5 أعراض جانبية يسبّبها ارتداء نظارات الواقع الافتراضي
رصدت ثلاث دراسات طبية عالمية ما يحدث بجسم الإنسان عند ارتداء نظارات الواقع الافتراضي، وانتقاله من الواقع الفعلي الحقيقي، إلى الواقع الافتراضي، حيث توصلت هذه الدراسات إلى أن هناك خمسة أعراض جانبية تحدث بجسم المستخدم أثناء ارتداء نظارات الواقع الافتراضي، تشتمل على فقدان الوعي بالمكان، دوار ودوخة وارتباك، نوبات مرضية، الشعور بالغثيان، وألم في العينين ومشكلات في التركيز.
الأعراض الـ 5 - فقدان الوعي بالمكان، حيث إن قضاء أكثر من الفترة الموصى بها (30 دقيقة) لكل جلسة استخدام لنظارات الواقع الاقتراضي متصلة، تتسبب في فقدان الوعي بالمكان الموجود فيه اللاعب. - دوار ودوخة وارتباك، وهذه الأعراض منتشرة بين مستخدمي نظارات الواقع الافتراضي، لاسيما الألعاب التي تنطوي على الطيران والتحليق وصعود المرتفعات والتحرك بسرعة. - نوبات مرضية، إذ إن أغلب مُصنّعي أجهزة الواقع الافتراضي يعترفون مسبقاً بأن المستخدمين الذين لديهم حساسية تجاه تغيّر الضوء بسرعة، قد يتعرضون لنوبات مرضية أثناء ارتداء النظارات. - الشعور بالغثيان، ويحدث هذا لأن العين والأذن تنخرطان داخل المحتوى، فيما تتوقف بقية الحواس الأخرى، على عكس العالم الواقعي، الذي تتفاعل فيه الحواس مع بعضها بعضاً. - ألم في العينين ومشكلات في التركيز، وهو شيء يشبه ما يحدث عندما يرتدي شخص ما نظارة يختلف قياسها عن القياس المناسب لنظره. |
وشددت الدراسات الأميركية والبريطانية والألمانية على أن الوقت الأقصى المسموح به لأن يظل المستخدم خلاله في وضعية الواقع الافتراضي هو 30 دقيقة على الأكثر، مشيرة إلى أنه يحتاج بعدها لأن يخلع نظارته ويعيد جسده إلى طبيعته وواقعيته، ويتركه على فطرته لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، قبل أن يقرر الانتقال إلى الواقع الافتراضي مجدداً.
الدراسة الأميركية
وأجرى الدراسة الأولى، فريق من جامعة «بيركلي» الأميركية قاده أستاذ علم قياس البصر وعالم النفس والأعصاب في الجامعة، الدكتور مارتي بانكس، الذي لفت في دراسته إلى أن هناك آليتين تعملان معاً عندما ننظر إلى شيء ما في العالم الحقيقي، وتخضعان إلى قواعد مختلفة تماماً في العالم الافتراضي، موضحاً أنه في العالم الحقيقي تقوم أعيننا بالتركيز والمطابقة وتجميع الصّورة عند النظر إلى نقطة معيّنة في المساحة البصريّة أمامنا، وهذا منعكس طبيعي.
وأضاف بانكس أن المسافة التي علينا أن نقاربها والمسافة التي علينا تركيز البصر عليها متساويتان تماماً، إذ إن الدماغ يجمع هاتين الاستجابتين معاً، ولذلك يدعى بـ«اقتران التمايز بالتكيّف»، وهو أمر منطقي وطبيعي في عالمنا الذي نعيش فيه، لكن مع نظارات الواقع الافتراضي أعيننا تقوم دوماً بالتركيز على نقطة محدّدة، وخلال ذلك تحاول أن تنحرف باتّجاه الأغراض التي تظهر أمامها على المدى البعيد أو القريب، وعدم التطابق هذا يعرف بصراع التّمايز بالتكيف، وهو السبب وراء الانزعاج وانعدام الراحة الذي يشعر به بعض مستخدمي نظارات الواقع الافتراضي.
وبين أن المخ البشري يواجه في هذه الحالة صراعاً ضدّ التكيف الطبيعي الذي يقوم به عادة ليواجه هذه المشكلة، وذلك يجعل بعض الناس غير مرتاحين، فتتعب أعينهم، وفي بعض الحالات يسبب لهم الغثيان.
الدراسة البريطانية
أما الدراسة الثانية التي أجرتها جامعة «ليدز» البريطانية، فحذرت من أن الاستخدام المستمر لنظارات الواقع الافتراضي قد يضر بنظر الإنسان وتوازنه، إلا إذا أجريت تغييرات عليها. وقال أستاذ علم النفس الإدراكي في الجامعة، الدكتور مارك ويليامز، إن نظارات وأجهزة الواقع الافتراضي تعرض عالماً ثلاثي الأبعاد من خلال شاشة ثنائية الأبعاد، وهو ما يشكل إجهاداً على نظام الرؤية لدى الإنسان، لافتاً إلى أن هذا الإجهاد يمكن أن يؤدي لدى البالغين إلى صداع أو التهاب في العين، لكن لدى الأطفال تكون العواقب طويلة المدى وغير معلومة.
وتضمنت بحوث جامعة «ليدز» فحصاً تم على 20 طفلاً تراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، بعد أن لعبوا لعبة واقع افتراضي مدتها 20 دقيقة، وتبين أن الاطفال لم يعانوا تدهوراً خطيراً في البصر، لكن كان هناك طفلان تعرضا لتشويش في وحدة التجسيم بالعين، المسؤولة عن القدرة على رصد الاختلافات عن بعد، بينما أظهر طفل آخر «تدهوراً حاداً» في توازن الجسم فوراً بعد إنهاء اللعبة.
الدراسة الألمانية
وفي دراسة جامعة «ماينتس» الألمانية، وجد الباحث في الجامعة، الدكتور ميشيل ماداري، أن نظارات الواقع الافتراضي تجعل الشخص يدخل في العالم الافتراضي وينغمس في هذا العالم ويبدأ بتحريك جسمه فيه كجسم افتراضي، وعندما يتحرك الشخص في هذا العالم الافتراضي تبدأ عيناه وجسمه بإعطائه معطيات ومشاهد أخرى.
وقال ماداري إن تقنية نظارات الواقع الافتراضي تعمل بصورة دقيقة تجعل الشخص يعتقد أنه يعيش فعلاً في هذا العالم، وأنه شخص آخر يعيش في عالم آخر، لذلك يجب عدم التسرع في استخدامها، حتى في المجالات العلاجية، لافتاً إلى أن كل شاشة إلكترونية مضرة للعينين إذا استعملت لفترات طويلة.
لكنه أضاف أنه رغم ذلك لا توجد دراسات تذكر أن الشاشة الالكترونية تضر بالعينين أو تسبب قصر النظر عند الكبار، فيما توجد دراسات أشارت إلى أضرار هذه الشاشات على الأطفال، وما تسببه من قصر النظر لديهم.
نصائح
وأوصت الدراسات الثلاث بنصائح عدة لتفادي التعرض للأعراض الجانبية الناجمة عن ارتداء نظارات الواقع الافتراضي، يتمثل أبرزها بما يلي: عدم استعمال النظارات للأطفال دون 13 عاماً، واستعمال النظارات بحرص ولفترة قصيرة لمن دون الـ20 من العمر، وأقصى وقت مسموح به لارتداء تلك النظارات هو 30 دقيقة، وأخذ فترة استراحة لـ15 دقيقة كل نصف ساعة، وعدم الاستماع للموسيقى بصوت عالي أثناء ارتداء النظارة، وكما أنه يفضّل ألا تستعمل المرأة الحامل نظارات الواقع الافتراضي.