«التقنيات الأوركسترالية» تقود «الأعمال اللامركزية» مدعومة بـ «سلاسل الكتل»

أعلنت شركة «سامسونغ نيكست»، ذراع بحوث التطوير والإبداع في شركة «سامسونغ» العالمية، عن نوعية جديدة من التقنيات يطلق عليها «التقنيات الأوركسترالية»، المتوقع لها أن تنتشر في عالم التقنية في غضون السنوات الأربع المقبلة، لتشكل موجة جديدة من التغيير، هدفها تحقيق مستوى عالٍ من اللامركزية في أداء وحركة الأعمال، حيث ستتركز هذه التقنيات في مجال التصنيع والأعمال التجارية والخدمات الجماهيرية الواسعة، التي تتطلب مشاركة واندماج ربما عشرات الآلاف من الأجهزة والمعدات في منظومة عمل واحدة، كأدوات إنترنت الاشياء، بما يجعلها موزعة على نطاق واسع، وفي الوقت نفسه تعمل بصورة متزامنة منسجمة مع بعضها بعضاً.

انسجام وتناغم

وأوضح المدير الإداري رئيس قسم الاستثمارات في «سامسونغ نيكست»، بريندون كيم، خلال مؤتمر «إس إكس إس دبليو» للإبداع في التقنية والثقافة والسينما والموسيقى، الذي يختتم أعماله في الولايات المتحدة غداً، أن مصطلح «التقنيات الأوركسترالية» مأخوذ من عالم الموسيقى، ويقصد بها التقنيات التي تجمع ما بين عدد ضخم من المكونات والأشياء المتنوعة والمختلفة معاً، وتجعلها تعمل معاً بانسجام وتناغم وتزامن، بحيث تحقق نتائج مؤثرة وفعالة، تماماً كما يحدث في حالة الأوركسترا الموسيقية التي يقصد بها فرقة موسيقية تتكون من عدد كبير من العازفين، يستخدمون آلات موسيقية كثيرة ومتنوعة، ويصدر كل منها لحناً مميزاً، لكنهم يعملون معاً بطريقة منظمة متناغمة متزامنة، ليصدروا في النهاية لحناً واحداً موحداً أكثر جمالاً مما تصدره كل آلة على حدة.

التعريف التقني

وبيّن كيم أنه بمعيار التعريف التقني المتخصص، فإن «التقنيات الأوركسترالية» يقصد بها التقنيات التي تحقق الترتيب التلقائي والتنسيق والتزامن في إدارة وتشغيل أنظمة الحاسبات والبرمجيات ونظم المعلومات والبرامج الوسيطة والخدمات في سياق موحد موجّه للخدمة.

وأضاف أنه وفقاً لهذا المفهوم فإن هذه النوعية الجديدة من التقنيات تتصادم بوضوح مع مفهوم الحوسبة السحابية القائم على المركزية الشديدة، وجعل كل الأطراف مرتبطة بمحور رئيس يمدّها بكل شيء.

وأفاد كيم بأن تقنية «سلاسل الكتل» هي أبرز التقنيات الحالية المعروفة التي ينطبق عليها وصف «التقنيات الأوركسترالية»، موضحاً أن «سلاسل الكتل» هي قواعد بيانات موزعة، تحتفظ بقائمة من السجلات المستمرة النمو بلا انقطاع، والمؤمنة ضد العبث والمراجعة، ويصفها المصرفيون والمحاسبون العاملون بالقطاع المالي بأنها اشبه بـ«دفتر أستاذ إلكتروني عام مفتوح» تتشارك فيه أطراف عديدة منفصلة في بياناتها ومعاملاتها، وتضع فيها بياناتها ومعلوماتها الخاصة بمعاملاتها المالية، وكل وحدة من هذه البيانات تختص بمعاملة أو عملية معينة، ويطلق عليها «كتلة»، وكل كتلة لديها بصمة وقت، وترتبط مع سابقتها ولاحقتها برابط مميز، كما ترتبط بمشارك معين، لتشكل في النهاية «سلسلة كتل»، الأمر الذي يسمح لأي مجموعة من المستخدمين، سواء مفتوحة أو مغلقة وتحت التحكم، بالمشاركة في «الأستاذ الالكتروني العام»، والانخراط في مدفوعات مالية مشتركة طوال الوقت.

أرض صلبة

وأكد كيم أن «سلاسل الكتل» ستكون الأرض الصلبة التي تتحرك فوقها أدوات إنترنت الاشياء خلال السنوات الاربع المقبلة، لتجعل منها «أوركسترا» تضم عشرات بل مئات الآلاف من الأدوات والاجهزة المندمجة في كيان أو منظومة واحدة، وتعمل معاً بتناغم وانسجام تام.

وشرح كيم وجهة نظره في هذه النقطة بالقول إنه من المتوقع أن يكون هناك أكثر من 20 ملياراً من أدوات إنترنت الاشياء متصلة بالإنترنت بحلول عام 2020، حيث تعتقد «سامسونغ» أن تقنية «سلاسل الكتل» ستكون ضرورية لجعل هذه الأعداد الضخمة تتواصل معاً بسلاسة وتناغم وفاعلية.