استخدام تقنيات تعلّم الآلة وتحليل البيانات الضخمة في الرياضة

بموجب اتفاق بين شركة «أمازون» والاتحاد الوطني لكرة القدم الأميركية، دخلت تقنيات تعلم الآلة وتحليل البيانات الضخمة والتحليلات العميقة، إلى ملاعب وكواليس مباريات كرة القدم الأميركية، حيث بلغت التحليلات ذروتها الأسبوع الماضي، مع الوصول للتصفيات النهائية لفرق «السوبر»، ليتم تحليل نحو ثلاثة تيرابايت من البيانات والإحصاءات أسبوعياً وعرضها لحظياً.

• تقنيات تعلم الآلة وتحليل البيانات تؤثر في أداء الفرق والمدربين واللاعبين. • فهم الاستراتيجيات أفادت شركة «أمازون» بأن مباريات كرة القدم الأميركية تتسم بغزارة وتنوع وسرعة أحداثها، مشيرة إلى أنه في حين أن هذه المهارات الرياضية تبدو مدهشة ومثيرة بالنسبة للمشاهدين، وتسهل ملاحظتها والتعرف عليها، لكن الحقيقة أنه في معظم الأحيان يكون من الصعب كثيراً فهم الاستراتيجيات، والذكاء الذي يقع خلف كل لعبة أو أداء كل لاعب. ومن هنا كان الاتفاق مع الاتحاد الوطني لكرة القدم الأميركية، الذي حاول تقديم فهم أفضل وتعامل أكثر ذكاء مع ما يجري في هذه اللعبة.

ووفقاً لما ورد في مؤتمر عقدته «أمازون» والاتحاد الوطني لكرة القدم الأميركية، ونقل تفاصيله موقع «تيك ريبابليك»، أول من أمس، بمناسبة الوصول إلى التصفيات النهائية في دوري كرة القدم الأميركية، فإن اتفاق «أمازون»، وتحديداً خدمات «ويب أمازون» مع الاتحاد، تم توقيعه مع بداية موسم دوري 2017، واستهدف، كما قال نائب رئيس المنتجات والتكنولوجيا الناشئة في الاتحاد، مات سوينسون، إنشاء مقاييس أكثر تقدماً من أجل الوصول إلى فهم أفضل للعبة وما يجري فيها.

وحدات دقيقة

وأوضح مسؤولو الاتحاد وشركة «أمازون» أن الاتحاد قام منذ عام 2015 بتركيب وتثبيت وحدات دقيقة في ملابس اللاعبين والحكام وعبر أرجاء الملاعب، بعضها يعمل بتقنية «إف آر آي دي» أو التعرف علي الهوية بموجات الراديو، من أجل تتبع سرعة وموقع اللاعب والحكام والمدربين داخل الملعب وحوله، فضلاً عن معرفة أنماط حركتهم وأفعالهم طوال الوقت، لافتين إلى أنه منذ ذلك الحين يتم إنتاج كمية ضخمة جداً من البيانات، وكان لابد من تحويلها إلى قيمة بالنسبة للاتحاد وعملائه، وكان هذا تحدياً ضخماً، لأنه يجري إنتاج ما يقرب من ثلاثة تيرابايت أسبوعياً من البيانات تحتاج إلى تحليلات. واقترح فريق «خدمات ويب أمازون» استخدام التحليلات الضخمة وتعلم الآلة في التعامل مع هذه البيانات، ولذلك غطى التحليل البيانات التي تسجل جميع الأحداث التي تقع من اللاعبين والحكام خلال سير كل مباراة على حدة، وفي جميع المباريات التي تتم طوال الدوري، مثل شن الهجمات وقطع الكرات وعمليات الدفاع، وطريقة التشكيل، ونوعية اللاعبين في الملعب، ونتيجة الهجمة أو المباراة ككل، مشيراً إلى أن الجديد في الأمر أن التحليلات بدأت تتم لحظياً على كل هذه البيانات التاريخية الضخمة، جنباً إلى جنب مع ما يجري لحظياً في أرض الملعب.

تأثيرات في الفرق

إلى ذلك، بينّت الرئيس التنفيذي للاتحاد، ميشيل ماكينا دويل، أن استخدام تقنيات البيانات الضخمة والتحليلات العميقة، من شأنه أن يُحدث ثلاثة تأثيرات في هذه اللعبة، الأول التأثير في الفرق المشاركة بالدوري، لأنه بعد كل مباراة تصدر لكل فريق مجموعة من البيانات التفصيلية والعامة لمساعدته على تقييم أدائه العام وأداء كل لاعب على حدة، لافتة إلى أن الاتحاد يوفر بعض الأدوات الأساسية لمساعدة الفرق على تقييم البيانات، جنباً إلى جنب مع بعض الأفكار الأساسية، لاسيما أن بعض الفرق أصبح لديها علماء البيانات الخاصة بهم، أو شركاء تحليلات لاتخاذ مزيد من ذلك. وأضافت دويل أن الفرق تستخدم البيانات والتحليلات للمساعدة في وضع خطط وبرامج التدريب، وقياس اللياقة البدنية، إضافة إلى كيفية الاستعداد للمباريات.

المعلقين

وبالنسبة للجانب الثاني الذي ستؤثر فيه تلك التقنيات، أوضحت دويل أنه يركز على البث التلفزيوني للمباريات ونوعية المعلقين الرياضيين، حيث إن شاشات التلفزيون التي تنقل المباريات هي المكان الذي تظهر به تأثيرات التقنيات الجديدة بصورة أكثر وضوحاً، لافتة إلى أن خدمة ظهرت على شاشات محطة «سي بي إس» من خلال اتفاق مع الاتحاد، تتضمن إظهار بيانات عديدة، أبرزها: بيانات موقع اللاعبين في الوقت، وتغييرها لحظياً مع حركة كل لاعب داخل الملعب، إضافة إلى سرعة اللاعب، وإجمالي مسافة الجري لكل لاعب خلال المباراة بأكملها، ومقدار المسافات الفاصلة التي يحصل عليها مستقبلو الكرة من المدافعين.

ثقافة المشجعين

أما الجانب الثالث لتأثيرات تقنيات تعلم الآلة وتحليلات البيانات الضخمة في لعبة كرة القدم الأميركية، فذكرت دويل أنه يتمثل في رفع مستوى ثقافة المشجعين وفهمهم لهذه اللعبة وفنونها وأسرارها، مشيرة إلى أنه تم إطلاق بوابة إلكترونية تعرض خلاصات لحظية لما تتوصل إليه هذه التقنيات عن المباريات، ومد الجمهور بمعلومات لم يسبق لها أن تعود عليها، مثل: متوسط وقت الرمي للمهاجمين واللاعبين الأساسيين، علاوة على متوسط رميات الهواء المكتملة للمهاجمين واللاعبين الأساسيين، إضافة إلى النسبة المئوية للعدوانية والحركات العنيفة للاعبين.