«سامسونغ» تقدّم «غالاكسي إس 9» بديلاً عن الكمبيوتر المحمول
بعد فترة طويلة من التسريبات حول الخصائص والأسعار والقدرات، أطلقت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية، أخيراً، هاتفها الذكي الجديد «غالاكسي إس 9»، حاملاً أربع خصائص «محبطة»، تعامل معها البعض على أنها من الأسباب التي تمنعك من شرائه، تتمثل في عدم الاختلاف كثيراً عن الطرز السابقة عليه، ومحاكاته «آي فون إكس»، وبطء التحديث، والسعر الباهظ.
قاعدة الالتحام قاعدة الالتحام جزء منفصل عن الهاتف على شكل مستطيل، به حواف دقيقة ومنفذ توصيل، وتضم معالجاً ووحدة تخزين ووحدات ذاكرة، وتطبيقات متنوعة، وعند إدخال الهاتف في هذه الحواف، وتثبيته في القاعدة بإحكام، يلتحم الهاتف مع القاعدة، ويصبح الاثنان كياناً واحداً أقرب للكمبيوتر منه إلى الهاتف. وتتميز قاعدة الالتحام بأنها وحدة بسيطة صغيرة خفيفة الوزن، يمكن ربطها بالهاتف من خلال منفذ الوسائط المتعددة العالية الوضوح «إتش دي إم آي»، وتدعم مستويات دقة عالية بالشاشة تراوح بين 1920×1080 و1440×2560. |
لكن الشركة حاولت جاهدة تخفيف هذا الظهور الباهت بتقديم الهاتف بديلاً عن أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية واللوحية، عبر تحديث وتقوية ما يعرف بـ«قاعدة الالتحام»، ذلك المستطيل المسطح ذي الحواف الصغيرة، الذي يوضع على طاولة أو مكتب، ويتم إدخال الهاتف في حوافه بلطف ليلتحم الاثنان معاً، ويصبح لديك جهاز أقرب إلى الكمبيوتر المكتبي منه إلى الهاتف الذكي.
وتعاملت المراجعات والتقييمات السريعة، التي أجريت على الهاتف خلال اليومين الأول والثاني لإطلاقه بقدر من القسوة، وكان الأمر أقرب إلى «استقبال فاتر»، وانتهت معظم التحليلات التي قارنت بينه وبين «آي فون إكس» إلى أن الكفة تميل إلى هاتف «أبل» بوضوح.
أسباب عدم الشراء
كان التحليل الذي نشره موقع «سي نت نيوز» cnet.com المتخصص في التقنية هو الأبرز في هذا السياق، إذ تحدّث بوضوح عن أربع نقاط تمنع اقتناء «غالاكسي إس 9» و«غالاكسي إس 9 بلس»، وحددها على النحو التالي:
أولاً: الميل للمحاكاة الفاضحة لهاتف «آي فون إكس» من «أبل»، وتجلى ذلك في تبنّيه رموزاً تعبيرية للواقع المعزز، وخاصية التعرف إلى الوجوه الممزوجة، مع خاصية التعرف إلى شبكية العين، وقدمها باعتبارها نظاماً للمسح الذكي الذي يتطلب الدخول للهاتف، من خلال مسح قرنية العين، والتعرف إلى الوجه.
ثانياً: السعر المرتفع الذي يجعله غير منافس مع العديد من الطرز الأخرى على الساحة، فسعره يبدأ من 739 دولاراً (نحو 2714 درهماً) لنسخة «إس 9»، و869 دولاراً (نحو 3191 درهماً) لنسخة «إس 9 بلس».
ثالثاً: التحديث البطيء، إذ لم تحدد الشركة خططاً واضحة لعمليات التحديث، التي ستقوم بها على البرمجيات ونظام التشغيل، وبرمجيات قاعدة الالتحام، والبعض تحدّث عن أنها ستترك الأمر لشركات الاتصالات نفسها.
رابعاً: التكرار وعدم الاختلاف، فقد جاء الهاتفان بلا اختلافات جوهرية أو نقلات نوعية عما هو موجود في «إس 8»، و«إس 8 بلس»، من حيث معظم المواصفات والسمات، مثل حجم ونوع الشاشة، ودقة الوضوح، وسعة البطارية، وقوة الذاكرة العشوائية، ومواصفات الكاميرات الخلفية والأمامية، وخصائص المقاومة للماء والغبار.
كما تبدو شاشة «إس 9»، و«إس 9 بلس» أكثر سطوعاً، كما ظهرت به بعض التحسينات في الكاميرا ومستشعر بصمات الأصابع، إلا أن هذه التحسينات ليست بالسبب القوي، الذي يدفع المستهلكين لشراء الهاتف ودفع المزيد من الأموال.
كمبيوتر مكتبي
وقد بدا واضحاً أن «سامسونغ» تُلقي بثقلها في هذا الهاتف في زاوية مختلفة، هي التحول إلى عالم أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية اللوحية، وتقديم «إس 9» بديلاً عنها، وعلى وجه التحديد لدى المسافرين ومن يعملون أثناء التنقل، وبررت ذلك التوجه بأن تزويد الهاتف بـ«قاعدة الالتحام» أرخص كثيراً من تزويد الموظفين بهاتف ذكي وكمبيوتر محمول أو مكتبي قائم بذاته.
وجددت «سامسونغ» التزامها بهذا التوجه، من خلال التحديث الكبير الذي قدمته على «قاعدة الالتحام»، التي يعمل معها «إس 9»، و«إس 9 بلس».
وفي الطرز السابقة، كانت «قاعدة الالتحام» تتخذ وضعاً رأسياً، أما في «إس 9»، و«إس 9 بلس» فهي تتخذ وضعاً أفقياً، وهذا هو التطور الأبرز، لأنه يتيح التعامل مع الهاتف باللمس بصورة أكبر، كما يجعل الهاتف يقوم بوظائف مزدوجة، إذ يمكنه العمل كنظام مكتبي قادر على تشغيل لوحة مفاتيح، وفي الوقت نفسه كهاتف ذكي محمول.
ومع وضعية الهاتف الأفقية، يمكن استخدام الهاتف كلوحة تتبّع، دون الحاجة إلى «ماوس»، كما تتوافر إمكانية أكبر للوصول إلى منفذ سماعات الرأس، وتوصيلها لمتابعة المحادثات الجماعية، أو مجرد الاستماع للموسيقى، وهذا يتيح للمستخدم درجة من الخصوصية الصوتية، لم تكن لديه من قبل.
أما التحديث الذي تم في «قاعدة الالتحام»، مع البرمجيات الجديدة، فيعزز فكرة «سامسونغ» القائلة إنه يمكن للمسافرين التخلي عن حمل الكمبيوتر المحمول واللوحي، والعمل بدلاً من ذلك من خلال الهواتف الذكية.
وتشمل التطبيقات التي يمكن تشغيلها من خلال «قاعدة الالتحام» حزمة برمجيات «أوفيس» المكتبية كاملة، وبرامج أخرى، مثل «أدوب أكروبات ريدر»، و«ليتروم»، و«فوتوشوب إكسبريس»، و«غوغل جيميل» و«كروم»، وبرامج عرض وتحرير الصور، و«يوتيوب».