تحليل: «الشركة» دخلت في مواجهة مع متاجر «ستاربكس»
«أمازون» تطرح «المقاهي الذكية» بديلاً عن متاجر التجزئة التقليدية
بعد ما يزيد قليلاً على عام، من استحواذها على سلسلة متاجر «هول فود» لتجارة التجزئة في مجال الأغذية والمشروبات، أعلنت «شركة أمازون الأميركية» معركة مفتوحة مع سلسلة متاجر «ستاربكس» العاملة في تجارة التجزئة التقليدية، طارحة بديلاً جديداً هو المقاهي الذكية، المزودة بأجهزة لتحميص وإعداد القهوة، تتلقى أوامرها من تطبيقات التجارة الإلكترونية على الـ«ويب» والهواتف الذكية المحمولة.
• «أمازون» ستوجه ضربات قاصمة إلى الأساليب التقليدية في إدارة المقاهي. • الأساليب التقليدية لـ«ستاربكس» تجعلها ديناصوراً قديماً قابلاً للالتهام. تطبيقات «أمازون» لدى «أمازون» وسائل متعددة في المواجهة مع «ستاربكس»، فبرامجها المطبقة فعلياً عبر الـ«ويب» وتطبيقات المحمول، يمكن تشغيلها على الفور داخل مقار المقاهي. وهناك برنامج «برايم» المخصص لتعظيم الولاء، والذي يمنح خصومات وعروضاً كبيرة طوال الوقت، كما أن هناك خواص «الحفظ» و«الاشتراك» وتجميع النقاط، وإمكانية وضع كل قوائم الأغذية والمشروبات التي تقدمها المقاهي على موقع «أمازون» نفسه، ومنصة تجارتها الإلكترونية. |
وتحمل هذه المقاهي الذكية علامة «أمازون» التجارية، وتستفيد من القدرات الهائلة المتوافرة لدى الشركة في مجال تقنيات التجارة الإلكترونية، وسلاسل البيع والتوزيع الذكية العاملة بـ«الروبوت»، في وقت تقف فيه «ستاربكس» بكل تاريخها وانتشارها الجغرافي عالمياً في موضع من يتلقى القذائف، ولا يستطيع الرد بالمثل.
حرب مقاهٍ
وقد رصد تحليل إخباري نشره، أخيراً، موقع «كمبيوتر وورلد» computerworld.com، نذر أو بدايات ما يمكن أن نطلق عليه «حرب مقاهٍ» بين الأساليب القديمة المتبعة في المقاهي التقليدية، والأساليب الرقمية الحديثة التي تعمل بها المقاهي الحديثة، التي بدأت تغزو الأسواق.
وتكاد تكون افتتاحية هذه المواجهة مقصورة على طرفين أساسيين، هما: شركة «ستاربكس» التي تعتبر عملاق متاجر المقاهي التقليدية ذات العراقة والشهرة في تبني الأساليب التقليدية الرفيعة المتبعة في إدارة المقاهي، وشركة «أمازون» عملاق التجارة الإلكترونية، ذات البصمة التي لا تضاهى في عالم تجارة التجزئة الإلكترونية.
ويتنبأ التحليل بأن «أمازون» ستوجه ضربات قاصمة للأساليب التقليدية في إدارة المقاهي، والاستحواذ على زبائنها، لكونها تمتلك زمام المبادرة كاملة في هذه المواجهة.
فن الإدارة
تتركز القوة الضاربة الأساسية لـ«أمازون» في أنها تمتلك فهماً جيداً جداً لكيفية إدارة شبكة موردين موزعة واسعة الانتشار عالمياً، وتعرف كيف تقوم بتصنيف وتجزئة البضائع والمنتجات المستهدفة، طبقاً للبيانات التي يجري البحث فيها من قاعدة المتعاملين التي تكونت بالأساس داخل الـ«ويب»، وتطبيقات المحمول، وخدماتها الإلكترونية المتنوعة.
وقد أتاح التفوق التقني لـ«أمازون» تقديم نماذج عمل، وأساليب في التعامل مع الزبائن والمستهلكين، لا يمكن للأطراف الأخرى تقديمها.
صدام حتمي
ويرى التحليل أن الصدام الذي بدأت نذره تلوح في الأفق بين «أمازون» و«ستاربكس»، ليس مصادفة، بل له مبرراته الموضوعية التي تجعله حتمي الحدوث، فـ«ستاربكس» تشتمل على قاعدة مستهلكين ومعجبين واسعة وعالية الارتباط بها، وهذه القاعدة تتماثل من حيث الدخل والمستوى المعيشي مع قاعدة متعاملي «أمازون» التي لا تكف عن النمو، إن لم تكن هي نفسها قاعدة عملاء «أمازون»، وبالتالي فإن الصدام واقع لا محالة، وليس أمام «أمازون» إلا «استراتيجية المحو»، كي تتمكن من مواصلة نموها وتوسيع أعمالها وتعظيم عائداتها.
مميزات «ستاربكس»
ما يغري «أمازون» لاتباع هذه الاستراتيجية في المواجهة، هو أن الأساليب التقليدية التي تتبعها وتجسدها «ستاربكس»، تجعل الأخيرة ديناصوراً قديماً قابلاً للالتهام، من قبل أساليب التجارة الإلكترونية الجديدة في عالم التجزئة، فلدى «ستاربكس» مقاهي تجزئة تقدم القهوة والمشروبات الغالية، ولديها مركز عمليات مركزي، ومصادر قهوة من أنحاء العالم، كما أنها تعبئ وتشحن المنتجات من أجل البيع لشركتها، فضلاً عن أنها تؤجر المواقع بطريقة «فرانشايز».
أدوات «أمازون»
في المقابل، تكتسح «أمازون» السوق بخفة ورشاقة وأدوات مغايرة تفتح أمامها فرصاً غير محدودة للتوسع، خصوصاً في مجال المقاهي، ففي يونيو 2016 أطلقت علامتها التجارية الخاصة بها في مجال المقاهي، التي تحمل اسم «هابي بيلي»، جزءاً من استراتيجية كاملة للتحرك نحو الوجبات الخفيفة والمشروبات.
ويخلص التحليل في النهاية إلى أن محو علامة «ستاربكس» التجارية مستقبلاً بفعل «أمازون» أمر وارد الحدوث، وساعتها ستعلن هزيمة تجارة التجزئة التقليدية أمام تجارة التجزئة الإلكترونية.