جيل جديد من الهواتف الذكية لتأمين الكمبيوتر وترشيد كفاءة استهلاك الطاقة وعمليات التصوير

الذكاء الاصطناعي.. المرحلة المقبلة في صناعة الهاتف المحمول

خصائص وميزات الذكاء الاصطناعي الموجودة في «آي فون إكس» ترتكز على مزايا التصوير والرسوم المتحركة. ارشيفية

ظهرت تطبيقات وخواص الذكاء الاصطناعي بصورة محدودة في بعض الهواتف الذكية التي طرحت خلال عام 2017، ويتوقع خلال 2018 أن تتحول هذه الخواص من مجرد مزايا تظهر في بعض الهواتف عالية المواصفات إلى سمات عامة وشائعة لدى جميع مصنعي الهواتف الذكية تقريباً، لتنقل عالم «المحمول» إلى جيل جديد من الهواتف هو «هواتف الذكاء الاصطناعي»، أو الهواتف التي يستند العديد من وظائفها وخصائصها ومميزاتها إلى الذكاء الاصطناعي، مثل وظائف تأمين الكمبيوتر، وترشيد كفاءة استهلاك الطاقة، وعمليات التصوير والبحث والتسوق عبر الانترنت.

«في 30 ألفا» من «إل جي»

تطبق شركة «إل جي» الكورية الجنوبية خواص الذكاء الاصطناعي بصفة أساسية في هاتفها طراز «في 30»، الذي يتضمن بعض الخواص والوظائف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، لكن التسريبات تشير إلى أن الإصدار المقبل من هذا الطراز الذي يتوقع أن يحمل اسم «في 30 ألفا» سيتضمن توسعاً كبيراً في الاعتماد على خواص ومزايا الذكاء الاصطناعي، في مقدمتها «مساعد غوغل»، وبعض الخواص التي ظهرت في «آي فون إكس» و«جالاكسي 8».

«المحرك العصبي» شريحة صغيرة تضاف إلى «المحمول»، وتعمل كمعالج دقيق يطبق المفاهيم التي تعمل بها الشبكة العصبية في المخ البشري.

الذكاء الاصطناعي

ووفقاً لتقرير أعده محللو موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة الذكية، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تزحف على عالم «المحمول» في مسارين: الأول هو المكونات والعتاد الصلب داخل الهاتف نفسه، ويتجسد هذا بالأساس في ما يعرف بـ«المحرك العصبي»، وهي الشريحة الصغيرة التي تضاف إلى «المحمول»، وتعمل كمعالج دقيق يطبق المفاهيم التي تعمل بها الشبكة العصبية في المخ البشري، للقيام بوظائف معينة تتصف بقدر من الذكاء. والثاني هو البرمجيات التي تم بناؤها استناداً إلى مفاهيم وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأبرزها على الإطلاق المساعدات الصوتية الرقمية، وبرمجيات وتقنيات التعامل مع الصور.

وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن زحف تقنيات الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية يعد ظاهرة عامة لن تتخلف عنها أي شركة مصنعة لـ«المحمول» تقريباً، فإن هناك تفاوتاً واضحاً في ما فعلته أو ستفعله كل شركة على حدة، وذلك على النحو التالي:

شركة «أبل»

ترتكز خصائص وميزات الذكاء الاصطناعي الموجودة في «آي فون إكس» من شركة «أبل» الأميركية بالأساس على مزايا التصوير والرسوم المتحركة، فالهاتف يحتوي على شريحة «المحرك العصبي» التي تقوم بالعديد من الوظائف بعيداً عن العمليات الأخرى الأكثر شيوعاً على الهاتف، وباستهلاك قدر ضئيل من الطاقة.

وقد أضافت «أبل» لهذا الهاتف نظاماً للتعرف إلى الوجوه يعمل كذلك بالذكاء الاصطناعي، ولذلك فهو قادر على إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لوجه الشخص من خلال الكاميرا الأمامية، واستخدامها في التعرف إلى هوية الشخص المسجل باعتباره صاحب الهاتف، ومن ثم الدخول إلى الجهاز وتشغيله، وإجراء عمليات المصادقة المطلوبة لتشغيل التطبيقات والخدمات المختلفة مثل خدمة «أبل» للدفع عبر «المحمول»، ويتم تخزين كل هذه المعلومات على شريحة «المحرك العصبي»، لتقليل استهلاك الطاقة وتحقيق مستويات أعلى من الأمان.

جهود «سامسونغ»

دخلت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية بقوة إلى مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على الهواتف المحمولة الذكية من خلال مساعدها الرقمي الصوتي الشهير «بيكسبي»، الذي يعمل حالياً على الهاتف الذكي طراز «جالاكسي إس 8»، وهناك تسريبات عدة حول تطوير «بيكسبي» وطرح نسخة معدلة ومحسنة منه على هاتف «جالاكسي إس 9» المنتظر طرحه خلال الاشهر المقبلة.

يسمح «بيكسبي» لمستخدميه بتحديد العناصر من خلال تطبيق على الكاميرا داخل الهاتف الذكي، ولذلك فهو يحمل اسم «رؤية بيكسبي»، وبالتالي يتيح للمستخدمين التعرف بصورة أفضل إلى تفاصيل المواقع والأشياء، ومعرفة كيفية شراء العناصر التي يرونها في العالم الحقيقي، وترجمة اللغات، والعديد من المهام الأخرى، ويتيح «بيكسبي» للمستخدمين أيضاً إطلاق خواص «المساعد الصوتي»، التي يطلق عليها «صوت بيكسبي»، والتي يمكنها سحب المعلومات، والقيام بالوظائف من دون استخدام اليد، مثل فتح التطبيقات أو تحديد توقيت منبه.

«غوغل» والتصوير

تبدو الخواص والميزات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في هواتف «بيكسل 2»، و«بيكسل 2 إكس إل» من شركة «غوغل» الأميركية أقل من اللازم، مقارنة بما هو قائم في «آي فون إكس» و«جالاكسي إس 8»، إذ تركز هذه المزايا والخواص القليلة على التصوير فقط.

ففي حين أدخلت العديد من الهواتف الذكية المتنافسة مكونات جديدة لاستكمال خواص الذكاء الاصطناعي، مثل الكاميرات المزدوجة، ركزت «غوغل» على هذه الميزة بصورة خاصة، لكنها جعلتها معتمدة بصورة أساسية على البرمجيات وليس مكونات وأجزاء موجودة بالجهاز مثل شريحة «المحرك العصبي» مثلاً.

وظهرت فوائد هذه الخاصية لدى هواتف «غوغل» بصورة أساسية في الصور «البورتريه» أو صور الوجوه، إذ برزت هواتف «بيكسل 2» و«بيكسل 2 إل إكس» كواحدة من أفضل الهواتف التي تقدم صور «بورتريه»، بل إن البعض استخدم الخواص الموجودة في التطبيقات المستندة لبرمجيات الذكاء الاصطناعي بهذه الهواتف في الهواتف الذكية القديمة التي قدمتها «غوغل» من قبل، وحصلوا على نتائج مماثلة، ما حدا ببعض المصنعين إلى تضمين برمجيات «غوغل» للصور في هواتفهم.

وهناك بالطبع مساعد «غوغل» الرقمي الصوتي المستند لتقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي يتضمن العديد من الوظائف القابلة للتنشيط والتحكم فيها عبر الصوت، فمن خلال مساعد «غوغل» يمكن تشغيل محرك البحث المرئي الذي يحمل اسم «العدسة»، وهو يتشابه إلى حد كبير مع تطبيق «رؤية بيكسبي» لدى «سامسونغ»، لكنه يتميز بالقدرة الواضحة على تحديد أرقام الهواتف وعناوين الـ«ويب»، والسماح للمستخدمين بحفظ هذه التفاصيل على هواتفهم.

«أليكسا» من «أمازون»

تتجسد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدى شركة «أمازون» الأميركية في مساعدها الرقمي الصوتي «أليكسا» الذي يعمل على أجهزة «إيكو» بصفة أساسية ضمن مجموعة الأجهزة الذكية المنزلية، لكن الميزة التي قد لا يعرفها كثيرون أنه متوافق وقابل للعمل مع العديد من الهواتف الذكية، بل إن بعض الأجهزة يأتي محملاً عليها «أليكسا»، مثل «هواوي ميت 10 برو»، وهاتف «إتش تي إس يو 11»، ليستخدم في تشغيل العديد من تطبيقات وخدمات «أمازون» عبر الهاتف الذكي، مثل تحميل أو فتح تطبيق التسوق عبر «أمازون» صوتياً، وتتبع عمليات الشراء، والتحكم فيها عبر الهاتف الذكي، وكذلك تشغيل خدمة «أمازون» للموسيقى، ومتابعة كاميرات الأمن وأجهزة التلفزيون، ومصابيح المنزل من خلال الهاتف الذكي.

شريحة «هواوي»

تحرص شركة «هواوي» الصينية دائماً على تقديم نفسها باعتبارها أول مصنع للهواتف المحمولة يقدم شريحة تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي جسدتها عملياً في هاتفها «هواوي ميت 10 برو»، التي استخدمت فيها شريحة «محرك عصبي» للتعامل مع وظائف التصوير، وكفاءة استخدام الطاقة وتأمين الهاتف، وتقوم هذه الشريحة بالتعرف إلى الناس، والغذاء، والحيوانات والكائنات في الصورة بطريقة دقيقة، كما تتيح التقاط صورة مثالية، وتحمل الشريحة المعلومات الحساسة الخاصة بالمستخدم وتؤمنها بمستوى من الحماية الإضافية.

تويتر