دراستان أكدتا فاعليتها في تحسين وتطوير أساليب التشخيص والرعاية الصحية

التقنية تحسّن طرق علاج متلازمة «سيدس» ومرض «السكري»

النتائج بينت أن توزيع رسائل النوم الآمن عبر طواقم التمريض لم يؤثر كثيراً في الالتزام بالممارسات الصحيحة. من المصدر

أفادت دراستان صادرتان، أخيراً، عن جامعة أميركية وأخرى بريطانية، بأن تقنية المعلومات يمكنها المساهمة في تحسين وتطوير أساليب العلاج والتشخيص والرعاية الصحية المتعلقة بمشكلتين من المشكلات الصحية واسعة الانتشار: الأولى هي متلازمة «سيدس» أو الموت المفاجئ للأطفال حديثي الولادة والرضع، وذلك من خلال برامج التوعية الصحية «المتنقلة» المعتمدة على التراسل بالرسائل النصية والبريد الإلكتروني المحتوي على ملفات الفيديو التعليمية.

الكلمات المفتاحية بمحركات البحث تلعب دوراً فاعلاً في تتبع ورصد مرض «السكري».

بينما المشكلة الصحية الثانية فهي: «النمط 2 من مرض السكري»، الذي يمكن تحسين برامج مكافحته وعلاجه مبكراً من خلال تتبع عمليات انتشاره وتطوره اعتماداً على تحليل الكلمات المفتاحية التي يستخدمها المصابون به أو المتوقع إصابتهم به في محرك بحث «غوغل».

فريق الباحثين

وصدرت الدراسة الأولى عن فريق مشترك من الباحثين الأميركيين بكليات الطب بجامعات فيرجينيا وبوسطن و«يال»، ونشرت تفاصيلها على موقع جامعة فيرجينيا news.virginia.edu.

وفي هذه الدراسة، قال باحثون إنهم نفذوا برنامجاً يحمل اسم «الصحة المحمولة أو المتنقلة»، تم فيه الاعتماد على برامج التراسل المختلفة بالهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني في توزيع ونشر سلسلة من الفيديوهات والمواد التعليمية على الأمهات والآباء الجدد، الذين رزقوا بأطفال لأول مرة، ولايزالون رضعاً وحديثي الولادة، لتوعيتهم وتشجيعهم على استخدام ممارسات النوم الآمن، لتقليل احتمالات تعرض أطفالهم حديثي الولادة لحالات متلازمة «سيدس» أو الموت المفاجئ.

وقارن الباحثون بين فاعلية طريقة توزيع وتوصيل المعلومات الخاصة بتفادي هذه المتلازمة المرضية الخطيرة من خلال التواصل المباشر بين فرق التمريض بالمستشفيات والأمهات خلال فترة الولادة بالمستشفى، وبين طريقة توزيع هذه المعلومات عبر الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني في صورة رسائل نصية ومتعددة الوسائط، أو من خلال البريد الإلكتروني العادي في صورة فيديوهات تعليمية، وتعليمات مصورة.

طواقم التمريض

وتمت الدراسة على مجموعة من الأمهات داخل المستشفيات تلقين التعليمات من طواقم التمريض، و1200 امرأة تلقين التعليمات عبر الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني، بعد خروجهن من المستشفيات عقب الولادة.

وبينت النتائج أن توزيع رسائل النوم الآمن عبر طواقم التمريض لم يؤثر تأثيراً كبيراً في الالتزام بممارسات النوم الصحيحة الموصى بها، لأن الأمهات عادة ما يتجهن نحو اتباع توصيات النوم الآمن داخل المستشفى في فترة الولادة، ولكن حينما يعدن للمنزل لا يفعلن ذلك.

الهواتف المحمولة

في المقابل، حقق برنامج «الصحة المتنقلة»، المعتمد على الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني، نتائج أفضل بكثير، إذ ارتفعت معدلات الالتزام من قبل الأمهات والآباء بتعليمات النوم الآمن للأطفال، وبلغت 92.3% في ما يتعلق بالانتباه إلي وضع الطفل على ظهره وليس بطنه، و85.9% في الممارسة الخاصة بمشاركة الطفل لأمه في حجرة النوم، ولكن داخل سرير منفصل.

وفى ضوء هذه النتائج، رجح الباحثون أن مفهوم «الصحة المتنقلة» في مكافحة هذه المتلازمة المرضية حقق هذا النجاح الكبير كونه يقدم للوالدين «المعرفة السليمة في الوقت الحقيقي».

محاصرة «السكري»

إلى ذلك، ركزت الدراسة الثانية، التي نفذها فريق من الباحثين بقسم علوم الحاسب بجامعة «أوريال» البريطانية، على استخدام الإنترنت في اكتشاف مدى انتشار مرض السكري من النمط الثاني في منطقة محددة ومراقبته، وذلك بصورة لحظية وفي الوقت الحقيقي، اعتماداً على تتبع ورصد وتحليل عمليات البحث التي يقوم بها الجمهور على الشبكة، وفي مقدمتها عمليات البحث على محرك «غوغل»، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.

وأشرفت على الدراسة الأستاذة بقسم علوم الحاسب بالجامعة، الدكتورة ناتاليا تكاشينكو، التي أكدت أن آثار وبيانات محرك البحث تشكل تجمعاً ضخماً من البيانات، يمكن استغلاله من قبل الممارسين الصحيين وصانعي القرار في تصميم برامج لمسح وفحص الأجيال الجديدة.

وأوضحت الدراسة أن تحليل بيانات خدمة «توجهات غوغل» لمواطني منطقة وسط لندن، ومقارنة معدلات التقلب الأسبوعية للكلمات الرئيسة التي تم البحث عنها والمرتبطة بعوامل الخطر هذه، مثل «كيفية فقدان الوزن»، و«كيفية الإقلاع عن التدخين»، وعوامل الجنس والسن والوزن والعادات ونمط الحياة، ومؤشر كتلة الجسم، والتاريخ العائلي للمرض، فضلاً عن عمليات البحث عن مرض «السكري» نفسه.

وفي النهاية، توصلت الدراسة إلى أن الكلمات المفتاحية المدخلة في محركات البحث أو التي يتم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن أن تلعب دوراً مهماً وفاعلاً في تتبع ورصد المرض، وتوفير معلومات دقيقة ولحظية عنه، يتم متابعتها في الوقت الحقيقي، لتقدم صورة حية عن مدى انتشار المرض في مناطق معينة، وما هي حالته الجارية.

تويتر