توقعات باستخدام 30% من الشركات حول العالم شبكات «إس دي وان» بحلول 2019
6 تقنيات تتنافس على إنشاء وتشغيل شبكات المؤسسات بكلفــــة رخيصة
تعيش سوق شبكات المعلومات الواسعة النطاق «وان»، حالياً تغييراً كبيراً تقوده ست تقنيات جديدة، ظهرت في هذا المجال منذ بداية العام الجاري، ويتوقع أن تستمر في الازدياد والانتشار والقوة حتى تقلب أوضاع هذه السوق بصورة مؤثرة وواضحة، بحلول عام 2019، حيث سيكون 30% من المؤسسات والشركات حول العالم تستخدم وتشغل شبكات المعلومات الواسعة النطاق المعرّفة بالبرمجيات «إس دي وان». وتتنافس التقنيات الجديدة على الانتقال مما هو «غالٍ ومعقد» في إنشاء وتشغيل هذه الشبكات، إلى ما هو «بسيط ورخيص»، ويقدم المزيد من الخدمات المفيدة المتنوعة. ويقود هذا التنافس مجموعة من الشركات الصغيرة والكبيرة على السواء، أبرزها «سيسكو» و«تليسترا» و«فيلو كلاود» و«أوبتوس»، وغيرها.
• التقنيات الجديدة تفتح الطريق للشبكات «الديناميكية».. وتحلّ مشكلات «الشبكات الهجين» • التطبيق الأساسي في «إس دي وان» يسمح ببناء شبكات واسعة النطاق عالية الأداء |
شبكة واحدة
وتستخدم شبكات المعلومات الواسعة النطاق، المعروفة باسم wan «وان»، المؤسسات والشركات الكبرى في ربط فروعها ومقارها الرئيسة، لتنضوي تحت شبكة واحدة خاصة مؤمنة، مفتوحة طوال الوقت، كما لو كانت هذه الفروع والمقار جميعاً في مبنى واحد، وموصولة بكابلات ممددة عبر الجدران، إذ يتم تحقيق ذلك من خلال بناء قنوات اتصال وربط دائمة، مفتوحة بين المقار، سواء كانت منتشرة في مدينة واحدة أو على مستوى الدولة الواحدة، أو حتى على مستوى العالم.
وفي الآونة الأخيرة ظهر جيل جديد من شبكات «وان» يطلق عليه «إس دي وان»، أو شبكات المعلومات الواسعة النطاق المعرّفة بالبرمجيات، ويقصد بها الشبكات التي تدار ويتم السيطرة عليها بوساطة البرمجيات والنظم بأكثر من المعدات والأجهزة ذاتها، أو التي تلعب فيها البرمجيات الدور الحاسم في الإنشاء والتشغيل والإدارة والتأمين والتحكم.
ويسمح التطبيق الأساسي في «إس دي وان» ببناء شبكات معلومات واسعة النطاق عالية الأداء باستخدام خدمة الإنترنت رخيصة الكلفة، ما يمكّن أصحاب الأعمال من الاستغناء كلياً أو جزئياً عن تقنيات الاتصال المرتفعة الكلفة المستخدمة في بناء شبكات المعلومات الواسعة الخاصة في الوقت الحالي، مثل تقنية «إم بي إل إس».
تقنيات «إس دي وان»
وكان تقرير صدر عن مؤسسة «غارتنر» البحثية الأميركية، توقع أن تقنيات «إس دي وان» ستقلب سوق شبكات معلومات المؤسسات رأساً على عقب، وبحلول 2019 سيكون 30% من المؤسسات والشركات حول العالم تستخدم وتشغل شبكات «إس دي وان»، لا الشبكات التقليدية المتعارف عليها.
ووفقاً للتقرير، فإن الدافع وراء هذا الانقلاب، يعود إلى أن الأعمال تتحرك بوتيرة لم يسبق لها مثيل، ولكي تظل الشركات داخل السياق وذات صلة بما يجري من حولها، بدأت المؤسسات تطبق تقنيات من منتجين وموفري خدمات متعددين، ومن ثم بات الأمر يحتاج إلى توفير النظرة والرؤى اللحظية التي توضح كيف تعمل المكونات المختلفة للشبكة معاً وعلى أي مستوى، ليتم تزويد الرؤساء التنفيذيين، ومعماريو الشبكات والمطورين بالمعلومات التي ترسم صورة واضحة للاستراتيجيات الحالية والمستقبلية لحالة تقنية المعلومات والبنية التحتية داخل مؤسساتهم، وهذا بالضبط ما تحاول شبكات «إس دي وان» القيام به.
وبناء على ذلك، تتبعت «الإمارات اليوم» مدى تحقق هذه التوقعات، عبر مراجعة التقارير والتحليلات المنشورة عن هذه النوعية من الشبكات في موقع «تيك كرانش» techcrunch.com المتخصص في مجال شبكات المعلومات، حيث تبين أنه، منذ بداية العام الجاري، ظهرت ستة تقنيات جديدة يمكن القول إنها تقود هذا الانقلاب، ومرشحة للمضي فيه حتى عام 2019.
3 تقنيات من «سيسكو» و«تليسترا»
وأوضحت التقارير أنه في بداية عام 2017 قدمت شركة «تليسترا» الأسترالية، بالتعاون مع شركة «سيسكو» الأميركية، وهما تعملان في تقنيات ومعدات شبكات المعلومات، ثلاث تقنيات في هذا السياق، الأولى تقنية «الشبكات الديناميكية» التي تتضمن سيطرة المتعاملين الكاملة على الشبكات بصورة ديناميكية تستند إلى احتياجاتهم، وذلك عبر منصة برمجية يطلق عليها «بي إي إن»، في حين كانت التقنية الثانية، «حماية بوابة الحوسبة السحابية»، وهي مصممة لتأمين خدمات الحوسبة السحابية والوصول للإنترنت ضد هجمات القراصنة ومحاولات الوصول غير المرخص بها. أما التقنية الثالثة فهي مخصصة للربط بين مراكز البيانات، وتجعل أصحاب الأعمال قادرين مباشرة على إنشاء وتهيئة خطوط الاتصال التي تربط بين مراكز البيانات في ما وراء البحار والاتصالات الداخلية وفق عقود اتصال مرنة وسريعة. وحسب ما ذكرته «سيسكو» و«تليسترا» في بياناتهما، فإن التقنيات الثلاث تمكن الشركات من توجيه حركة المرور عبر الشبكات اعتماداً على حالة وقدرات ووظائف التطبيقات عبر الشبكات المتعددة، سواء الخاصة أو الإنترنت، ما يعطى المؤسسات مرونة أكبر في التعامل مع حركة المرور المتزايدة، وتقليل كلفة امتلاك وتشغيل شبكات المعلومات الواسعة النطاق، من دون المساومة أو التضحية بكفاءة التطبيقات أو إتاحتها عبر الشبكة.
تقنية من «فيلو كلاود»
من جهتها، طرحت شركة «فيلو كلاود» التي تعتبر من الشركات الجديدة المتخصصة في حلول شبكات المعلومات الواسعة النطاق المعرّفة بالبرمجيات، خلال مارس الماضي، تقنية وصفت بالمبهرة، لكونها تعمل على تبسيط وميكنة عملية الاتصال ما بين فروع المؤسسات الكبرى، حيت إنها توجه حركة المرور عبر كل من الشبكات العامة والخاصة، وتمكن المستخدمين من الاحتفاظ بالسيطرة على الشبكات الهجين (التي تتضمن أكثر من تقنية في وقت واحد)، وتنفذ عملية التحكم والسيطرة من مكان واحد بدلاً من الحاجة إلى إدارة العديد من موجهات البيانات «راوتر»، أو استبدال أي معدات حالية موجودة بالشبكة. وتعد أكبر ميزة تقدمها تقنية «فيلو كلاود» هي قدرتها على إنشاء وتشغيل شبكة معلومات واسعة النطاق بين مئات الفروع التابعة لمؤسسة عملاقة خلال 30 يوماً فقط أول أقل.
تقنيتان من «أوبتوس»
كما طرحت شركة «أوبتوس» المنافسة لـ«فيلو كلاود»، تقنية في وقت سابق من العام الجاري، أطلقت عليها «حل ادفع حسب ما تذهب»، إذ إن هذا الحل مخصص للعمل مع الحوسبة السحابية، ويسمح للشركات بتوسيع خدماتها لتتناسب مع الطلب والمحاسبة على أساس الساعة من خلال بوابة على الإنترنت للخدمة الذاتية، تقوم فيها الشركة بإدارة ما تحتاج إليه من خدمة الاتصال والشبكات كاملة، وحساب الكلفة والدفع على قدر الاستخدام.
وفي 13 سبتمبر الجاري، كشفت «أوبتوس» عن تقنية جديدة أطلقت عليها «فيوشن إس دي وان»، التي يمكن استخدامها من قبل أي موفر خدمة لترتب الأوليات في خدمات الأعمال. وأفادت الشركة بأنها أحد أول حلول الخدمات المدارة التي يمكن تطبيقها ونشرها عبر أي شبكة من شبكات الأعمال، لتراقب حركة المرور عبر الشبكة من التطبيقات لحظياً من أجل الحصول على معلومات حول أين وكيف يتم استهلاك سعة الاتصال عبر الشبكة بأكملها. ونتيجة لذلك يكون أصحاب الأعمال قادرين على ترتيب الأولويات الخاصة بأعمالهم عبر الشبكة في ما يتعلق بحركة مرور البيانات الخاصة بهذه التطبيقات، كما يمكن استخدامها أيضاً مع خدمات الحوسبة السحابية، مثل «مايكروسوفت آزور» وخدمات «ويب أمازون» وغيرهما.