطة المطلوبة حينما يكون لديها كثير من الاستخدامات، مثل تأمين نقل الأموال بين البنوك، وإرسال الوثائق إلى شركات التأمين، لافتاً إلى أن هذه العمليات والإجراءات تتطلب خطوات متعددة من التحقق، والمصادقة، في وقت تجعل فيه منصة «إيثيروم» عملية التحقق تتم في خطوة واحدة، ضمن بيئة غير قابلة للإفساد والفساد، ما يعد أساساً متيناً، يحوّل بدوره «إيثر» إلى أحد الأسس التي تعمل عليها الإنترنت مستقبلاً، وتجعل «بيتكوين» مجرد فقاعة تنتهي إلى لا شيء.