وسط توقعات بتركيز الشركات العالمية عليها بحلول 2020 مدعومة من «الجيل الخامس»
«إنترنت الأشياء» تخطف الأضواء من الهواتف في «إم دبليو سي 2018»
مع بدء فعاليات «المعرض والمؤتمر العالمي للمحمول 2018» في مدينة برشلونة الإسبانية، أمس، بدا واضحاً أن مركز الجذب الأقوى والأكثر تأثيراً في الحدث ليس للهواتف الذكية، كما هي العادة، وإنما لتقنيات إنترنت الاشياء، وما يرتبط بها من أعمال إلكترونية بين المؤسسات والمستخدمين، والكيفية التي سيخدم بها الجيل الخامس للمحمول هذين المجالين، وذلك وسط توقعات بأن أكثر من نصف مؤسسات وشركات العالم سيكون لديها عنصر على الأقل في بنيتها التحتية المعلوماتية يتعلق بإنترنت الأشياء، التي ستمثل الشريحة الأكبر من جمهور المستخدمين للجيل الخامس، بحيث تكون أعداد الأدوات والأشياء العاملة بتقنيات الإنترنت والمنخرطة في عمليات تواصل عبر الجيل الخامس تفوق أعداد المستخدمين من البشر لهذا الجيل بحلول عام 2020، ما يعد سابقة تعد الأولى من نوعها في صناعة الاتصالات
10 مجالات أفادت تقارير صادرة عن «المعرض والمؤتمر العالمي للمحمول 2018»، بأن العارضين لنظم وأدوات «إنترنت الاشياء» يركزون في عروضهم على 10 مجالات يمكن أن تستخدم فيها هذه الأدوات والنظم، موضحة أن المجالات الـ10 تتمثل بما يلي: 1- مراقبة وإدارة مراكز البيانات وتشغيلها ذاتياً، وهي مفاهيم تبدو حديثة نسبياً، لكن يتوقع أن تساعد الشركات على معالجة التدفق الهائل للبيانات. 2- إدارة سلسلة التوريد وإدارة المخزون، وإدارة دورات العمل والمستودعات، استناداً الى استخدام أجهزة الاستشعار المتصلة، ما يتيح إدارة أكثر فاعلية. 3- المراقبة والرصد الأمني، كون «إنترنت الأشياء» تجعل من أي جهاز أداة ذات قيمة في جمع البيانات بمجرد توصيله إلى الشبكة. 4- خصائص المنتج المعتمدة على السياق، وهو واحد من المجالات التي يتوقع أن تكون أكثر استخداماً مع البيانات التي تجمعها أدوات «إنترنت الاشياء» لحظياً. 5- إدارة الأجهزة المحمولة، حيث تتيح «إنترنت الأشياء» للمؤسسات تنفيذ استراتيجيات تأمين وإدارة الأجهزة المحمولة المرتبطة بنظمها وبنيتها التحتية المعلوماتية. 6- إدارة المباني أو المرافق، لاسيما في مجال استهلاك الطاقة، وعمليات الأمن، عبر أجهزة الاستشعار وخوارزميات الذكاء الاصطناعي. 7- إدارة الأصول، خصوصاً في مجال الصيانة التنبؤية للمعدات، والتي تعد أمراً حيوياً داخل خطوط الإنتاج والمستودعات الكبيرة، من خلال تتبع بيانات الاستخدام. 8- إدارة أساطيل المركبات باستخدام أجهزة الاستشعار المتخصصة لرصد حالة المركبة وسلوك السائق. 9- الرعاية الصحية، لاسيما في مجال تتبّع حالة اللياقة البدنية، ومراقبة حالة العديد من المرضى. 10- تجارة التجزئة والربط الناجح بين التجارة الإلكترونية والتقليدية، عبر بث المعلومات من والى الهواتف والأجهزة الذكية المحمولة. |
المحمولة.
ويمثل هذا الأمر، الملمح الرئيس الذي أوردته معظم التقارير والتحليلات المصاحبة للحدث المعروف اختصاراً بـ«إم دبليو سي»، التي راجعتها «الإمارات اليوم».
الأكثر جذباً
وتشارك في المعرض، الذي يعد أكبر تجمع عالمي في صناعة الاتصالات المحمولة والاتصالات اللاسلكية، أكثر من 800 شركة ومؤسسة عالمية كبرى عاملة في صناعة الاتصالات والانترنت. ومنذ بداية تنظيمه في برشلونة، مطلع الألفية، كان «إم دبليو سي» يعتبر المكان الذي يتم فيه الكشف عن أحدث الهواتف الذكية، لينتهي به المطاف في دورة العام الجاري إلى منصة عالمية للإعلان عن أحدث التحولات الكبرى في عالم الأعمال المستندة الى تقنيات إنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس، فضلاً عن المنصات وأجهزة الاستشعار المصممة لجعل كل شيء ذكياً.
وفي دورة 2018 من المعرض، الذي تستمر فعالياته حتى الخميس المقبل، لن يكون إطلاق الهواتف الذكية الجديدة، على غرار «سامسونغ 9»، هو قلب الحدث والعنصر الأكثر جذباً، بل ستكون «إنترنت الأشياء» وما يرتبط بها من تطبيقات وخدمات ونظم، هي الأكثر جذباً، لكونها أكثر ارتباطاً من أي وقت مضى بالجيل الخامس للمحمول، لأن السرعات العالية، والنطاق العريض الفائق الذي سيوفره الجيل الخامس، سيكون أكثر ممّا تتطلبه أعداد المستخدمين من البشر، ومن ثم سيُتاح لتقنيات إنترنت الاشياء جعل هذا الجيل قابلاً للاستخدام، لاسيما في المناطق قليلة السكان، مثل الأرياف والتجمعات الصحراوية والزراعية وغيرها، لتحل أدوات مراقبة المحاصيل والمناجم والبنية التحتية محل المستخدمين من البشر في تبادل ونقل المعلومات عبر شبكات الجيل الخامس.
عناصر «إنترنت الأشياء»
ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة «غارتنر» للأبحاث، فإنه بحلول عام 2020، سيكون أكثر من نصف مؤسسات وشركات العالم، لديها مكون أو عنصر على الأقل من عناصر «إنترنت الاشياء» ضمن منظومة أعمالها، حيث إن هذا الأمر سيكون مدعوماً بقوة من الإمكانات التي سيتيحها الجيل الخامس للمحمول.
وداخل أروقة المؤتمر والمعرض تتركز حلول «إنترنت الاشياء» في مجالات عدة، مثل إدارة الاتصال وأجهزة الاستشعار التي تستخدم تقنية «حوسبة الحافة» التي تجعل من كل شيء ذكياً، إضافة إلى طيف واسع من التطبيقات والنظم العاملة بمفهوم «الذكاء المتصل»، التي ترتبط بها نظم الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتعلم الآلة، وجميعها نظم يمكنها استخدام الجيل الخامس كبنية اتصالات تحتية، وأدوات «إنترنت الاشياء»، كوحدات طرفية أولية لتوليد وتجميع وتصنيف ونقل البيانات المطلوب تداولها في هذه النظم.