مطوّرو «التطبيق» يرفضون العروض المتوالية منذ 2012 مع ازدياد قيمته
«غوغل» تعرض شراء «سناب شات» بـ 30 مليار دولار
للمرة الرابعة في غضون سنوات قليلة، تجدد الحديث هذا الأسبوع عن وجود عروض من عمالقة التقنية لشراء تطبيق «سناب شات» والشركة المالكة له، إذ إنه بعد عروض الشراء الأولى التي تلقتها الشركة في عام 2012 بقيمة 300 مليون دولار، كشف تقرير نشره موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com أخيراً، عن عرض شراء جديد تقدمت به شركة «غوغل» خلال الأشهر الماضية بقيمة 30 مليار دولار.
• «غوغل» ترى في «سناب شات» شبكة التواصل المنشودة. • الشعور بالقيمة والثقة بالنجاح سبب رفض «سناب شات» عروض الشراء. «سناب شات» عمل كلٌ من ريجي براون وبوبي ميفري وإيفان شبيغل على تطوير «سناب شات» كتطبيق على «المحمول» في عام 2011، حينما كانوا يدرسان في جامعة «ستانفورد» الأميركية، وهو تطبيق يقوم على تصوير وإرسال وتبادل الصور ومقاطع فيديو لا تتجاوز مدتها 10 ثوانٍ بين الأصدقاء عبر «المحمول»، قبل أن يتم حذفها تلقائياً. وبعدها بدأ «سناب شات» يتحول إلى ثمرة جاذبة لعروض الشراء حينما حقق انتشاراً واسعاً بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة، حتى أصبحت شركته المالكة واحدة من أكثر شركات الإنترنت إثارة للاهتمام في السنوات الأخيرة، إذ يستعمل التطبيق يومياً 41% من الأميركيين، بينما يستعمله 1500 مليون آخرون حول العالم، وهذه القاعدة الجماهيرية العريضة حولته إلى آلة جذب إعلانية هائلة ومتطورة مع الوقت. |
وخلاصة المراجعة، التي قامت بها «الإمارات اليوم» لهذه العروض والتقارير والدراسات التي دارت حولها، تجعل من الممكن القول إن «سناب شات» ظلت طوال هذه السنوات كالثمرة التي يتضخم حجمها ويزداد نضجها باستمرار، وتختلف رؤى من ينظرون إليها حول فائدة وتوقيت قطافها، فمالكوها يضعون ثقتهم في قدرتها على مواصلة النمو والنضج واكتساب مزيد من القيمة، في حين أن المحيطين بها لا يكفون عن محاولة الاستحواذ عليها قبل أن تنضج أكثر وتكلّفهم أكثر.
عروض شراء
وأول من نظر إلى «سناب شات» كثمرة متطورة القيمة مع الوقت، هم مؤسّسوه ريجي براون وبوبي ميفري وإيفان شبيغل، حيث كان لدى شبيغل تحديداً منذ تطوير التطبيق في عام 2011 وحتى الآن قناعة بأن قيمة «سناب شات» أعلى من القيمة التي تتضمنها عروض الشراء، إذ إنه في كل مرة ترتفع فيها قيمة عروض الشراء وأعداد مستخدمي التطبيق تزداد قناعة شبيغل رسوخاً.
وكان أول عروض شراء التطبيق في عام 2012 بقيمة 300 مليون دولار، حينما وصلت عدد مرات تحميل التطبيق 500 مليون مرة، حيث قيل وقتها إن شركات «غوغل» و«فيس بوك» و«ياهوو» كانت من بين من تقدموا للشراء، لكن شبيغل رفض.
وفي عام 2013 قدمت «فيس بوك» عرضاً للشراء بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وبعدها بوقت قصير قدمت «غوغل» عرضاً بأربعة مليارات دولار، غير أن شبيغل استمر متمسكاً بموقفه، مقتنعاً بأن «سناب شات» يساوي ما هو أكثر من هذه العروض بكثير.
وبعد طرح الشركة المالكة لـ«سناب شات» في البورصة في مارس 2017، رفعت «فيس بوك» عرض الشراء إلى 20 مليار دولار، وبعدها تردد أن «غوغل» قدمت خلال الأشهر الماضية آخر عرض للشراء وهو 30 مليار دولار، وذلك طبقاً لآخر تقرير نشره موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com أخيراً.
توسع مستمر
واعتبر التقرير أن السبب الرئيس في زيادة قيمة عروض شراء «سناب شات» يتمثل بالتوسع المستمر في القاعدة الجماهيرية للتطبيق، وقدرته على المنافسة الحقيقية أمام منتجات وخدمات شبكات التواصل العملاقة الأخرى، وبعد ذلك تأتي الأسباب الأخرى الخاصة بمقدمي عروض الشراء.
وذكر التقرير أنه بالنسبة لـ«غوغل» يعتبر «سناب شات» صفقة مميزة، لكونها تسد الفراغ الذي تعانيه «غوغل» في سوق شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً العاملة منها على الهواتف المحمولة كبرامج تراسل سريعة، مشيراً إلى أنه سبق لـ«غوغل» أن قدمت تجارب غير مؤثرة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي، مثلما حدث مع شبكتي «غوغل بلس» و«غوغل بيز» اللتين لم تحققا النجاح المأمول، ما دفع «غوغل» إلى عدم التوقف عن تقديم عروض شراء سخية لـ«سناب شات».
أما بالنسبة لـ«فيس بوك»، فأوضح تقرير «بيزنس إنسايدر» أن الأمر مختلف، حيث إن الشركة تعلم جيداً أن «سناب شات» سدد لها ضربة قوية، بعدما سلب عقل صغار السن وجعل الملايين منهم يرتبطون به بشكل أنجح من «فيس بوك» وخدمة الرسائل النصية المملوكة له «واتس أب»، بسبب محتواه الذي يختفي سريعاً وخصائصه المرحة.
وأضاف التقرير أنه أمام هذا التحدي كان على «فيس بوك» إما تقليد «سناب شات» ومحاكاة كل ما يقدمه، وهذا ليس متاحاً دائماً، او محاولة شراء «سناب شات» نفسه ليتحول من منافس إلى جزء من الشركة، ومن ثم كانت عروض «فيس بوك» المتوالية للشراء.
متغيرات جديدة
من جهته، قال المحلل الاستراتيجي لدى «إف بي إن سيكيوريتيز»، شيلبي سيرافي، إن «عروض الشراء السخية التي تقدم لـ(سناب شات) ليست أبدية، فالمعطيات على الأرض تشير إلى بروز متغيرات جديدة يمكن أن تقلب الأمور على رأس شبيغل وشركائه، وتعجل بلحظة قطف هذه الثمرة».
وأضاف سيرافي أن «أكثر هذه المتغيرات أهمية هو الأداء المخيب للآمال لأسهم (سناب شات)، بعد طرحها للاكتتاب العام»، موضحاً أن «سعر أسهم الشركة انخفض، ما جعل قيمتها السوقية تصل إلى 14 مليار دولار، بعد أن كان التقييم عند بداية الطرح 24 مليار دولار».