«الشركة» تراهن على جودة منتجها الجديد رغم سعره المرتفع ووجود 20 مليون جهاز مماثل لـ «أمازون» في السوق
التأخير بالطرح والانغلاق على «أبل» يحدّان من قدرة «هوم بود» على المنافسة
أعلنت شركة «أبل» الأميركية، أخيراً، أنها قررت رسمياً وبشكل نهائي، طرح ميكروفونها الذكي المنزلي «هوم بود» في الأسواق يوم التاسع من فبراير المقبل، متحدية بذلك جميع التوقعات والتحليلات التي تكاد تجمع على أن هناك سببين رئيسين، سيحدان من قدرة «هوم باد» على المنافسة، هما التأخير في الطرح، والانغلاق في العمل، مع التقوقع داخل منتجات ونظم «أبل» المختلفة، غير أن الشركة الأميركية تراهن على جودة منتجها الجديد رغم سعره المرتفع مقارنة مع الأجهزة المماثلة في السوق.
شاشات.. لا أصوات قال محلّلون في موقع «بيزنس إنسايدر»، إن الـ500 مليون جهاز التي ينشط عليها «سيري»، المساعد الصوتي الرقمي من شركة «أبل»، هي في الأصل أجهزة لديها شاشات، ما يعني أن الصوت ليس هو الاختيار الأول أو المدخل الأساسي في التعامل مع هذه الأجهزة. وقالوا إنه إضافة إلى ذلك فإن «أبل» تركت ريادتها وقيادتها تزول وتتبدد، فيما كونت شركتا «أمازون» و«غوغل» لنفسيهما نظماً متكاملة سريعة النمو حول فكرة التحكم في الصوت من خلال أجهزة معتمدة على مساعداتها الرقمية التي تحظي بالانتشار والانفتاح. • «أبل» تقرر إطلاق ميكروفونها الذكي الجديد في الأسواق يوم 9 فبراير. • طرح «هوم بود» بـ350 دولاراً مقابل 30 دولاراً لـ«أمازون إيكو». |
فقدان الفرصة
وحاول تحليل لموقع «بيزنس إنسايدر»، نشره أخيراً، استكشاف الاحتمالات التي يمكن أن يواجهها ميكروفون «هوم بود» الذكي بعد وصوله إلى الأسواق، واصفاً الجهاز بأنه سيكون «عظيماً في سوق أقل وأصغر بكثير من حيث المنافسة».
وأوضح التحليل أنه بسبب التأخير في الطرح، فقدت «أبل» الفرصة للدخول بقوة إلى سوق أجهزة الحوسبة الصوتية، بعدما أصبحت تلك النوعية من الأجهزة التي تنتجها شركتا «أمازون» و«غوغل» هي الفئة الرائدة والأوسع انتشاراً وشعبية.
وأضاف أنه أيضاً بسبب إنغلاق «هوم بود» واقتصار تعامله على موسيقى «أبل» و«آي فون»، بحيث إن من يشتريه لن يستطيع استخدام كل المزايا والخصائص الموجودة به إذا لم يكن في الأصل مشتركاً في خدمة «موسيقى أبل»، فإن جهاز «أبل» الصوتي من الناحية العملية لن يدخل في منافسة قوية على أي من حصص «أمازون» و«غوغل»، بل سيبحث لنفسه عن موطئ قدم لدى المشتركين في «موسيقى أبل»، ما يجعله في نهاية المطاف أقرب إلى الملحقات الموسيقية، منه إلى جهاز ذكي يدير الحركة داخل المنزل.
السعر
وبيّن تحليل «بيزنس إنسايدر»، أنه على الرغم من أن خدمات الموسيقى الأخرى، مثل «سبوتيفاي» و«أمازون» و«غوغل بلاي»، وغيرها، يمكنها من الناحية التقنية العمل مع «هوم بود»، لكن يظل في النهاية من المتعيّن توجيه الموسيقى إلى «الميكروفون» عبر هاتف «آي فون» باستخدام سماعات «إير بلاي»، التي ليست جيدة أو طبيعية مثل استخدام متحكمات الصوت، لذلك فإن الـ30 مليون مشترك في خدمة «موسيقى أبل»، لن يكونوا جميعاً، أو جزء كبير منهم، على استعداد لإنفاق 350 دولاراً مقابل «هوم بود»، بينما هناك بدائل أخرى أقوى وأرخص كثيراً.
وأشار إلى أن ميكروفونات «أمازون إيكو» و«غوغل هوم» الذكية موجودة في السوق بأسعار معقولة، إذ يمكن شراؤهما بأسعار تصل الى 30 دولاراً فقط، وعند هذا المستوى من السعر، من السهل وضع «ميكروفون» في كل غرفة، من أجل التحكم في الصوت.
وأوضح التحليل أنه في المقابل فإن سعر 350 دولاراً لـ«هوم بود» سيجعل معظم المستخدمين قادرين على تحمل جهاز واحد فقط، وهو عامل حاسم سيجعل «هوم بود» في غرفة المعيشة فقط، كما أن هناك الكثير من الشك حول ما إذا كان هناك من يريد وضعه في المطبخ أو غرفة النوم، على سبيل المثال، لافتاً إلى أن من المرجح أن يكون هذا هو الاحتمال الأكثر واقعية، لأنه لا توجد أي مؤشرات الى أن «أبل» ستطرح أجهزة «هوم بود» مصغرة ورخيصة تنافس «غوغل هوم» و«أمازون إيكو».
انفتاح «أمازون»
كما لفت التحليل إلى جانب آخر ليس في مصلحة «هوم بود»، وهو أن المساعدات الصوتية الرقمية ونظم متحكمات الصوت تحتاج الى أن تعمل مع أي شيء في أي مكان لتصبح ناجحة، مبيناً أن كل الأشياء ذات الشعبية الجارفة وواسعة الانتشار التي يتم استخدامها، مثل أجهزة بث الموسيقى الحية وأجهزة المنزل الذكي، يجب أن تكون قادرة على الارتباط والعمل معاً في مجال الصوت، وهذا ممكن وسهل مع المساعد الصوتي «أمازون أليكسا» و«مساعد غوغل»، لكن ليس كذلك مع «سيري»، المساعد الصوتي الرقمي من «أبل»، لأنه مغلق على الاستخدام مع فئات قليلة، مثل «موسيقى أبل»، والتراسل، وقوائم المهام المطلوبة الأداء.
وذكر التحليل أنه لهذا السبب تسيطر «أمازون» على سوق الأجهزة المنزلية الذكية للتحكم في الصوت، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن «أبل» لديها نظام الأجهزة المنزلية الذكية، الذي يتم التحكم فيه من خلال هاتف «آي فون»، فإن «غوغل» و«أمازون» لديهما ريادة وسيطرة هائلة في ما يتعلق بالتحكم في الصوت بعيداً عن الهواتف الذكية.
وأفاد بأنه وفقاً لمؤسسة بحوث المستهلكين، فإن «أمازون» لديها 20 مليون ميكروفون ذكي يعمل في السوق الأميركية فقط حتى نوفمبر الماضي، في حين أن «غوغل» لديها سبعة ملايين في السوق نفسها، لافتاً إلى أن هذه الأرقام يفترض أنها أصبحت أعلى بكثير بعد موسم الإجازات وأعياد الميلاد نهاية العام الماضي، وهو ما فقدته «أبل» بالفعل حينما أخرت طرح «هوم بود».
«أبل» تتحدى
من جهتها، تحدّت «أبل» جميع تلك الفرضيات، مؤكدة أن «سيري» يستخدم بشكل مختلف. وبحسب ما أعلنته أخيراً، فإن مساعدها الصوتي الرقمي يعمل بصورة نشطة على 500 مليون جهاز، ما يوفر أرضية كافية لحركة «هوم بود»، لكي يحقق المزيد من الانتشار والقدرات مع الوقت، مثلما حدث مع أجهزة «أمازون إيكو». وحاولت «أبل» النأي بمنتجها عن منافسة ما هو قائم من خلال التركيز على قضية الجودة الفائقة ونقاء الصوت، موضحة أن «هوم بود» يوجد فيه سبعة مكبرات صوت مختلفة وستة ميكروفونات، كما أنه يستطيع القيام بالعديد من الأشياء من وراء «الكواليس» أو خارج المشهد المرئي لتحسين جودة الصوت، حيث إنه مزود بشريحة هاتف «آي فون» لتشغيل النمذجة الصوتية وتشكيل شعاع الصوت وإزالة رجع الصدى.
وأضافت «أبل» أنه من خلال «سيري» يستطيع «هوم بود» إرسال الرسائل ووضع توقيتات المهام وتشغيل المواد الموسيقية والتحقق من الأخبار وحالة المرور والرياضة والطقس، فضلاً عن التحكم في طيف واسع من الأجهزة الذكية المنزلية.