ارتفاع قيمة «بيتكوين» المفاجئ يربك أسواق المال الرقمية

سادت أسواق المال الرقمية المشفرة، عبر الإنترنت، حالة من الارتباك والغموض خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما قفزت أسعار عملة الإنترنت الرقمية المشفرة (بيتكوين) نحو 1000 دولار في أقل من أربعة أيام، لتصبح بقيمة جاوزت 4000 دولار بفعل موجة مضاربات جنونية، جعلت الأسعار ترتفع بصورة متوالية على مدار الساعة، بينما انهارت بالمقابل قيمة عملة «بيتكوين» الجديدة، التي تحمل «بيتكوين كاش»، لتنخفض من 727 إلى 220 دولاراً، خلال الفترة القصيرة نفسها.

ارتفاعات جنونية

ووفقاً لسلسلة تقارير متوالية عن هذه الظاهرة، بثها موقع «تيك كرانش»، المتخصص في تقنية المعلومات والعملات الرقمية المشفرة، وتابعتها «الإمارات اليوم»، خلال الأيام الثلاثة الماضية، فإن هذه الموجة من الارتفاعات الجنونية لأسعار «بيتكوين» بدأت مطلع العام الجاري، حينما كانت قيمتها تدور حول 485 دولاراً، لكن بحلول مايو الماضي كانت قد تخطت 2000 دولار، ثم ارتفعت في يونيو لتصل إلى 3000 دولار، وخلال الساعات الأولى من يوم الرابع من أغسطس الجاري ارتفعت قيمتها بنسبة 10%، ثم حدثت الموجة الأخيرة من الارتفاعات المتوالية منذ التاسع من أغسطس، ولمدة أربعة أيام، حيث كانت الارتفاعات تحدث على مدار الساعة. غير أنه مع صباح أول من أمس، كانت القيمة وصلت إلى 4135 دولاراً، دون أي علامات على التوقف، الأمر الذي دفع الكثير من المحللين للقول بأن القيمة قد تصل إلى 5000 دولار خلال الأسبوع الجاري، موضحين أن هذه الارتفاعات الجنونية تعني أن سقف سوق «بيتكوين» تخطى 50 مليار دولار، من حيث القيمة المتداولة.

وبينت تقارير «تيك كرانش» أنه - في المقابل - هبطت قيمة عملة «بيتكوين كاش» الجديدة بصورة حادة، فعند ظهورها للمرة الأولى طرحت بقيمة 555 دولاراً، ثم ارتفعت إلى 727 دولاراً، لتنهار قيمتها وتصل إلى 220 دولاراً، أول من أمس، مشيرة إلى أنه بصفة عامة لايزال الوضع غامضاً وغير مستقر، إذ إن العملتين تتعرضان لتغييرات سريعة متلاحقة، ارتفاعاً وانخفاضاً، دون ظهور علامات على حدوث استقرار قريب، الأمر الذي أحدث حالة من الارتباك الشديد بأسواق المال الرقمية.

أسباب محتملة

وأوضحت التقارير أن الأسباب المحتملة، التي يمكن الاستناد إليها في تفسير ما يجري، تتضمن أنه منذ أسبوعين تقريباً، أي بداية أغسطس، كانت «بيتكوين» محل نقاش ساخن جداً، لأنها انقسمت إلى عملتين متنافستين، وتم نسخها إلى نسختين «بيتكوين كاش» وهي النسخة الجديدة منها، و«بيتكوين» الأصلية.

وحسب موقع «تيك كرانش»، فإنه بعد الانقسام لم تحقق «بيتكوين كاش» التوقعات الموضوعة لها، حيث لم تجتذب عدداً كافياً من شركات الصرافة والمتاجرة بالعملة، وكذلك المستثمرين والعملاء، ما عزز الثقة بـ«بيتكوين» الأصلية، وفي المقابل حققت التطورات التي حدثت على «بيتكوين» الأصلية تحسناً ملحوظاً في التعامل مع المشكلات التي تواجهها، وحررت المزيد من المساحات في «سلسلة الكتل»، أو مكونات بناء التقنية التي تعمل بها العملة، ما سمح بإجراء المزيد من المعاملات وتخزينها في كل كتلة على حدة، الأمر الذي عزز الثقة بالتداول مستقبلاً عليها.

العروض الأولى

وبين «تيك كرانش» أن من الأسباب الأخرى وراء هذه الموجة، ما يعرف بظاهرة «هياج العروض المالية الأولية للعملة»، والذى جاء في صف «بيتكوين» الأصلية، وعلى حساب «بيتكوين كاش» الجديدة، لافتاً إلى أن هذا «الهياج» جعل معظم المستثمرين يقررون تحويل العملة الورقية العادية إلى عملة «بيتكوين»، أو غيرها من العملات الرقمية الاخرى. وأضاف الموقع أن من الأسباب، أيضاً، الهوس الجديد بسوق المال الأميركية «وول ستريت» بعملة «بيتكوين»، مشيراً إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين، لم تكن ممكنة مثلاً مشاهدة قناة «سي إن بي سي» لمدة خمس دقائق دون مشاهدة محلل مالي، يقول رأيه في عملة «بيتكوين»، وأنها تتجه لأن تصبح أفضل أداء استثماري، خلال العام الجاري.