لوحات مفاتيح تخيلية مدمجة بالشاشة
تقدمت شركة «أبل» الأميركية، أخيراً، بطلب إلى مكتب براءات الاختراع الأميركي، للحصول على براءة اختراع خاصة بلوحات مفاتيح تخيلية مدمجة بالشاشة، تعمل على كامل مساحتها، وتوفر خبرة استخدام لا تختلف عن ما يحدث مع لوحات المفاتيح الفعلية الحالية، من حيث اهتزاز المفاتيح تحت الأصابع عند الضغط، وكذلك إصدار صوت المفاتيح.
ويعتمد تصميم هذه اللوحات على مفاهيم جديدة في صناعة الحاسبات المحمولة، منها ازدواج الشاشة، أي جعل الحاسب المحمول يعمل بشاشتين، وإدخال الذكاء الاصطناعي والمساعدات الرقمية ضمن مكونات عمل لوحة المفاتيح، بما يحول لوحة المفاتيح من جزء أساسي داخل الحاسب المحمول، إلى ملحق طرفي يمكن الحصول عليه واستخدامه وقت الحاجة فقط.
وكشف موقع «كمبيوتر وورلد» عن جانب من تفاصيل براءة اختراع «أبل» الجديدة، في تقرير حدد فيه نقاطاً أساسية عدة، ترتكز عليها هذه البراءة، متوقعاً أن تعلن «أبل» المزيد من التفاصيل عن هذا التوجه، خلال مؤتمر المطورين العالمي، الذي ستعقده في الرابع من مايو المقبل.
لوحات عادية
ملحق طرفي أفاد موقع «كمبيوتر وورلد» بأن شركة «أبل» تعتزم، من خلال براءة اختراعها الجديدة، تحويل لوحة المفاتيح الفعلية الحالية إلى ملحق طرفي في الحاسبات المحمولة، وليس جزءاً أساسياً كما هي الحال الآن، مشيراً إلى أنه عند الكتابة، يمكن للمستخدم اختيار أي لوحة مفاتيح، واستخدامها كوحدة طرفية للحاسب والكتابة عليها بسرعة، كما يمكنه استخدام لوحة المفاتيح السفلية، أو لوحة مفاتيح الشاشة لتدوين الملاحظات، وهذا ليس معناه أن الحاسب المحمول، الذي لا يحتوي على لوحة مفاتيح فعلية، لا يمكنه استخدام لوحة مفاتيح فعلية، لكنه يعني مزيداً من الخيارات، ومزيداً من المساحات على الشاشة. لوحات المفاتيح الجديدة تدعم مفهوم الحاسبات المحمولة المزدوجة الشاشة. |
ووفقاً للتقرير، فإن أولى النقاط، التي ترتكز عليها براءة الاختراع الجديدة، أنها تحاول جعل لوحات المفاتيح التخيلية المندمجة في الشاشة، كلوحات المفاتيح الحالية العادية، من حيث الحجم والمواصفات وتجربة الاستخدام، حيث تحقق «أبل» ذلك جزئياً من خلال لوحة شاشة مرنة، فيها لوحة مفاتيح مبنية تحت الشاشة.
لكن التقرير أشار إلى أن المعلومات المتوافرة عن براءة الاختراع لا تحسم كيف سيتم ذلك بالضبط، غير أنه في ما يبدو ربما تقدم «أبل» شاشة ولوحة مفاتيح معاً، أو شيئاً هجيناً من شاشة تعمل باللمس على الشاشة، وشاشة فعلية عادية.
وأوضح أنه بحسب التصميم، فإن المفاتيح التخيلية يمكن الضغط عليها كما يتم الآن، ويمكنها أيضاً أن تظهر كمطبات أو تعرجات على الشاشة، حينما تكون لوحة المفاتيح الافتراضية قيد العمل، وهنا يمكن أن يشعر المستخدم بالمفاتيح، وأين توجد قبل أن يلمسها ويضغط عليها، لتهتز كالعادية، ويصدر عنها صوت من أجل المزيد من المحاكاة والتقليد لما يحدث في حالة لوحات المفاتيح العادية.
استخدامات مبتكرة
وبين تقرير «كمبيوتر وورلد» أن النقطة الثانية، التي تستند إليها البراءة الجديدة، تتمثل في أن المستخدم لا يحتاج - في بعض الأحيان - إلى لوحة المفاتيح، وهذه الفكرة كان تحدث عنها مؤسس «أبل» ورئيسها التنفيذي الراحل، ستيف جوبز، وهو يقدم هواتف «آي فون» عام 2007، حيث إن الفائدة الأساسية لذلك هي الحصول على المزيد من المساحة في الشاشة، والمزيد من خيارات التفاعل المرنة.
وأضاف التقرير أنه تطبيقاً لذلك، تتحدث براءة الاختراع الجديدة عن استخدامات مبتكرة في لوحة المفاتيح الجديدة، إذ يمكن أن تتحول مفاتيح التشغيل والتحكم، في واجهات ووظائف التطبيقات المختلفة، إلى مفاتيح في لوحة المفاتيح التخيلية الجديدة، توفر خبرة استخدام مختلفة، مبيناً أن تطبيقات مثل «آي تيونز» و«موسيقى أبل» ستحل وظائفها محل لوحة المفاتيح الموجودة، وتظهر بها مفاتيح التحكم في الموسيقى، حينما يكون أيٌّ من هذه التطبيقات قيد العمل.
الذكاء الاصطناعي
أما النقطة الأخرى المهمة لبراءة اختراع «أبل» الجديدة، فأفاد التقرير بأنها تركز على أن الذكاء الاصطناعي سيعزز الكتابة على لوحة المفاتيح، ويجعلها أكثر غنى، مشيراً إلى أنه مع تطور الذكاء الاصطناعي، سيتم تطبيقه بذكاء في الإصدارات المستقبلية من أدوات التصحيح التلقائي للكلمات، بما يتيح التخلص من الكثير من أخطاء الكتابة، التي يتم تصحيحها بدقة وعلى الفور، كما أنه يمكن للمكونات الإضافية في برامج التصفح، تحسين مستوى الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بحيث تتم الكتابة على الشاشة دون أي أخطاء.
المساعدات الرقمية
ولفت تقرير «كمبيوتر وورلد» إلى نقطة في غاية الأهمية، ارتكزت عليها البراءة الجديدة، هي اعتبار الصوت والمساعدات الرقمية أدوات للكتابة، موضحاً أنه بمرور الوقت سيعتاد المستخدم التحدث مع المساعدات الافتراضية، بحيث تقوم بالكتابة نيابة عنه، وبدلاً من إرسال بريد إلكتروني وتحديده، سيكون المستخدم قادراً على التحدث، وأن يطلب من المساعد الرقمي ما يريد، وترك الذكاء الاصطناعي يقوم بعمل المسودات الفعلية للرسالة.
وذكر التقرير أن الحاسبات المزدوجة الشاشة، ولوحات المفاتيح التخيلية، ستتيح العديد من الخيارات الجديدة، التي ستؤدي إلى تراجع الوضع المركزي، الذي تحتله لوحات المفاتيح في أعمالنا حالياً.