ملفات «بي دي إف» رهان «مايكروسوفت» لتفــوق متصفح «إيدج» على «فايرفوكس» و«كروم»
مع إطلاق التحديث الجديد لـ«ويندوز 10»، المقرر يوم 27 أكتوبر المقبل، سيبدأ فصل جديد في المنافسة الشرسة والمستمرة بين برامج تصفح الويب الرئيسة السائدة في السوق، وستكون كلمة السر فيها هي ملفات الـ«بي دي إف». وأشارت المراجعات الأولية للتحديث المتوقع، إلى أن «مايكروسوفت» قررت التركيز بشدة على ملفات «بي دي إف»، ورفع قدرات متصفحها «إيدج» في هذا الصدد، لتكون هي نقطة الانطلاق والتميز، التي ستجعله يتربع على القمة بلا منازع، من حيث القدرات التي يمتلكها والأدوات التي يوفرها لمستخدميه، أمام ما تقدمه برامج التصفح الرئيسة الأخرى، وهي «موزيلا فايرفوكس»، و«غوغل كروم».
التوقيع الإلكتروني أكدت شركة «مايكروسوفت» أنه جرى تزويد «إيدج» بخاصية التوقيع الإلكتروني، ويتم هذا الأمر بطريقة سلسة، لكن الأمر لايزال في البداية ولم يصل إلى مرحلة النضج، التي تتمتع بها خدمات التوقيع الرقمي المؤمّنة والأكثر تعقيداً، مثل خدمة «دوكيو ساين» لإرسال الوثائق الموقعة. لكن بعض المحللين يرون أن خدمة التوقيع الرقمي في «إيدج» قابلة للتطور والنضج، وقد تصبح مستقبلاً بديلاً لخدمات التوقيع الرقمي المؤمّنة المستخدمة حالياً. «مايكروسوفت» ستقوم بتمديد خاصية تقنية «الحبر الرقمي» لتعمل مع ملفات «بي دي إف». |
الأدوات الجديدة
وتدور حزمة الأدوات الجديدة حول تمكين المستخدم من إجراء كل المعاملات مع وثائق «بي دي إف»، كما لو كان يعمل على برنامج محرر «بي دي إف» الأصلي، ما يضع بين المستخدم خيارات واسعة في تطبيقات عدة، تتعلق بالأداء المؤسسي، كالتعامل مع وثائق الضرائب مثلاً، والتوقيع الإلكتروني للوثيقة بسهولة، ومن ثم إجراء المعاملات البينية داخل المؤسسة الواحدة أو مع شركائها من الخارج.
وقدّم محللو موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com نظرة معمّقة على هذا التحول اللافت في طريقة إدارة «مايكروسوفت» لمعركتها مع متصفحي «موزيلا فايرفوكس»، و«غوغل كروم».
يشار إلى أن ملفات «بي دي إف»، نمط من المستندات الرقمية المستخدمة على نطاق واسع، في تبادل المستندات المطلوب نقلها وتبادلها لتصل من طرف إلى طرف آخر في حالة تسهل قراءتها ومراجعتها، بغض النظر عن نظام التشغيل المستخدم، ولا يتم التلاعب بها، إذا ما قام مرسل الوثيقة الأصلي بإغلاق التعديلات عليها، وتأمينها بتوقيع رقمي أو علامات مائية أو خلافه.
وفتحت هذه النوعية من المستندات باباً واسعاً في نشر وتبادل المحتوى الرقمي حول العالم، بين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
متصفحات الويبوشكّل التعامل مع ملفات «بي دي إف»، عبر متصفحات الويب، تحدياً كبيراً للشركات المنتجة لبرامج التصفح خلال العقود الماضية. وبمرور الوقت تحسن أداء المتصفحات في التعامل مع هذه النوعية، حتى وصل إلى مراحل كبيرة تشمل سرعة العرض والتصفح والتنقل بين الصفحات، والتكبير والتصغير والتركيز على نص، والتنزيل وخلافه.
لكن ظلت خصائص تحرير وتعديل ملفات «بي دي إف»، الذي لم يغلق بعد، أمراً يصعب أداؤه مباشرة من خلال برامج التصفح، ومقصورة فقط على برامج تحرير الـ«بي دي إف»، المتخصصة التي تنتمي إلى فئة التطبيقات المكتبية، وليس برامج الويب، الأمر الذي عطل استخدام تطبيقات الويب، من التعامل لحظياً مع ملفات «بي دي إف»، خصوصاً في الملفات التي يتم تداولها في دورات العمل متعددة المراحل، كإصدار الشيكات البنكية، وإعداد الإقرارات الضريبية وغيرها.
وخلال العامين الأخيرين، ركزت برامج التصفح على إيجاد حلول لهذه المشكلة، وحققت تقدماً، لكن الأمر مع «مايكروسوفت إيدج» يتجاوز ما هو قائم حالياً في برامج التصفح الكبرى بمراحل.
ووفقاً للمراجعة التي قام بها محللو «بيزنس إنسايدر» فإن «إيدج» سيتم تزويده بحزمة من الأدوات القوية التي ستجعل المستخدم قادراً على تحرير وتعديل مستندات «بي دي إف» والإضافة إليها، ووضع التعليقات، والملاحظات، وإلحاق التوقيع الرقمي عليها، بل والكتابة عليها بقلم الكتابة أو بالضغط بالإصبع.
وعند بداية استخدام مجموعة أدوات التعامل مع مستند «بي دي إف»، يطلب «إيدج» من المستخدم كتابة كلمة «بي دي إف» في مربع البحث بالجانب العلوي الأيمن من المتصفح، فيظهر شريط أدوات صغير ينزلق للأسفل من قمة الصفحة، كاشفاً عن قدرات وأدوات التعامل مع وثيقة «بي دي إف»، التي تتضمن سلسلة من الأيقونات في الركن الأيمن الأعلى من الشاشة، تشير إلى ما يمكن أن يسمح «إيدج» بالقيام به مع الوثيقة.
وسيتم تزويد «إيدج» بخاصية ملء الحقول في وثائق «بي دي إف»، واستخدام مربع الحوار الفعلي الخاص بالحفظ، لتخزين الوثيقة التي تم ملؤها على حاسبك، ما يسرّع من عمليات معالجة الوثائق المهمة، كوثائق إدارة الإيرادات الداخلية بالشركة، المعروفة باسم وثائق «آي آر إس» المستخدمة في حساب الضرائب.
وتتسم أداة «راوي مايكروسوفت» بأنها آلية لقراءة محتويات وثيقة الـ«بي دي إف» بصوت مسموع ومرتفع، وهو ما لا تفعله المتصفحات الأخرى. كما يفعل «إيدج» مع الكتب الإلكترونية، حيث يتيح القدرات نفسها في قراءة الـ«بي دي إف» بصوت مسموع، والقراءة تتم من المكان الذي يحدده المستخدم، بدلاً من البدء من أول الوثيقة، ثم المضي سطراً بعد آخر إلى أسفل.
وضع العلامات
وطرحت «مايكروسوفت»، قبل عام، تقنية «الحبر الرقمي»، وخاصية وضع الرموز على صفحة، وفي التحديث المتوقع الإعلان عنه يوم 27 أكتوبر المقبل، ستقوم «مايكروسوفت» بتمديد هذه الخاصية لتعمل مع ملفات «بي دي إف»، لتسمح بالرسم وعمل التظليل وكتابة التعليقات على الوثيقة، سواء بقلم الكتابة على الشاشة، أو من خلال تشغيل مفتاح خاص يتيح الكتابة من خلال الضغط بالأصابع على الشاشة.
ويتم فتح أدوات التعليقات ووضع الرموز والعلامات من خلال كتابة كلمة «قلم»، التي تعرف في حالات أخرى باسم «إضافة ملاحظات» داخل المتصفح، وحينئذ تظهر الأيقونات في الركن الأعلى الأيمن داخل المتصفح نفسه، بالقرب من المكان الذي يتم فيه حفظ الروابط المفضلة.
ومن خلال الأدوات الجديدة يمكنك أيضاً أن تحدد كلمة أو نصاً، وتضغط على الجانب الأيمن من «الماوس» لتحدد اللون الذي تختاره لتظليل الكلمة أو النص تلقائياً، ثم تضيف الملاحظات والتعليقات الملتصقة، وبعد إنهاء الملاحظات تنكمش لتصبح في صورة مستطيل صغير عند إغلاقها.
وبمجرد أن تبدأ التعامل مع وثيقة «بي دي إف» من خلال «إيدج»، تقفز أيقونة مساعد «مايكروسوفت» الرقمي «كورتانا» إلى الجانب الأيمن في مربع صغير ليكون جاهزاً للمساعدة، فيمكنك مثلاً أن تطلب من «كورتانا» البحث عن كلمة في الوثيقة، فيقوم بالبحث وإظهارها، أو تطلب منه معنى أو شرح الكلمة، فيبحث عن المعنى ويظهره في نافذة صغيرة.