«أليكسا» سيكون متاحاً كجزء من مهارات «كورتانا» على حاسبات «ويندوز 10». من المصدر

السماح لـ «كورتانا» و«أليكسا» بتبادل الأوامر وتنفيذها

فيما يعد أول اتفاق من نوعه على أرض الواقع، يجعل «الروبوتات البرمجية» المتنافسة تتحدث إلى بعضها بعضاً، وتتبادل المعلومات والأوامر في ما بينها وتنفذها لمصلحة مستخدميها، اتفقت شركتا «مايكروسوفت» و«أمازون» على السماح لتطبيقيهما من فئة «الروبوتات البرمجية» الصوتية، اللذين حققا شهرة واسعة خلال السنوات الأخيرة، والمعروفين باسم «مايكروسوفت كورتانا»، و«أمازون أليكسا»، بالانفتاح على بعضهما بعضاً، بحيث يصدر كل منهما أوامر وتعليمات، فيتلقاها الآخر وينفذها. ووصفت الشركتان هذه الخطوة بـ«الإنجاز» الذي يزيد عدد مستخدمي التطبيقين، إذ إنه يوسع قاعدة مستخدمي «إليكسا» بالحاسبات الشخصية، بينما يوسع قاعدة مستخدمي «كورتانا» في الأجهزة المنزلية.

• الاتفاق يزيد مستخدمي «إليكسا» بالحاسبات.. و«كورتانا» في الأجهزة المنزلية.

• الشركتان اعتبرتا اتفاقهما إنجازاً.. ومحللون يرون فيه إزعاجاً للمستخدم.

وتناول عدد من مواقع التقنية هذا الاتفاق بالشرح والتحليل والنقد، أخيراً، كما نشرت «مايكروسوفت» و«أمازون» بيانات رسمية حوله في موقعيهما. وفي ضوء التفاصيل المتاحة، فإن الاتفاق يقضي بأن يكون «أليكسا» متاحاً كجزء من مهارات «كورتانا» على حاسبات «ويندوز 10» أولاً، تتبعه تطبيقات «كورتانا» التي تعمل على نظامي التشغيل «أندرويد» و«آي أو إس» في المستقبل، ويكون «كورتانا» متاحاً كجزء من مهارات «أليكسا» على أجهزة «أمازون»، مثل «أمازون إيكو»، و«إيكو دوت»، و«إيكو شو»، فضلاً عن الأجهزة اللاحقة التي يمكن أن تنتجها «أمازون» بعد ذلك.

تبادل الأوامر

وأفادت الشركتان، في بيان مشترك، بأن الاتفاق بهذه الصورة يعني أن «أليكسا» و«كورتانا» سيتحدثان لبعضهما بعضاً، ويتبادلان الأوامر التي يمكن أن يصدرها أحدهما للآخر، موضحتين أن أبسط أشكال ذلك يتمثل في أنه يمكن لكل منهما فتح وتشغيل الآخر، وجعله يقوم بمهمة ما، حيث يمكن للمستخدم أن يقول مثلاً: «كورتانا» افتح «أليكسا»، ليقوم «كورتانا» بفتح وتشغيل «أليكسا»، ثم يبدأ المستخدم بعد ذلك التحكم في هاتفه الذكي صوتياً، أو في شبكة منزله الداخلية، أو يقول: «أليكسا» افتح «كورتانا»، فيقوم «أليكسا» بفتح وتشغيل «كورتانا»، ثم يواصل الأوامر الصوتية لتشغيل برنامج «أوت لوك»، ويضع موعد اجتماع في جدول الأعمال أو «التقويم»، وهكذا.

توسيع قاعدة المستخدمين

ووفقاً للبيان، فإنه بهذه الطريقة، يمكن أن تتوسع أداة بحث «أمازون» لتعمل على أكثر من 400 مليون حاسب شخصي يديرها نظام تشغيل «ويندوز 10»، بينما تتوسع قاعدة مستخدمي «كورتانا» لترتبط بصورة أكبر من منصات الأجهزة المنزلية التي يعمل معها «أليكسا»، الذي تمكن من بناء قاعدة مستخدمين تقدر بعشرات الملايين خلال فترة وجيزة، وتفتقر إليها «مايكروسوفت»، إذ إن «أليكسا» يستخدم حالياً على نطاق متسارع كـ«ميكروفون» في المكتب، وغرف النوم بالمنزل، وفي الهواتف الشخصية، فيما اختباره جارٍ في سيارات دخلت مرحلة ما قبل الإنتاج، وأصبح يرتبط بنظم التأمين الخاصة بالمنزل، كما يمكنه قراءة الكتب من مواقع السمعيات، مثل موقع «أوديوبل دوت كوم».

فائدة متبادلة

واعتبرت الشركتان أن هذه الصفقة تحقق نوعاً من الفائدة المتبادلة للطرفين، فمن ناحيتها، ترغب «مايكروسوفت» في أن تجعل «كورتانا» متاحاً كل الوقت لجميع المستخدمين عبر كل الأجهزة، وبالتالي تعمل جاهدة على ألا يكون التطبيق مرتبطاً بـ«ويندوز» فقط، بل يكون أداة ليست مخصصة لشيء واحد أو جهاز بعينه أو منصة أو خدمة بذاتها، بل يصبح مع الوقت جزءاً لا يتجزأ من محفظة منتجات وخدمات ذكية، تعمل في كل مكان، وفي أي وقت، وعبر جميع الأجهزة، مثل الحاسب الشخصي والهاتف و«إكس بوكس وان» والـ«ميكروفون» المنزلي الذكي، إضافة إلى منصة «أوفيس» 365 و«لينكد إن» و«آوت لوك».

وحول هذه النقطة، ذكرت «مايكروسوفت» في بيانها حول الاتفاق أنه «من خلال وضع (كورتانا) مع (أليكسا)، و(أليكسا) مع (كورتانا)، فنحن نضيف المزيد من القيمة والخيارات للمستهلكين والمطورين، ونوسع رؤيتنا لوضع (كورتانا) في أي مكان يريدونه».

نافذة واسعة لأمازون

وبالنسبة لـ«أمازون» لا يختلف الأمر كثيراً، إذ إنها ترى في الأمر فوائد عدة، فقاعدة المستخدمين للنظام الكلي المدمج المعتمد على «أليكسا» أصغر كثيراً من قاعدة مستخدمي النظام الكلي الذي تنتمي إليه «كورتانا»، وبالتالي فإن «كورتانا» يفتح منفذاً لعالم واسع النطاق أمام «أليكسا» وأجهزته المختلفة.

تعقيد وإزعاج

في المقابل، رأى كثير من المحللين، ومنهم محللون في موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com، أن القدرة على التحدث إلى «روبوت» برمجي لتشغيل أو فتح «روبوت» برمجي آخر، ليس فعلياً تكاملاً أو حتى تعاوناً، بل إنها مجرد طريقة للشركتين للاعتراف بأن «الروبوت» البرمجي الآخر موجود وقائم، واعتراف بأنه يمكن أن يكون هناك قدر من التعاون المتبادل، مشيرين إلى أن «هذا أمر جيد بالنسبة للشركات، لكنه مزعج للمستخدمين».

الأكثر مشاركة