طائرة «درونز» الجديدة «إس ـ ماد» متعددة الوسائط وثابتة الأجنحة. من المصدر

الكشف عن طائرات بدون طيار تستطيع الهبوط على الجدران

شهدت صناعة الطائرات الصغيرة بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن بُعد (الدرونز)، تطورين مهمين أخيراً، حيث أصدرت هيئة النقل الآيسلندية ترخيصاً رسمياً بتشغيل خدمة «(درونز) حسب الطلب»، لتعمل في نقل وجبات المطاعم والبضائع خفيفة الوزن من المحال التجارية إلى أمكان المستهلكين، في حين كشف فريق من الباحثين عن طائرة «درونز» جديدة تستطيع الهبوط على الجدران والحواف شديدة الانزلاق التي تكون في وضع رأسي، والالتصاق بها، مع بقائها ساكنة لتلتقط البيانات والمعلومات من المكان الذي تهبط فيه، ثم تعود للطيران بعد تحررها من الحائط عقب انتهاء مهمتها.

• «(درونز) الحائط» تثبّت نفسها بزوائد منثنية لتلتقط البيانات وتعود للطيران.

• آيسلندا سمحت لـ«درونز» بنقل وجبات المطاعم والبضائع خفيفة الوزن.

تشغيل رسمي

وجاء التطور الأول في سياق تقرير نشره موقع «تيك كرنش» techcrunch.com تناول فيه تفاصيل أول يوم تشغيل رسمي لخدمة «(درونز) حسب الطلب» في مدينة ريكيافيك الآيسلندية، وقامت فيه هيئة النقل الآيسلندية وشركة «فلايتريكس» لتقنية طائرات «درونز» بتشغيل ومتابعة أول طائرة، وهي تنفذ 20 رحلة خلال اليوم، حيث نقلت خلالها وجبات مطاعم وبضائع خفيفة الوزن من أحد جوانب المدينة إلى جانبها الآخر، في رحلات استغرقت أربع دقائق فقط في كل مرة، بدلاً من 25 دقيقة عند تنفيذها بالسيارة. ونقل التقرير عن هيئة النقل، توضيحها أن مدينة ريكيافيك تعتبر مكاناً جيداً لاختبار فعالية وكفاءة طائرات «درونز».

خرائط ذكية

بدورها، أفادت شركة «فلايتريكس» المنفذة للمشروع، بأنه خلال الجزء الأول من البرنامج سيتم تشغيل طائرة واحدة تقوم بـ20 رحلة نقل يومياً، وبعد أسابيع سيضاف المزيد من الطائرات، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو تشغيل مئات الرحلات يومياً من أماكن النقل إلى المستهلكين مباشرة، وهذا سيتم خلال أشهر قليلة.

وبينت الشركة أن عمليات التسليم في الأفنية الخلفية للبيوت أمر ممكن في ريكيافيك، لأن معظم المدينة عبارة عن ضواحٍ، والتقنية التي تعمل بها طائرات «درونز» تتضمن خرائط ذكية، تستطيع تهيئة نفسها لبيئات أخرى والعمل خلال 50 متراً في الهواء، ما يعني أنها تستطيع توضيح معظم العقبات والمعالم خلال الطريق، بما في ذلك المباني شاهقة الارتفاع، كما أنه في المناطق ذات المباني العالية جداً يكون السيناريو المرجح هو جعل «درونز» تسلم العبوات في مدخل المبنى أو على الأسطح، وهو ما تستطيع التقنية التي تعمل بها هذه النوعية من الـ«درونز» تنفيذه فعلياً.

طائرة «إس ـ ماد»

أما التطور الثاني، بالنسبة لطائرات «درونز»، فظهر في تقرير على موقع جامعة «ستانفورد» الأميركية، كما نشره موقع «ساينس دايلي» sciencedaily.com وتناول نوعية جديدة من هذه الطائرات، تهبط على الحوائط والجدران ذات الوضع الرأسي، وليس سطح الأرض الأفقي.

ووفقاً للتقرير أوضح فريق الباحثين الذي طور هذه النوعية من الـ«درونز» أنها عبارة عن طائرة ذاتية التشغيل متعددة الوسائط، تحمل اسم «إس ـ ماد»، ثابتة الأجنحة، ويتم التحكم فيها عن بُعد، ولديها بعض الخواص الموجودة لدى القليل من الطيور والفراشات التي تحط على الجدران، وأضاف الفريق أنه يمكن مثلاً جعلها تطير مثل الطائرة الشراعية خلال الحجرة أو في الفضاء المفتوح، لكن حينما تصل إلى سطح مستوٍ، تغير إعداداتها بسرعة وتهبط على السطح المستوي الصلب ذي الوضع الرأسي من خلال زوائد منثنية شائكة كالأظافر تستخدمها لتشبك نفسها بالحائط، لمنعها من السقوط.

إبداعات جديدة

وبين الفريق البحثي أن الوصول إلى هذه النوعية من الـ«درونز» يتطلب إنجاز العديد من الإبداعات الجديدة، منها أن مناورة الالتصاق بالحائط تتطلب أن تدور الطائرة، في ما يشبه نصف دائرة أو قوس، من الأسفل لأعلى، لتصبح في الوضع الرأسي، ثم تحرك نفسها أفقياً حتى تلتصق بالحائط وتثبت نفسها عليه، والشيء نفسه عند تحرير نفسها من الحائط والإقلاع مرة أخرى، حيث يتعين عليها الرجوع للخلف وهي في وضع رأسي ثم الطيران في الوضع الأفقي، وهذا يتطلب التغيير والتحويل من حالة الطائرة العادية إلى الطائرة العمودية والعكس، لتصبح في حالة «الهليكوبتر» عندما تصبح في الوضع الرأسي، بينما تصبح طائرة عادية وهي في الوضع الأفقي.

أضاف أن الاقتراب من الحائط لابد أن يتم ببطء وسلاسة، ولذلك تم استخدام أشعة الليزر لتحديد المسافة بينها وبين الحائط في أدق وأصغر أطوالها، وتحديد توقيت تحريك الزوائد الدقيقة التي ستنغرس في الحائط لتثبيتها.

وعن التطبيقات العملية، أفاد الفريق بأنه يمكن استخدام هذه النوعية في الأماكن التي توجد فيها منزلقات رأسية حادة، والبقاء ساكنة لتلتقط البيانات والمعلومات من المكان الذي تهبط فيه، وبعد جمع البيانات تحرر نفسها وتطير بطريقة عادية، مشيراً إلى أن هذا الحل يمثل فرصة كبيرة لتوفير الطاقة المستهلكة داخل الطائرة خلال فترة جمع البيانات، حيث يمكن إيقاف المحركات وتشغيل أدوات جمع البيانات فقط عبر التحكم عن بُعد بعد انتهاء عملية التثبيت، ما يسمح إما بتقليل حجم البطارية أو طول فترة التشغيل.

الأكثر مشاركة