1.3 تريليون دولار الإنفاق المتوقع على تقنية المعلومـات عالمياً في 2018
أصدرت مؤسستا «غارتنر» و«آي دي سي»، المتخصصتان في بحوث سوق التقنية، منذ بداية العام الجاري، سلسلة تقارير «نهاية العام»، توقعتا فيها ما سيحدث في سوق تقنية المعلومات العالمية خلال عام 2018.
نمو الشركات الكبرى اتفقت تقارير «نهاية العام»، الصادرة عن مؤسستي «جارتنر» و«آي دي سي» البحثيتين، بخصوص التوقعات حول سوق تقنية المعلومات العالمية خلال العام الجاري، بأن السوق ستشهد مزيداً من التضخم والنمو للشركات الكبرى، حيث من المتوقع أن تضيف مجموعة الشركات الخمس الأكبر قيمة في العالم، وهي: «أبل» و«غوغل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«فيس بوك» ما قيمته 100 مليار دولار من المبيعات في ما بينها، خلال العام الجاري، بمعدل نمو جماعي نسبته 14%. وبينت التقارير أن هذا الأمر مدعوم بالتقنيات ذات العلاقة بالإعلانات الرقمية، والتجارة الإلكترونية، والتحول نحو الحوسبة السحابية، فضلاً عن تقنية البنية الأساسية. • 8 % ارتفاعاً في الإنفاق العالميعلى أمن المعلومات خلال 2018. • وصول مبيعات الإكسسوارات الذكية إلى 222.3 مليون وحدة في 2021. |
ووفقاً للمراجعة، التي أجرتها «الإمارات اليوم» للأرقام والإحصاءات الواردة في هذه التقارير، فإن سوق التقنية في العام الجديد، ستشهد نمواً إجمالياً، يتوقع أن يبلغ أو يجاوز 4%، مع توقعات بوصول الإنفاق العام على تقنية المعلومات عالمياً إلى 1.3 تريليون دولار. وبالنسبة للمستهلكين، توقعت التقارير أن تتركز الفائدة في حدوث تنويع أكبر للمنتجات والخدمات المقدمة، بينما ستزداد التحديات والضغوط الواقعة على المنتجين الصغار، ليبقى وجودهم معلقاً بالأساس بمستوى ما يستطيعون التوصل إليه من إبداع يضفي تميزاً على ما يقدمونه من منتجات وخدمات.
إجمالي الإنفاق
وبحسب ما ورد في تقارير «نهاية العام»، فإن الإنفاق على تقنية المعلومات وعمليات التحول الرقمي، خلال العام الماضي، بلغ نحو 1.1 تريليون دولار، فيما من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال العام الجاري، ليبلغ إجمالي الإنفاق 1.3 تريليون دولار.
وأوضحت التقارير أن النسبة الكبرى من هذا الإنفاق ستخصص لدعم التقنيات، التي تدعم نماذج التشغيل الجديدة والموسعة، التي تجعل المؤسسات والشركات أكثر فاعلية واستجابة لتحديات السوق، ومتطلبات عملائها وشركائها.
وفي هذا السياق، بينت التقارير أن نصيب التقنيات، التي تدعم الابتكارات ذات الخبرة المتطورة، في الكيفية التي يتواصل بها العملاء والشركاء والموظفون والمنتجات والخدمات المخصصة، لتلبية احتياجات الزبائن والجمهور، ستحصل على نحو 326 مليار دولار من الإنفاق الكلي على التقنية في عام 2018. وأظهرت أن الصناعات التحويلية المنفصلة، ستنفق 214 مليار دولار على تقنية المعلومات، تليها الخدمات المهنية التي ستنفق 133 مليار دولار، في حين أن قطاع النقل سينفق 127 ملياراً.
نمو عام
ويترافق مع الارتفاع المتوقع على الإنفاق نمو منتظر في حجم سوق تقنية المعلومات كافة، قدرته التقارير بنحو 4%، وذلك كمتوسط عام لمعدل النمو السنوي خلال عام 2018، لكنه يتنوع من فئة لأخرى ومن شريحة لأخرى داخل هذه السوق، إذ يتوقع أن تصل نسبة النمو في شريحة الحاسبات الشخصية والمحمولة إلى 2% فقط، علماً بأن حجم المبيعات خلال عام 2017، بلغ نحو ثلاثة ملايين جهاز، بينما يختلف الأمر بالنسبة لسوق الهواتف الذكية، التي يتوقع أن تنمو بنسبة تفوق المتوسط العام لسوق التقنية كافة، لتناهز 5.1%.
أمن المعلومات
ووفقاً لتقارير مؤسسة «غارتنر»، فإن الإنفاق العالمي على أمن المعلومات سيبلغ 96.3 مليار دولار العام الجاري، بزيادة قدرها 8% على العام الماضي. وأرجعت المؤسسة هذه التوقعات إلى توجه الشركات للإنفاق بشكل أكبر على منتجات وحلول أمن المعلومات، بهدف الامتثال للأطر التنظيمية لهذا القطاع، والتكيف مع التغيير الذي طرأ على عقلية المشترين، وتمتعهم بوعي أكبر تجاه التهديدات الأمنية الناشئة، مثل هجمات التشفير والفدية على غرار «وانا كراي» وغيرها، ما يؤثر سلباً، وبصورة مباشرة، في أمن المعلومات لكونها من الهجمات التي تستمر لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وتوقعت تقارير «غارتنر» أن تصبح الاختبارات التقنية وتعهيد الأعمال التقنية إلى جهات خارجية، إضافة إلى المعلومات الأمنية وإدارة الأحداث، من بين القطاعات الأمنية الأسرع نمواً، والتي بدورها ستدفع بالنمو في ميادين خدمات حماية البنية التحتية وأمن المعلومات.
المدن الذكية
كما توقعت التقارير بروز قطاع المدن الذكية كواحد من أبرز قطاعات سوق التقنية نمواً خلال عام 2018، حيث سيبدأ هذا القطاع في تسجيل نمو قدره 19%، بدءاً من العام الجاري وحتى عام 2020، ليصل حجم سوق نظم وتقنيات المدن الذكية إلى 800 مليار دولار في عام 2020، الأمر الذي يمثل فرصة تجارية كبيرة أمام مختلف القطاعات الداعمة لهذه المدن، والتي طالما مثّلت مفاهيمها الرؤية المحورية لجميع الأعمال.
وأوضحت تقارير «غارتنر» أن قيمة حلول الاتصال الذكي ستنتشر في نحو 230 مليون منزل حول العالم، أي بنحو 15% من العدد الإجمالي للمنازل بحلول عام 2020.
من جهتها، أظهرت تقارير مؤسسة «آي دي سي» أنه بحلول عام 2020، سيتم ربط أكثر من 20 مليار جهاز حول العالم معاً، جميعها تتعلق بالمدن الذكية، وتتضمن أجهزة كشف الدخان، وأجهزة الإنذار ضد السرقة، وعدادات الكهرباء، والأجهزة المنزلية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد من أبرز الدوافع الكفيلة بتسريع وتيرة الوصول إلى المدن الذكية.
الإكسسوارات الذكية
وأفادت تقارير «آي دي سي» بأن مبيعات الإكسسوارات الموصولة الذكية، كالساعات الذكية والملابس الذكية، وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء، ستشهد نمواً مطرداً، بدءاً من عام 2018، إلى عام 2021، ليتضاعف عدد الوحدات المبيعة منها تقريباً، موضحة أن التوقعات تشير إلى أن العدد الاجمالي للوحدات المبيعة سيرتفع من 113.2 مليون وحدة العام الماضي، ليبلغ 222.3 مليون وحدة في عام 2021.
وبينت التقارير أن الأساور، التي تقوم بالقياسات الحيوية للجسم، وتراقب حالة اللياقة البدنية تشكل 40% من المبيعات حالياً، لكن من المتوقع أن تتفوق عليها الساعات الذكية بدءاً من عام 2018. كما من المتوقع أن يكون هناك ازدياد شديد في مبيعات السماعات الموصولة المتعددة الوظائف والملابس الموصولة، لكن حصة هذين المنتجين ستبقى ضئيلة في السوق، بمعدل 5% لكل منهما.